لا يزال قطاع السياحة البولندي في حاجة للتشجيع والدفع في الوقت الذي تحاول فيه البلاد تنمية مصادرها السياحية واللحاق بالاقتصادات المتقدمة في بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكما يقول ليشيك موكشيتسكي نائب مدير قسم الأسواق الخارجية في المؤسسة البولندية للسياحة فإن السياحة تساهم بنسبة 5.8% في الدخل القومي وتعد نسبة أقل من المطلوب في ظل الطموحات الاقتصادية الواعدة بعد انضمام البلاد للاتحاد الأوروبي.. وبمزيد من التفصيل يوضح أن معظم السائحين القادمين لبولندا هم من الألمان الذين يشكلون نسبة 70% من السياح في بولندا.. والباقي يأتي من روسيا وأوكرانيا والتشيك التي تقترب من بولندا ولا تتجاوز مدة الطيران من براغ العاصمة لمطار وارسو البولندي مدة ال 45 دقيقة. وتشير الاحصائيات إلي أن السياح يأتون معظمهم من الدول الأوروبية فقط، وأن نسبة 26% يأتون لأغراض البيزنس و21% زيادة المعالم السياحية والترفيه و21 و20% لزيارة الأقارب والأصدقاء ثم 12% كعبور "ترانزيت" و8% للتسوق والشراء، أما النسبة الباقية 13% فهي لأغراض أخري مختلفة. ومع بداية التنشيط للسياحة البولندية في الخارج عن طريق الدعاية والمؤتمرات والمشاركة في المنتديات السياحية نجحت بولندا في جذب نحو 55 سائحا يابانيا في عام 2004 إلي جانب 55 سائحا اَخر من إسرائيل وهي أعداد لا تذكر. وبلغ إجمالي السائحين في العام الماضي نحو 14.290 ألف سائح، وتأتي نسب بسيطة جدا من خارج أوروبا خاصة استراليا واليابان وكندا وكوريا والولايات المتحدة ومعظم من يأتي منها لزيارة البلاد يأتي لأغراض البيزنس أو المشاركة في المؤتمرات العلمية. ويضيف أن هناك قصورا واضحا في العلاقات السياحية بين بولندا والشرق الأوسط ومصر بالرغم من أن هناك 170 ألف سائح بولندي يزورون مصر سنويا في حين لا يزور بولندا سوي الطلاب من أجل الدراسة وعددهم لا يزيد علي 200 دارس أما الباقي فهم يزورون البلاد بصورة نادرة. ولكن هناك جهودا تبذل لتنمية الروابط السياحية من خلال المعارض التي تقوم بها وكالة التنمية السياحية ومعارض الشركات البولندية في القاهرة والمنطقة. وفي الوقت الذي سيسافر فيه البولنديين بصورة كبيرة للخارج فإن المقابل ضعيف جدا حتي أن نسبة الإشغال في الفنادق لا تتجاوز ال 15.2% وتتركز في الفنادق الدولية ذات الخمس نجوم. ويوضح أن مشاكل النقل الجوي تؤثر علي السياحة حيث لا توجد خطوط طيران مباشرة من أفريقيا واَسيا وهناك حلول جديدة حيث تبدأ شركة "سنترال ونجز" البولندية للطيران وهي ثاني أكبر شركة طيران في بولندا بعد "لوت" الوطنية ستقوم بعمل خطوط مباشرة بين القاهرة ووارسو وعدد من العواصم الأخري، خاصة أن 30% من السياح يستقلون خطوط الطيران لزيارة البلاد، ويأمل أن تزداد هذه النسبة لتصل إلي أكبر من نسبة 60% في العام القادم. كذلك فإن دعم الروابط الاقتصادية سيدعم الروابط السياحية بلا شك.. وهناك مشكلة أخري أيضا من جانب البنوك التي لا تشجع التمويل السياحي إلا أن دخول بنوك جديدة من دول الاتحاد الأوروبي للسوق البولندي سيعوض هذا النقص في التمويل وهو ما نأمل أن يتم في المستقبل.