واشنطن - فاينانشال تايمز: وافقت شركات انتاج المشروبات الغازية الامريكية علي فرض قيود علي مبيعاتها الي المدارس والمؤسسات التعليمية وذلك بسبب الضغوط التي تواجهها هذه الشركات من اجل المساهمة في الحد من ظاهرة البدانة لدي اطفال المدارس. ووفقا للاجراءات الجديدة المنتظر ان تتخذها هذه الشركات وعلي رأسها كوكاكولا وبيبسي كو، فسوف يتم سحب المشروبات الغازية من المدارس الابتدائية وتقييد المبيعات لمدارس المرحلة الاساسية والمدارس الثانوية. وتعد هذه الاجراءات تحولا مهما في سياسات شركات انتاج المشروبات الغازية التي كثيرا ما رفضت الاعتراف بالاضرار الصحية التي تسببها منتجاتها. من جانبها قالت سوزان فيلي رئيسة الرابطة الامريكية لمنتجي المشروبات الغازية المسئولة عن عقد الاتفاق مع الشركات الامريكية ان بدانة الاطفال مشكلة خطيرة في الولاياتالمتحدة ومسئولية ايجاد حل لها تقع علي كاهلنا جميعا حتي الشركات المنتجة. وتوقع محللون ان يزيد الاتفاق الضغوط علي شركة كوكاكولا ومنافسيها لاتخاذ اجراءات مماثلة في دول اوروبا التي شهدت مؤخرا عددا من الحملات التي تهدف لحظر المشروبات الغازية في المدارس. واضافت سوزان فيلي انه وفقا للاتفاق الجديد فان شركات انتاج المشروبات الغازية ستكتفي ببيع مشروبات الفاكهة الطبيعية والعصائر في المدارس الابتدائية كما لن يمكنها بيع المشروبات الغازية كاملة السكر لمدارس التعليم الاساسي والعمل علي ضمان تطبيق شروط الاتفاق علي نطاق واسع. جدير بالذكر ان ست ولايات امريكية قد وافقت علي تطبيق الاجراءات الجديدة وتدرس الولايات الاخري تطبيق نفس هذه الاجراءات. ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن خبراء في الصناعة قولهم ان المشروبات الغازية تعد من الاسباب الرئيسية لظاهرة البدانة في امريكا الشمالية حيث يعاني اكثر من 16% من الاطفال والبالغين من الوزن الزائد. وذكر تقرير صادر عن مركز مكافحة والوقاية من الامراض في الولاياتالمتحدة ان نسبة كبيرة من الاطفال في سن المراهقة الامريكيين يستهلكون ما يعادل 15 معلقة شاي من السكر عبر تناولهم المشروبات الغازية. وفي الوقت الذي يؤيد فيه الرؤساء والمديرون في الصناعة الاتفاق الجديد في سبيل مكافحة ظاهرة البدانة، الا ان البعض اعربوا عن مخاوفهم من ان تكون شركات صناعة المياه الغازية بمثابة كبش فداء او ان تبعث الاجراءات الجديدة برسالة الي الاباء مفادها ان اطفالهم لا يجب ابدا ان يتناولوا المشروبات الغازية. كما اعربت رئيسة الرابطة الامريكية لمنتجي المشروبات الغازية عن خشيتها من ان تصبح الشركات المنتجة في المستقبل هدفا للدعاوي القضائية من قبل المصابين بالبدانة. وعلي الرغم من ان مبيعات شركة كوكاكولا للمدارس تسهم باقل من 1% من ارباحها فان هذا الاتفاق - حسب رأي المحللين- يمثل تهديدا للحملات الاعلانية التي تدشنها اكبر شركات انتاج وتعبئة المياه الغازية علي مستوي العالم انطلاقا من المدارس عبر ماكينات صرف المشروبات داخل اروقة هذه المدارس والتي تهدف الشركة من ورائها الي ضمان الترويج لعلامتها التجارية واكتساب ولاء طلبة المدارس لمنتجات الشركة. وقد تعهدت شركتا كوكاكولا وبيبسي كو بالعمل علي تطبيق السياسات الجديدة في اقرب وقت ممكن الا ان سوزان فيلي صرحت بانه لن يحدث تغيير في القريب الا بعد انتهاء العقود المبرمة بالفعل بين شركات المشروبات الغازية وبين المدارس في الولاياتالمتحدة.