ليست الأم هي من «تلد» وإنما من تربي وتحتضن هكذا علمتنا أساطير ومسرحيات وتجارب حياة والأم البديلة بقري الأيتام تقوم برعاية فتيات الشوارع من الأمهات الصغيرات اللاتي لا يعرفن أي شيء عن الأمومة فتتولي العناية بهن ورعاية أطفالهن.. كان ل «الأهالي» لقاء مع بعض الأمهات البديلات اللاتي لابد أن نرفع لهن القبعة احتراما لأنسانيتهن. ألتقينا بماما شلبية 32 عاما التي تقوم برعاية بنات الشوارع اللاتي تم اغتصابهن وحملن سفاحا وليس لهن مأوي وبالحديث معها أعربت عن تعاطفها تجاه هؤلاء الأمهات ووصفتهن بالمرضي المساكين فهن في حاجة إلي علاج وتقويم نفسي وأجتماعي ليس من الدار فقط ولكن من المجتمع ككل فالعديد منهن ضحايا، وأضافت نحن هنا لسنا أمهات بديلات للأطفال الرضع بقدر مانحن أمهات وأخوات بديلات لأمهاتهن فنحن نقدم لهن الدعم النفسي والمعنوي بجانب الدعم المادي. وتضيف ماما شيماء 25 عاما أخصائية أجتماعية.. لقد رفض أهلي مرارا وتكرارا عملي كأخصائية أجتماعية لأمهات الشوارع خوفا علي ولكنني متمسكة بالعمل هنا.. فأنا وغيري من المحظوظات بوجودنا في أسر سوية كان من الممكن أن نكون مكان هؤلاء الفتيات.. فهل كان سيسعدنا تجاهل المجتمع لمشاكلنا وهمومنا بالطبع لا، بالرغم من تحفظي علي تصرفاتهن فبعضهن يفتقدن روح الأمومة تماما.. ولايعرن أي أهتمام لأطفالهن.. وذلك بسبب صغر سنهن وماتعرضن له من مصاعب. وأضافت ماما أمال، أشرف بشكل فخري علي كل الفروع بتكليف من الأمين العام دكتورة عبلة البدري وأعمل بالقرية منذ عام 2000 ، لدينا جميع الأعمار من يوم واحد حتي التخرج في الجامعة، وعن إمكانية أن يجد الطفل من يحبه أكثر من والديه قالت : «طبعا فالحب مرتبط بالرحمة والعاطفة الانسانية، فالأمهات البديلات لهن الفضل في تخريج بعض الأشخاص الاسوياء من الجمعية فمنهم من يعمل في أماكن مرموقة جدا ومتزوج وفاتح بيت ولو شوفتيهم مستحيل تصدقي انه من الجمعية.. ومازلنا علي علاقة بهم كأي اسرة عادية للمقيمين هنا مرتب هو حصاد لعملهم في إنتاج بعض السلع والتي نقوم بعرضها.. مثل صناعة الشمع والسجاد والحلوي ونوفر لهم جزءا من أجورهم في دفتر لحين تخرجهم واستقلالهم». وعن علاقة الابناء بأمهاتهم الحقيقيات قالت بالرغم من أن أم رمت أبنها علي السلم في منتصف الليل لان زوجها لايرغب في وجوده.. فانتظر حتي الصباح حتي يأتي للدار ...فنجد هذا الأبن يوفر من مصروفه ليشتري لها حلوي المولد وعند سفرنا لبلطيم اشتري لها عقدا وخاتما لتتحلي بهما!! فبرغم تخليهن عن أبنائهن فإن ألابناء حين حضورهم للدار يسيرون خلفهن يستجدون كلمة أو حضنا. بابا سيد مدير الدار يقول كل البنات اعتبرهن بناتي وهما بالفعل ضحايا نسبة قليلة جدا اللي أتورطوا بمزاجهن وأنا اعتبرهن مرضي في الأول والأخر ويحتاجن لرعاية وتقويم ...قد نبذل مجهودا مع عشر فتيات وقد تنتكس 9 وتنجو واحدة فنعد هذا نجاحا عظيما، الأمومة موجودة لدي المرأة بالفطرة ولكن قد تفسدها الظروف الصعبة والاغتصاب وعوامل اخري.