تتجمع الليلة قلوب 70 مليون مصري ابتداء من الساعة السابعة مساء موعد انطلاق مباراة مصر مع السنغال في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم في استاد القاهرة فالكل يترقب أحداث المباراة وما تسفر عنه نتيجتها خاصة أن الجماهير المصرية لا تتوقع إلا الفوز في هذه المباراة المصيرية خاصة في ظل المساندة الجاهيرية الرهيبة. ووصلت المساندة لأعلي مستوي وذروة لها ولم تعد مقصورة علي المؤازرة الجماهيرية وامتدت للنطاق الرسمي أيضاً فحرص الرئيس مبارك علي زيارة المنتخب الوطني في التدريب الأساسي ولحثهم علي بذل الجهد وتحقيق الفوز لاسعاد الشعب المصري، وكانت لهذه الزيارة مفعول السحر وتزيد من أعباء وواجبات اللاعبين. وتعتبر مواجهة أسود السنغال من أصعب المحطات التي يواجهها الفراعنة في مشوار البطولة، لاسيما أنه لا مجال للأسرار بين الفريقين وكل الاوراق مكشوفة فلامجال أيضاً للمفاجآت في الأوراق الرابحة أو التشكيل، وسيكون الفوز حليف الفريق الأكثر ثباتاً وهدوءاً للأعصاب واستغلالاً للفرص المتاحة. وبالنسبة لمنتخب مصر بقيادة المدير الفني حسن شحاتة الذي يقع في حيرة شديدة من كثرة اللاعبين الجاهزين خاصة بعد عودة احمد حسام "ميدو" وشفائه من الاصابة وانتهاء ايقاف محمد أبوتريكة صانع ألعاب الفريق ومشاركتهما مؤكدة من بداية المباراة حيث يلعب ميدو بجوار عماد متعب بدلاً من حسام حسن ويلعب أبوتريكة بدلاً من عمرو زكي في وسط الملعب. وبالنسبة لباقي عناصر التشكيل فيستمر عصام الحضري في حراسة المرمي وأمامه ابراهيم سعيد ليبرو وكل من عبدالظاهر السقا ووائل جمعة قلبي دفاع، ومحمد بركات في الجانب الايمن وطارق السيد "محمد عبدالوهاب" في الجانب الايسر واحمد حسن ومحمد شوقي محوري ارتكاز، وبجوارهما أبوتريكة صانع ألعاب ومتعب مع ميدو في الهجوم. ويدخر شحاتة بعض الاوراق الرابحة للاستعانة بها أثناء مجريات اللعب مثل حسام حسن وعمرو زكي وحسن مصطفي وعبدالحليم علي لتجديد دماء الفريق في أي وقت خاصة أنه من المؤكد أن تشهد هذه المباراة ماراثون طويلا. ويسعي منتخب مصر لايقاف خطورة المنتخب السنغالي التي تتمثل في الهجوم عن طريق مثلث الرعب القادم من العمق والذي يقوده الحاج ضيوف ومعه كل من هنري كمارا وعيسي با. وحرص المنتخب المصري علي دراسة الفريق السنغالي عن طريق الفيديو ومشاهدة المباريات التي خاضها في البطولة لتحديد نقاط القوة والضعف وأسلوب لعبهم. وأهم ما يميز المواجهة الليلة انها بين مدربين وطنيين فيقود السنغال المدرب الوطني عبدالله سار الذي نجح في قيادة فريقه بالبطولة وشحذ همم لاعبيه لبذل أقصي جهد لديهم، وبالفعل قدموا عروضاً قوية حتي الان. وأسهب سار في تصريحاته حول هذه المباراة وقدرته علي قيادة الفريق للفوز والتأهل للمباراة النهائية علي حساب منتخب مصر. وبعيداً عن هذا وذاك تعتبر مسيرة مصر في هذه البطولة أفضل من السنغال لاسيما أن الفريق الوطني تصدر مجموعته في الدور الأول بالفوز علي ليبيا 3/صفر وعلي كوت ديفوار 3/1 والتعادل بدون أهداف مع المغرب وفي دور الثمانية فاز علي الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. أما السنغال فتأهل بصعوبة بعد أن احتل المركز الثاني في مجموعته برصيد ثلاث نقاط بخسارته امام غانا صفر/1 وأمام نيجيريا 1/2 والفوز علي زيمبابوي فقط 2/صفر. وفي دور الثمانية تغلب علي غينيا بعد معاناة طويلة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ومسيرة الفريقين ترجح كفة الفراعنة ولكن العبرة بالأداء في المباراة نفسها. وإذا اتجهنا للاسكندرية نجد أن المباراة الثانية والتي تقام في الثالثة عصراً باستاد المكس 9 مثيرة ومتكافئة أيضاً بين نسور نيجيريا وأفيال كوت ديفوار، والفريقان من القوي الكروية العظمي في افريقيا حالياً، لأنهما يملكان نجوماً يعتبرون سفراء فوق العادة في أوروبا لأوطانهما، وهناك تصميم من نجوم الفريقين علي الفوز بالبطولة وحسمها وهو ما أكدته تصريحات الطرفين. فبالنسبة لنسور نيجيريا فهو الفريق الوحيد الذي فاز بتسع نقاط في الدور الأول واستطاع الاستمرار في الماراثون الافريقي فقد فاز علي كل من غانا 1/صفر والسنغال 2/1 وزيمبابوي 2/صفر وفي دور الثمانية فاز علي تونس بركلات الترجيح. أما كوت ديفوار ففاز بست نقاط علي كل من المغرب 1/صفر وعلي ليبيا 2/1 والخسارة امام مصر 1/،3 وفي دور الثمانية فاز علي أسود الكاميرون في مباراة تاريخية 13/12 بركلات الترجيح.