نشأ صراع سياسي حاد في منطقة لم تخطر ببال السياسيين. الصراع بين روسيا وبولندا. وبولندا كانت جزءا من المعسكر الشرقي السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية. ولكنها الآن عضو في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وروسيا يغضبها ذلك فهي لا تزال تذكر -وبشدة- تلك السنين التي كانت موسكو تحكم وارسو وتحكم قبضتها عليها عندما كانت بولندا عضوا في حلف وارسو. وروسيا لا تزال تريد بسط نفوذها علي الدول المجاورة. روسيا تدخلت في انتخابات اوكرانيا ولتيوانيا ... وتتدخل بالنسبة للاقليات الروسية في لاتفيا واستونيا .. وأيضا في خصخصة البترول في بولندا. وتري موسكو أن لها مصالح "شرعية" في اقتصاديات وسياسات الدول المجاورة. ولكن في بولندا بالنسبة للانتخابات التشريعية القادمة فإن المرشحين يلقون خطبا عدونية ضد التدخل الروسي. وضاعف من حدة النزاع السياسي الاحداث التي جرت بين روسيا وبولندا. وارسو احتجت لأن الروس في موسكو ضربوا في الشوارع ثلاثة من الدبلوماسيين في السفارة البولندية وكذلك احد الصحفيين البولنديين. وفي وارسو ضرب ثلاثة من ابناء الدبلوماسيين الروس وسرقت تليفوناتهم المحمولة. وأدلي الرئيس الروسي بوتين بتصريحات وجه فيها اللوم للمشاعر البولندية المعادية لروسيا. وعدم الثقة بين الدولتين يرجع الي قرون بعيدة. والبولنديون يشكون دوما في نوايا الروس وطموحاتهم الاستعمارية في بولندا بينما تري روسيا التأييد البولندي للثورة في اوكرانيا وتعتقد موسكو ان بولندا تشارك في محاولة ابعاد اوكرانيا عن موسكو. الغريب في الأمر ان العلاقات التجارية بين بولندا وروسيا مزدهرة للغاية والمشكلة بين البلدين التاريخ القديم ومخاوف بولندا من تاريخ روسيا معها والدولتان تجعلان الشكوك يسيطر عليهما وشبح الماضي قائم بين الدولتين لا يريد ان يزول والدول عندما تعيش أسيرة الماضي لا تستطيع ان تتقدم.