«تقول يسقط يسقط حكم العسكر، يقول عملوا لك إيه العسكر؟ تقول: بيسرقوا الثورة.. يقول: هما اللي حموها.. تقول: حموها إزاي ومفيش ولا مطلب اتحقق ومبارك نفسه مبيتحاكمش؟ يقول:إحنا بنبص لقدام.. تقوله: ما احنا لازم نحاسب الغلطان عشان قدام محدش يغلط، يقولك البلد بتخرب وعجلة الإنتاج واقفة.. وكده تفهم إن اللي قدامك أحد المواطنين الشرفاء فسيبوا عشان ضغطك ميرتفعش». ما سبق كان جزءا من مدونة «تفاصيل» التي تتخذ شعارا لها «الحياة تفاصيل» والتي تجري حوارات مع «مواطنين شرفاء» وهو المصطلح الذي يطلقه من لا يعجبهم الثورة علي الكثيرين ممن لا تعجبهم الثورة! أو يبررون دائما للعسكر تصرفاتهم وفي أغلب الأحيان لا يهمهم دم مصريين أو شرف بنت تم تعريتها. البعض يفسر تصرفات هذه الكائنات بأنهم يرغبون في رؤية «الثورة في الثلاجة» نعم بالظبط كده يفتح ثلاجته ليجد ما لذ وطاب فيشكر الله ويقول «الثورة دي عشرة علي عشرة» لا يريدون معاناة ولا دماء ولا مجهود غالبا يحلمون «بثورة ديلفري» تستكمل مدونة تفاصيل حواراتها مع المواطنين الشرفاء فتقول «تقول لا للمحاكمات العسكرية يقول ليه يا عم إحنا عايزين نخلص من البلطجية.. تقول المجلس بيستغلها وبيسجن الشباب يقول لا دول بلطجية تقوله ما تحاكمهم مدني عشان نعرف البلطجي من المظلوم.. يقول لازم يتحاكموا عسكري عشان يحرموا.. وكده تفهم إن اللي قدامك مواطن «كنباوي» أصيل. تقوله: قتلونا في محمد محمود يقولك دول مش ثوار.. تقوله عرفت منين يقولك كانوا عايزين يقتحموا وزارة الداخلية.. تقول بس الداخلية مش في محمد محمود يقول يبقي هما اللي بيستفزوا الجيش، وكده تفهم إن اللي قدامك لا يقرأ غير «الأهرام والأخبار والجمهورية» ويشاهد التليفزيون المصري. عزيزي القارئ من المؤكد أنك تسترجع ذاكرتك الآن وتتذكر أحد المواطنين الذين بالتأكيد يقابلونك إما في ميكروباص - لو كنت زي حالاتنا ليس لديك سيارة - أو في أتوبيس نقل عام إذا كنت تستهوي مشاهدة الشوارع المصرية لكثير من الوقت أو إذا ركبت مترو الإنفاق للتأكد من ماكينات التذاكر المعطلة، هم حولك دائما مواطنون ملامحهم كملامح الكثيرين، يتحدثون ويبررون ويسبون في الثوار والثورة. أحدهم قد يساعد الجيش أو الشرطة في إلقاء القبض علي صحفي أو صحفية إذا تواجدت في موقع الاشتباكات، أو يخرجون لميدان العباسية مساندين للأمن المدني بزيه الجميل وحذائه «الميري» أو يشاهدون «تيفا» علي شاشته ليؤكد المثل القائل «يا فراعين إيه فرعنكم قال مالقتيش حد يشفرني». لتستمر حوارات «تفاصيل» مع المواطنين وتستمر الكلمات الخالدة لفولتير «من الصعوبة أن تحرر السذج من الأغلال التي يبجلونها».