صرحت مصادر بالحكومة الإيطالية بأنها تعتزم استخدام ما لديها من احتياطيها الاستراتيجي من الغاز الطبيعي خلال هذا الأسبوع وذلك بسبب العجز الذي تعانيه الدولة من الغاز الطبيعي تاركة المنازل وقطاعات الأعمال بدون الوقود اللازم سواء للتدفئة أو تشغيل هذه القطاعات وسط برد قارس علي غير المعتاد يخيم حاليا علي القارة الأوروبية. وقال كلوديو سكاجولا وزير الصناعة الإيطالي إن حكومة روما ستبدأ هذا الأسبوع في استخدام احتياطي الغاز الطبيعي لديها حيث إنه لا يوجد هناك بديل لهذه الخطوة. يذكر أن حجم إجمالي الاحتياطي الاستراتيجي من الغاز الطبيعي لإيطاليا يبلغ 5.1 مليار متر مكعب "180 مليار قدم مكعبة" في حين تستهلك إيطاليا سنويا 80 مليار متر مكعب كما أن نصف كهرباء إيطاليا يتم توليدها بواسطة الغاز الطبيعي. وتعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية معاناة من عجز الغاز الطبيعي بعد أن قلصت روسيا صادراتها منه للسوق الإيطالية في حين زادت من صادراته لدول أوروبية أخري. فقد حصلت إيطاليا علي أقل مما كانت تطالب به من روسيا من غاز طبيعي خلال بداية العام الجاري عندما قامت روسيا بخفض إمداداتها من الغاز الطبيعي لأوكرانيا بسبب الخلاف علي أسعاره. وتؤكد التقارير الاقتصادية أن غرب أوروبا يحصل علي ربع الغاز الطبيعي القادم من روسيا وأن معظم هذه الكمية تأتي عن طريق خطوط الأنابيب الأوكرانية. وتساهم روسيا بنسبة 30% من الغاز الطبيعي التي تحصل عليه إيطاليا أما باقي النسبة فتقدمها دول النرويج وهولندا والجزائر. وتوقعت شركة "إيني" الإيطالية للبترول والمسيطرة علي واردات إيطاليا من الغاز الطبيعي خلال بداية الأسبوع الجاري أن إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لإيطاليا ستنخفض عن الطلب اللازم بنسبة 16.2%، كما تتوقع المزيد من الانخفاض وبنفس النسبة خلال الشهور القليلة القادمة. وخلال الأسبوع الماضي حذر الرئيس التنفيذي لشركة إيني من أن إمدادات الغاز الطبيعي لإيطاليا من المتوقع أن تنخفض بشدة لتصل إلي مستوي سيقرع أجراس الخطر إذا استمر هذا الطقس البارد بأوروبا، وطبقا لبيانات موقع الأخبار الجوية الإيطالي "ميتيو جيورنالي" فقد وصلت درجة البرودة في إيطاليا خلال يناير الماضي إلي واحد درجة سيلسيوز "تقريبا أقل من 2 درجة فهرنهايت" أي تحت مستوي البرودة الطبيعي. وتكشف بيانات وزارة الصناعة الإيطالية أن واردات الدول من الغاز الطبيعي ارتفعت بنسبة 3.2% خلال الشهر الماضي لتصل إلي 6.75 مليار متر مكعب في حين قفز إجمالي الاستهلاك المحلي بنسبة 5.6% ليصل إلي 10.4 مليار متر مكعب. أيضا خلال الأسبوع الماضي وضعت بعض الاستعدادات التي من الممكن أن تستخدم في حالة حدوث طوارئ مثل فقد أحد سبل الإمداد بالغاز الطبيعي من جراء حوادث في مصانع الطاقة وخطوط الأنابيب، فضلا عن أن تطرأ زيادة غير عادية علي الغاز الطبيعي بسبب الطقس الشديد البرودة.