اكتشفت السلطات الألمانية أن المزيد من النساء ينجذبن إلي الحزب النازي الجديد لا فحسب كصديقات للقادة الرجال، وإنما أيضا كناشطات بل وقائدات. وتحولت قصص «ماريزا» و«بيتي» إلي موضوعات صحفية وإعلامية رائجة في الأيام الأخيرة باعتبارهن من أبرز ناشطات اليمين العنصري المتطرف في ألمانيا، وذلك بعد أن جري انتاج فيلم يحكي قصتهن متزامنا مع انكشاف مجموعة من الجرائم التي ارتكبها النازيون، وجري في أثنائها تجاوز الصور النمطية للنساء باعتبارهن ملحقات بالرجال بعد أن تبين أن ممارستهن لا تقل عنفا عن ممارسات الرجال. واكتشفت السلطات الألمانية أن لديها احصائيات تفصيلية عن السياسيين المتطرفين عنصريا والجرائم التي يرتكبونها، ولكن هذه الاحصائيات كانت تفتقر إلي رصد انشطة النساء في هذا الميدان. وبينت بعض الدراسات مؤخرا أن ثلاث نساء قد صعدن إلي قيادة الحزب النازي بالانتخاب من بين 35 عضوا، وما يلفت النظر في نشاط النساء أنهن يرفض بقوة حركة تحرير المرأة تماما كما يرفضن المبادئ الديمقراطية كلية باعتبار كل هذه الأفكار والقيم معادية للقومية المتطرفة. ورغم كل هذه التطورات تري باحثة متخصصة في دراسة اليمين المتطرف أن النساء مازلن أقلية في منظمة يحكمها الذكور. ويمثل صعود النازية مجددا في ألمانيا وبعض البلدان الأوروبية أحد مظاهر الأزمة التي يواجهها النظام الرأسمالي في العالم أجمع حيث تنشأ ردود أفعال عنصرية ومتطرفة كرد علي الأزمة، كما هو حال الحركة المعادية للمهاجرين في فرنسا، والمحافظون الجدد في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخيرا حزب الشاي الذي يقتصر علي البيض، والحركات الدينية المتطرفة في عدد من بلدان العالم الثالث مثل طالبان في أفغانستان و«ياكو حرام» في نيجيريا. ومن المعروف أن هتلر والحركة النازية الأولي المعادية للسود واليهود والعرب والغجر وكل القوي السياسية الديمقراطية قد نشأت في ظروف أزمة مشابهة للنظام الرأسمالي العالمي في الثلث الأول من القرن العشرين، وقادت العالم للحزب العالمية الثانية.