جبهة الإبداع المصري تصف ما يحدث بتشتيت للرأي العام ضد أهداف الثورة أثار حكم المحكمة الصادر 2 فبراير الجاري بحبس الفنان عادل إمام ثلاثة اشهر وكفالة 1000 جنيه لاتهامه بازدراء الدين الإسلامي خلال بعض اعماله الفنية، ردود فعل بين الوسط السينمائي برفض الاتهام جملة وتفصيلا، مؤكدين أن الاعمال التي استند إليها مقيم الدعوي لا تمثل استهزاء أو سخرية وإنما تمثل واقعا حقيقيا وإذا كان عكس ذلك لكانت اوقفته الرقابة انذاك. ووصف الفنانون هذا الإجراء بالاختبار الأول أمام المجتمع حيال حرية الابداع والفن. ومن ضمن الاعمال الفنية المستند إليها المحامي مقدم الدعوي «مسرحية الزعيم» أفلام «مرجان أحمد مرجان ، الإرهابي، حسن ومرقص» ومن ثم قام محامي عادل امام باستئناف الحكم وتحديد موعد للجلسة في 3 ابريل القادم.مايحدث علي المستويين السياسي والاعلامي يؤكد ان هناك مؤامرة علي البلد ولا غير ذلك، وهو ما أكده عبد الجليل الشرنوبي منسق عام "جبهة الإبداع المصري"، وأكد الشرنوبي تضامن جبهة الإبداع مع إمام، وقامت بالاتصال بالشبكة العربية لحقوق الانسان لدراسة القضية. اما الناقد السينمائي أحمد الحضري فرفض وبشدة هذا الإتهام، قائلا : كلنا كنا موافقين ومازلنا علي أعمال إمام، يبقي يحكموا علينا كلنا" مضيفا ان إمام لم يقم بدور مسيئ إطلاقا للإسلام، إنما نقل لنا صورة واقعية في فترات عاشتها مصر بالفعل من خلال اعماله السينمائية ولم ولن يكن عليها خلاف. ووصفت د. مني الصبان الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، الدعوي القضائية بأنها "تلكيك" ليس اكثر. ودعت الصبان كل من يعملوا في مجال الإبداع بالتوقف "والإضراب عن العمل" لعدة أيام لمواجهة هذا المد ولإعلان رفضنا لهذه التدخلات بتقييد الإبداع والمبدعين من أجل أرضاء تيار معين لم نسمع له صوتا من قبل، وعلي النقابة أن تصدر بيان شديد اللهجة لرفض الحكم. وبمقارنة بعض الجمل الحوارية في أعمال عادل إمام، سنجد ان إمام قدم الحقيقة لافكار موجودة بالفعل. ففي فيلم "الإرهابي" الذي انتج في 1992، فهناك مشهد بين البطل "الأخ علي" و"قائد الجماعة" يقول له بالنص :"في جهادنا ضد الكفار أموالهم غنيمة حلال ونسائهم جواري لنا".علينا أيضا تذكريكم بمحاضرة تم تداولها علي صفحات الفيس بوك للشيخ أبو إسحاق الحويني أحد أقطاب السلفية، حول حل الأزمة الاقتصادية بمصر عن طريق "الرق" و"الجواري"، والعودة إلي الجهاد، مما ادي لإتهامه بمحاولة أخذ المجتمع إلي عصر الجواري مرة أخري. وكان قد قال الحويني في محاضرته المثيرة للجدل عن الجهاد كونه مخرجًا للأزمة الاقتصادية في مصر: "هو الفقر اللي إحنا فيه ده مش بسبب تركنا للجهاد؟، مش لو كنا كل سنة عمالين نقوم بغزوة ولا اتنين ولا تلاتة مش كان هيسلم ناس كتير في الأرض"، معتبرًا أن الجهاد وما يعقبه من حصول المجاهدين علي المغانم والسبايا حلاً للخروج من الأزمة! مضيفا "كل واحد كان هيرجع من الغزوة جايب معاه تلات أربع أشحطة وتلات أربع "نسوان" وتلات أربع ولاد، اضرب كل رأس في ستميت درهم ولا ستميت دينار يطلع بمالية كويسة"، معددًا المزايا الاقتصادية للجهاد، ولو رايح علشان تعمل صفقة عمرك ما هتعمل الأموال دي، واللي يرفض هذه الدعوة نقاتله، ونخدوا أسير وناخد أموالهم ونساءهم وكل دي عبارة عن فلوس!". وفي مشهد اخر يقول "الاخ علي": لا حل إلا إقامة المجتمع الاسلامي في مصر، مش كفاية بيشغلوا النصاري، علي الاقل مايشتغلوش رؤساء علي المسلمين واللي مش عاجبه يمشي". وهو ما قاله أيضا بالنص الشيخ "محمد حسنين يعقوب" بوصفه الموافقة علي التعديلات الدستورية بالانتصار في "غزوة الصناديق"، مشيرا ان"الدين هيدخل في كل حاجة، واللي يقول البلد مانعرفش نعيش فيه إنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا".