الانتخابات البرلمانية التي تجري حاليا شهدت ظواهر عديدة لجذب أصوت الناخبين بعيدا عن الرشاوي واستخدام سلاح المال والبلطجة ألا وهي الدعاية الانتخابية المبتكرة التي وصلت إلي حد "التقاليع" وهي وسيلة "نظيفة" رغم غرابتها لحشد المؤيدين والانصار إلي صناديق الانتخابات. استخدام الوسائل الحديثة كانت مقدمة الدعاية الانتخابية وذلك عن طريق استخدام شبكة الانترنت في عرض برامج المرشحين وكذلك "اللاب توب" "الكمبيوتر المحمول" والذي استخدم في ارشاد الناخبين يوم التصويت إلي اللجان المختلفة مع توزيع دعاية لأحد المرشحين تصحبها في الغالب هدايا رمزية. كما استخدم التليفون "المحمول" في الدعاية أيضا عن طريق الاتصال بالناخبين وارسال رسائل لهم. وإذا كانت "التكنولوجيا" هي الوسيلة "الحديثة" في الدعاية هناك من استخدم في المقابل "الحيوانات" للدعاية. في المنوفية استخدم أحد المرشحين "رمز الأسد".. أسد حقيقي من باب الدعاية له وتجول في الدائرة حاملا الأسد! وفي الصعيد هناك عادة غيرمؤكدة لمن يحمل رمز الجمل.. أن يقوم بالدعاية بجمل ولكن إذا خسر يقال إنه يقوم بضربه بالرصاص وبالطبع في حالة الفوز يذبح الجمل ويفرق لحمه علي أنصاره في الدائرة وقامت تقاليع أخري ترصدها الاسبوعي. ولكن هل الابتكار في الدعاية والوسائل الهائلة "النظيفة" في الغالب لجذب الناخبين من الممكن أن تفرزبرلمانا قويا استطاع أفراده أن يعبروا عن أنفسهم بوسائل متعددة وجذابة أم أن تلك "البروبجندا" قد تساهم في وصول أفراد غير مؤهلين لعضوية المجلس ولكنهم نجحوا بالدعاية فقط في الوصول إليه وسوف نرصد بعضا من التقاليع من واقع الحملات الانتخابية في انتخابات برلمان 2005 الحالية. في البداية ذكر أحد المرشحين في برنامجه الانتخابي أنه كتب وصية تفيد بأنه في حالة وفاته ستقوم وزارة الأوقاف بإقامة مستشفي لأهالي الدائرة وذلك من خلال فتح حساب أحد البنوك مع تخصيص العائد لمحاربة البطالة وعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة ليثبت مدي اهتمامه بأهالي الدائرة حتي بعد موته. مرشح "صعيدي" بدأ دعايته الانتخابية بعرض بدأ الانتخابي من دولة الكويت حيث يعمل معظم أبناء دائرته كي يقوموا بحث أسرهم في الصعيد علي انتخابه. وفي احدي الدوائر سجل أحد المرشحين برنامجه في الشهر العقاري وتعهد أنه في حالة عدم الالتزام بما جاء في البرنامج سيقوم بنفسه باسقاط الحصانة عنه!! كما وعد أحد المرشحين أبناء دائرته بأنه سيتبرع بالمكافآت والبدلات التي سيحصل عليها إلي المحتاجين. وقد حظيت الدعاية علي النصيب الأكبر من هذه التقاليع. الأسد والجمل وفي إحدي دوائر محافظة المنوفية قام أحد المرشحين بتأجير أسدين من السيرك القومي تعبيرا عن رمزه الانتخابي (الاسد) وتجول بهم في مختلف انحاء الدائرة مستخدما احدي السيارات المكشوفة وقد نجح هذا المرشح بمهارة كبيرة في لفت الانظار إليه سواء من الناخبين أو المرشحين باستخدام هذا النوع الجديد من الدعاية ونجح هو وأخوه وهما من عائلة الرئيس الراحل السادات. وفي بعض دوائر محافظات الصعيد قام بعض المرشحين المنتمين للحزب الوطني الذين يحملون رمز الجمل (عمال) بشراء حيوان الجمل كي يتجولوا به في مختلف الدائرة ولكن ما آثار الدهشة في هذا الأمر إنه في حالة فشل هذا المرشح في الحصول علي عضوية المجلس يقوم بضرب هذا الحيوان (الجمل) بطلقات نارية ليموت. ولكن في دائرة دير مواس بالمنيا نجح علي حسن (وطني) وقام بذبح الجمل وتفريقه علي أبناء دائرته. وفي احدي دوائر مركز طهطا بالصعيد قام مرشح بعد فوزه بالعضوية بتعليق صورة منافسه الخاسر علي ظهر حمار وتجول في الدائرة كنوع من السخرية من مرشحه. الأغاني الانتخابية ولم تخل الدعاية الانتخابية في هذه الدورة أيضا من استخدام الأغاني في لفت الأنظار ولكن الأهم من ذلك هو استخدامها بأكثر من وسيلة واستخدامها علي نطاق واسع. فقد استخدم احد مرشحي دائرة المعهد الفني في شبرا بمحافظة القاهرة أجهزة الكمبيوتر DJ لاذاعة مجموعة من الأغاني الشعبية والوطنية والتي كان ابرزها أغنية (اختارناك). وقامت احدي المرشحات في دائرة النزهة بتكليف أحد الفنانين بإعداد أغنية خصيصا لها وغنائها في الدائرة وكانت كلمتها تحث علي دعوة الناخبين لتأييدها. وفي وسط القاهرة قام بعض الأشخاص بتشغيل أغنية للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم والتي تدعو لعدم التصويت للمرشحين الأثرياء.