ميدان الاسماعيلية نسبة إلي الخديو اسماعيل والذي أغرم لدرجة الولع فرنسا وأراد اقامة ميدان كبير في قلب العاصمة أو منطقة وسط القاهرة التي مازالت تحمل ملامح زمن مضي بمعمارها الخاص وأناقتها المتميزة، علي غرار ميدان الشانزليه، ظل الميدان يحمل اسم الاسماعيلية وظل ساحة للمظاهرات الوطنية ضد الاحتلال البريطاني، والذي لا يعرفه الكثيرون أن معسكرات الجيش الانجليزي كانت مقامة في أرض الميدان محل فندق هيلتون حاليا، وبنهاية عصر فاروق أنشئ مجمع التحرير ثم اقيمت قاعدة رخامية وسط الميدان تمهيدا لوضع تمثال للخديو اسماعيل وقررت ثورة 23 يوليو 1952 تغيير اسمه الي ميدان التحرير وقيل أن هذا الاسم يرجع إلي التحرر من الاحتلال الانلجيزي وقتها. كان الميدان منذ نشأته شاهدا علي الكثير من الأحداث المهمة ففي 25 يناير 1952 قبل الثورة بستة اشهر شهد الميدان حريق القاهرة الذي أدي لاحتراق عدد كبير من المباني الأثرية مثل فندق شبرد القديم ، وفي نوفمبر 1956 تحول لمكان حشد المصريين للتطوع ضد الاحتلال في بورسعيد، وفي 1964 شهد ميدان التحرير انعقاد أول مؤتمر عربي في مبني الجامعة العربية الذي أصبح أحد المعالم الرئيسية للميدان، وفي 9 يونيو 1967 عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر التنحي عن منصبه بعد نكسة 5 يونيو انطلقت الحشود للميدان ترفض التنحي، وفي سبتمبر 1968 شهد الميدان مظاهرات عارمة للطلاب ضد الاحكام التي صدرت ضد المسئولين عن الهزيمة، والحدث الأكبر في 1972 حيث شهد الميدان اكبر المظاهرات الطلابية من جامعة القاهرة ضد الرئيس أنور السادات، بعد أن تحركت مسيرتهم من جامعة القاهرة وحتي ميدان التحرير سيرا علي الأقدام متهمين السادات بالنكوص بعهده في شن حرب ضد إسرائيل بعد وعد السادات بأن عام 1971 عام الحسم ووقتها كتب أمل دنقل قصيدة الكعكة الحجرية نسبة إلي «صينية الميدان» التي وعد السادات من قبل بوضع تمثال لعبد الناصر بها. وكان آخر أحداث الميدان قبل تولي الرئيس المخلوع مبارك الحكم في 1977 عندما خرجت مظاهرات ضد الغلاء، وفي عام 1990 تمت إزالة القاعدة الرخامية التي كانت وسط الميدان وبالمناسبة تظهر هذه القاعدة في العديد من الأفلام المصرية حيث ازيلت لإنشاء محطة مترو الانفاق.. وفي 2003 شهد الميدان مظاهرة تزيد علي 50 ألف مصري ضد ضرب العراق وأثبت الشعب المصري كعادته انحيازه لقضايا امته العربية، ليظل ميدان التحرير يحمل نصيبا من اسمه وبتأويل بسيط ونظرة متعمقة جاء «التحرير» مطلبا رئيسيا خلال سنوات عمر هذا الميدان ، حتي اندلاع ثورة 25 يناير ليصبح الميدان درسا ورمزا للنضال، وتظل أرض الميدان شاهدة علي دماء مصريين الذين رفضوا القهر والذل وعادوا للحياة بهتافاتهم مطالبين بمصر التي في خاطرهم..