[email protected] "البنك الالكتروني"... "الخدمات المالية أون لاين".. أصبحت بمثابة أهم ملامح التطور التكنولوجي بالقطاع البنكي بحيث يفتح الباب أمام تطوير وتحسين الخدمات البنكية والتي تشكل عصب الحياة المالية وتحتاج بشدة إلي ضرورة مواكبتها للمتغيرات والتطورات المتسارعة للتوجه نحو قطاع الاقتصاد الرقمي بصورة عامة. ويكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن مفهوم "البنك الالكتروني" والذي يعد التطور الطبيعي للبنوك في عالمنا الملموس إلي البنوك في العالم الافتراضي علي شبكة الانترنت بمعني آخر فأن البنك الالكتروني ليس بنكا تقليديا يذهب إليه العملاء في أوقات محددة للتعامل مع موظفي الشبابيك وإنما هو الذي يذهب للعملاء أينما كانوا وفي أي وقت ومن خلال شاشة الكمبيوتر والانترنت يستطيع العميل القيام بكل ما يريده من خدمات مالية وبنكية عبر مفهوم البنك الالكتروني. وفي الحقيقة يمكن تقسيم البنك الالكتروني إلي ثلاثة مستويات فالمستوي الأول يسمح للعميل فقط بالتعرف ومتابعة التحركات النقدية في حركة الحسابات الخاصة به "عبر شاشة الكمبيوتر" دون القدرة علي إجراء اي تعديل بها علي حين أن المستوي الثاني يسمح للعميل بنقل استثماراته من حساب إلي آخر ولكن داخل نفس البنك أما المستوي الثالث فهو يتيح للعملاء بنقل حساباته من بنك ما إلي حسابه في بنك آخر. ولعل من أهم مزايا البنك الالكتروني أنه يؤدي إلي تخفيف ظاهرة التزاحم للعملاء داخل فروع البنوك للحصول علي بعض الخدمات "التقليدية والمتكررة" ناهيك عن ترشيد النفقات الدورية للبنوك إلا أنه يحتاج في نفس الوقت إلي ضرورة اعتماد البنوك علي مجموعة من الحلول والتطبيقات الإلكترونية الحديثة لميكنة عملياته المصرفية واتخاذ خطوات جدية لتبني نظم العمل المصرفي الإلكتروني وتقديم خدماته عبر شبكة الإنترنت مع تطور آليات الدفع الالكتروني كأحد متطلبات تنمية خدمات البنك أون لاين مع نشر شبكات التحصيل من الحسابات البنكية وشبكات أجهزة نقاط البيع POS إذ تمكّن هذه الحلول المؤسسات والأفراد من أصحاب الحسابات المصرفية أو حاملي بطاقات الصراف الآلي وبطاقات الائتمان من القيام بعمليات دفع إلكترونية آمنة ومباشرة للاستفادة من خدمات التجارة الإلكترونية والحكومات الإلكترونية. ويلاحظ أنه مع تحقيق تقدم ملموس في مجال مستخدمي البطاقات الائتمانية بأنواعها المختلفة إلا أن نقص وسوء توزيع ماكينات الدفع الالكتروني يعد أحد أهم التحديات التي تواجه عمليات التوعية بمفهوم البنك الالكتروني إذ إن هناك نوعيات حديثة من هذه الماكينات التي تسمح للمستخدمين القيام بكافة عملياته التقليدية دون الاضطرار إلي التعامل مع موظفي البنك إلا أن اغلب الماكينات الموجودة حاليا في السوق المحلي يقتصر دورها فقط علي مجرد عملية سحب نقدية عبر بطاقات الائتمان الأمر الذي يحتاج إلي ضرورة مراجعة شاملة لوظيفة هذه الماكينات لاسيما ونحن نتحدث عن تشجيع آليات الدفع الالكتروني والاعتماد علي البطاقات الذكية وبما يساعد علي سرعة إطلاق خدمات بنكية الكترونية في الوقت الملائم وبشكل يلبي الاحتياجات المحلية ويركز علي تحقيق أقصي فائدة ممكنة لمستخدمي هذه الخدمات. في النهاية نؤكد أن أسواق خدمات الدفع الإلكتروني آخذة في الاتساع والتطور المطرد الأمر الذي يسلط الضوء علي حاجة جميع البنوك "بلا استثناء" إلي استثمارات ذكية في حلول تكنولوجيا المعلومات بما يساعد علي تطوير خدماتها لعملائها في عصر الاقتصاد الرقمي وتغيير نظرة العملاء للمعاملات المصرفية التي يجب أن تتم داخل مقر البنوك.