اقترح الرئيس الأمريكي جورج بوش ميزانية قدرها 2.77 تريليون دولار تتضمن خفضا للبرامج الخاصة بمجالات تمتد من الرعاية الصحية إلي التعليم الذي لاقي انتقادات من جانب الديمقراطيين الذين قالوا إن الأمريكيين من كبار السن والعاملين يتحملون عبء سوء إدارته المالية. وتحت ضغوط لتشديد القيود علي الإنفاق من جانب الجمهوريين المحافظين الذين يضعون نصب أعينهم الانتخابات المقبلة هذا العام طلب بوش من الكونجرس الأمريكي في ميزانيته لسنة 2007 خفض البرامج التقديرية خارج نطاق الأمن القومي بنسبة 0.5%. واقترح بوش ميزانية للدفاع قدرها 439.3 مليار دولار تمثل أكبر ميزانية دفاعية علي الإطلاق وتهدف إلي محاربة الإرهاب غير التقليدي وخوض حروب كبري مع دول أخري إذا لزم الأمر.. وبالإضافة إلي ذلك سيطلب البيت الأبيض تمويلا جديدا للحربين في العراق وأفغانستان. وجدد بوش دعوته للكونجرس الذي يقوده الجمهوريون لجعل تخفيضاته الضريبية دائمة برغم أن مشروع الميزانية يتوقع ارتفاع العجز الاتحادي إلي 423 مليار دولار هذا العام بزيادة تتجاوز 100 مليون دولار عن السنة المالية 2005. وقال بوش في رسالته المرفقة مع الميزانية إن عدم تمديد التخفيضات الضريبية سيعد بمثابة زيادة للضرائب. ومن المتوقع أن ينتقد الديمقراطيون بوش لسعيه لإجراء تخفيضات ضريبية كبيرة في وقت تعاني فيه الميزانية من عجز متنام ولتقديره تكاليف حرب العراق بأقل من قيمتها الحقيقية.. ويسعي الديمقراطيون للإطاحة بهيمنة الجمهوريين علي مجلسي الكونجرس في انتخابات نوفمبر. وقال السناتور كنت كونراد أكبر الديمقراطيين في لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ إن الميزانية مضللة لأنها لا تتضمن التكاليف الكاملة لحرب العراق أو النفقات المتوقعة الأخري مثل نفقات حماية أبناء الطبقة الوسطي من تكاليف الضريبة الدنيا البديلة.. وأضاف: إنها تمثل نفس المسار المالي المستهتر الذي اتبعته إدارة بوش علي مدي السنوات الخمس الأخيرة. وسيناقش أعضاء الكونجرس الميزانية هذا الربيع وقد تبدو في صورتها النهائية مختلفة كثيرا عن خطة بوش. واقترح البيت الأبيض مبلغا قدره 50 مليار دولار للإنفاق الحربي في 2007 إلا أن مدير الميزانية جوشوا بولتين قال إن هذا التقدير إنما يستند إلي المبلغ الذي خصصه الكونجرس في باديء الأمر لعام 2006 وليس تقديرا مؤكدا للمبلغ الذي قد تحتاجه الإدارة. وقال بولتين: من الصعب للغاية أن نحدد ما الذي سننفقه في العراق بعد 18 شهرا من الاَن فهي عملية مكلفة للغاية. ويتجاوز طلب تمويل جديد قدره 70 مليار دولار للحربين في العراق وأفغانستان التخفيضات المقترحة في البرامج المحلية لعام 2007 ويبلغ ضعفي المبلغ الذي سيتم توفيره علي مدي خمس سنوات نتيجة التخفيضات في برنامج الرعاية الصحية ميديكير التي تبلغ 36 مليار دولار، ويأتي مبلغ ال 70 مليار دولار إضافة إلي 50 مليار دولار أقرها الكونجرس بالفعل. وبرغم أن المحافظين في مجال الإنفاق المالي يشعرون بالضيق بسبب العجز فعادة ما يتردد المشرعون في أعوام الانتخابات عن خفض البرامج الأمر الذي يصعب معه إقناعهم بقائمة بوش المقترحة لتخفيض البرامج. وتشمل التخفيضات المقترحة برامج تسع وزارات من بينها العدل والنقل والتعليم.. ومن بين البرامج المستهدفة بالتخفيضات برنامج لحفظ الأمن في المجتمعات المحلية وبرنامج لمكافحة العنف ضد المرأة.. وسيخفض الإنفاق علي التعليم بنسبة 3.8% وسيتم توفير جانب من هذه النسبة من خلال إلغاء برامج مثل التدريب المهني والإعداد للتعليم الجامعي للطلاب الفقراء. وتهدف الميزانية إلي إبقاء الزيادة الإجمالية في الإنفاق علي البرامج التقديرية دون معدل التضخم الذي بلغ 3.4% في ،2005 واقترح بوش خفض أو إلغاء 141 برنامجا يقول إنها منخفضة الأداء.. والبرامج التقديرية هي البرامج التي يخصص لها الكونجرس التمويل من جديد كل عام. ويأمل بوش أيضا في توفير 65 مليون دولار تقتطع من البرامج الإلزامية مثل ميديكير وهو برنامج التأمين الصحي للمسنين والمعوقين وبرامج الدعم الزراعي ومعاشات التقاعد وغيرهما من البرامج الخاصة بالعمل. وورث بوش فوائض من إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون لكنها سريعا ما تحولت إلي عجز وتنامي العجز في عهده ليصل إلي مستوي قياسي بلغ 412 مليار دولار في 2004. وساهم الإنفاق علي حرب العراق وإزالة اَثار الإعصار كاترينا في زيادة العجز المتوقع في ميزانية 2007 إلي 423 مليار دولار من 318 مليارا في ،2006 لكن بوش مازال يصر علي أنه يستطيع خفض العجز إلي النصف ليبلغ 208 مليارات دولار في 2009.