تجددت الدعوات الرافضة للعملة الأوروبية اليورو في إيطاليا، عندما وجه وزير ينتمي لحزب رابطة الشمال، انتقادا لرئيس البلاد كارلو ازيليو شيامبي، متهما اياه بأنه كان وراء اعتماد هذه العملة في ايطاليا مهما كانت الأثمان. ونقلت اسوشيتد برس عن صحيفة "لاريبوبليكا" أن وزير الاصلاحات روبرتو كارديلوري صرح لها قائلا إن "شيامبي هو واحد من الذين دفعوا بلادنا إلي هذه العملة، واليوم يبدو صعبا الاعتراف بالهزيمة، ولكن ينبغي ذلك". وكان الوزير يشير إلي دور شيامبي عندما كان وزيرا للمالية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وتأتي تصريحات كالديرولي بعد يوم من إعلان وزير العمل الايطالي روبرتو ماروني أنه يؤيد إجراء استفتاء يقرر فيه الشعب الايطالي التخلي عن اليورو، والعودة إلي العملة الوطنية، وهي الليرة الايطالية. ورغم أن الوزير استدرك بقوله إنه يوافق علي عودة مؤقتة إلي الليرة، سارعت المفوضية الأوروبية إلي استبعاد الفكرة، وكذلك زملاؤه في حكومة سيلفيو برلسكوني. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الايطالي جيانفرانكو فيني موقف ماروني "غريبا وشخصيا"، مؤكدا أن رئيس الوزراء برلسكوني لا يشاطر ماروني الرأي، معتبرا أن الخروج من الاتحاد "سيكون مكلفا جدا ويتعارض مع إنتاجية البلاد". كما بادر رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني بالاتصال بالرئيس شيامبي فيما يشبه الاعتذار عن تصريحات وزير الاصلاحات. وفضل برلسكوني النأي بنفسه بعيدا عن الجدل القائم، داعيا أعضاء حكومته إلي "احترام أدوارهم الدستورية وأدوار المسئولين الأعلي في الدولة". وفي بروكسل، رأت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية، أميليا توريس، أن اعتماد اليورو لم يتم بشكل مؤقت كما اعتبر رئيس البنك المركزي الأوروبي، جان كلود تريشيه، أن مجرد الحديث اقتراحات كهذه "ضرب من العبثية". يذكر أن اقتراح ماروني إجراء استفتاء بين الايطاليين حول التخلي عن اليورو، يأتي في معرض محاولات لتهدئة غضب الايطاليين حيال ارتفاع الأسعار، وهو ما يعتبر عدد كبير من الايطاليين سببه ارتفاع قيمة اليورو.