"دائرة الملايين".. هذا هو المصطلح الذي وصف به المحللون دائرة الظاهرة والازبكية خلال انتخابات الدورة البرلمانية السابقة فطوال الدورات السابقة اتسمت الدائرة بالهدوء الي حد كبير ربما بسبب سيطرة الحزب الوطني عليها الا ان دخول المرشح المستقلل رجل الاعمال رامي لكح واسلوبه الجديد في الدائرة في الانفاق علي الدعاية الانتخابية لثلاث سنوات قدرت نفقاتها نحو 10 ملايين جنيه ووصول متوسط سعر الصوت في الدائرة ل100 جنيه للفرد حسبما تردد آنذاك ونجاح رامي لكح بهذا الاسلوب في انتزاع مقعد الفئات من الحزب الوطني رسخ فكرا جديدا لدي المتنافسين علي هذه الدائرة وجعل اصحاب المال يستحوذون علي المساحة الاكبر في حلبة التنافس في دورة 2005 فبالرغم من النهاية الدرامية بخروج رامي لكح من المجلس بحكم المحكمة الادارية العليا الا ان هذا لم يسقط النظرية التي تم تجريبها ونجحت في الوصول للمجلس واستعادة د. عبد الاحد جمال الدين مقعد الفئات للحزب الوطني لم يكن اكثر من مسكن مؤقت ومحاولة لصياغة المشهد العام في الدائرة علي انها مازالت تحت سيطرة الوطني الا ان الواقع ان معركة تكسير عظام علي طريقة لكح استمرت طوال فترة الدورة البرلمانية السابقة بين عدد من رجال الاعمال داخل الدائرة قد يكون اغلبهم ينتمي للحزب الوطني الا ان المجمع لم يرشح الا عضوا واحدا "فئات" هو رجل الأعمال هاني سرور ولم يعد امام الباقين وعلي رأسهم رجل الأعمال مجدي أحمد إبراهيم صاحب شركة مقاولات سوي منافسة مرشح الوطني كمستقلين وبذلك فقط انصبت المعركة المقبلة بين د. هاني سرور عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني ورئيس مجموعة شركات للمستحضرات الطبية ورئيس جمعية مستثمري 6 اكتوبر السابق والنائب السابق عن دائرة الظاهر مجدي محمود ابراهيم ابن النائب الشهير محمود ابراهيم والذي حظي بعضوية المجلس نائبا عن الدائرة "عمال" منذ عام 78 وحتي الدورة الاخيرة وبوفاته ثابر ابنه علي ان تحتفظ العائلة بالمقعد وفاز في الانتخابات التكميلية السابقة.. وقد بدأت الدعاية لهذه الدورة مبكرا حيث كان لهم دور بارز داخل الدائرة في الترويج لمرشح الوطني خلال الانتخابات الرئاسية كما اعتمد مجدي ابراهيم علي الاعانات الصحية والغذائية التي يقدمها مكتب والده محمود ابراهيم والتي لم تتوقف بعد وفاته كدعاية مستديمة له في الدائرة منذ بداية الدورة الماضية. ومن الواضح خلال جولة ميدانية بالدائرة ان سرور متفوق حتي الآن وبدرجة كبيرة في اعلانات الشوارع واللافتات التي ملأت الميادين علي عكس مجدي ابراهيم الذي مازالت دعايته محدودة نوعا ما فسرور لم يكتف بالمكاتب المنتشرة بالدائرة لتقديم الاعانات الغذائية والصحية وابتكر طريقة جديدة للدعاية تتمثل في تصميم وطباعة لافتات جديدة للمحال بالدائرة "بالكمبيوتر" مقابل ظهور المرشح علي طرف اللافتة وهي الطريقة التي ابتدعتها شركات عالمية لاغراء السوبر ماركت وحتي الاكشاك الصغيرة علي تعليق دعاياتهم وعلي طريقة اعلانات السجائر والمياة الغازية استطاع سرور ان يتحول إلي جزء من المشهد العام للكثير من مشايخ دائرة الظاهر والازبكية فتجده مبتسما بجوار الوجوه الكادحة: ميكانيكي ، نجار، مكوجي ويرافق اهالي الدائرة في ساعات الفرح "فوق لافتات مكاتب المأذون" والمقاهي الشعبية ولم يترك حتي الكوافير الحريمي فظهر ببدلته الانيقة وابتسامته الهادئة علي لافتة المحل بجوار فتيات جميلات يعرضن تصفيفات مختلفة للشعر. ووسط هذا الصراع غاب التواجد الحزبي الواضح فالدائرة كانت مشهورة بترشيح النائب الوفدي وجيه خيري اقلاديوس ولكن لم تظهر أية دعاية وفدية حتي الآن، ويتوقع أن تشهد هذه الدائرة معركة تتميز بتنافس مجموعة رجال أعمال حيث أن باقي المرشحين علي مقعد الفئات -إضافة إلي سرور وإبراهيم- هم نور الدين بكر صاحب شركة سياحة وعبدالحكيم إسماعيل عامر وإسماعيل محمد حسن وهم حزب وطني أيضا وجميع هؤلاء سوف يترشحون كمستقلين. أما معركة الترشيح لفئة العمال والفلاحين فشهدت أيضاً تنافساً حاداً بين الكثير من المرشحين المنتمين للحزب الوطني وفاز بترشيح المجمع إبراهيم العبودي صاحب مكتب استيراد والذي حظي بشعبية كبيرة في الانتخابات التكميلية السابقة بسبب إنفاقه "السخي" كما يقول أهل الدائرة ويتنافس أمامه هاني عبد الهادي وهو صاحب شركة سياحة وينتمي إلي "الوطني" وسوف يخوض الانتخابات كمستقل.