في تحرك نادر من نوعة خرجت ما يقرب من 10 الاف امرأة مصرية من مختلف الطبقات الاجتماعية في مسيرتين متتاليتين خلال الاسبوع الماضي منتفضات لشرفهن احتجاجا علي ضرب فتاة التحرير وتعريتها في الميدان من قبل الشرطة العسكرية. كانت عشرات الصفحات علي "فيس بوك" دعت منذ نشر صورة الفتاة التي تم تعريتها إلي مسيرات حاشدة ضد إ المصرية" "إحنا مش هنتعري تاني"، و"بنات مصر خط أحمر" و"شقائق الثورة" "درع بشري نسائي لحماية مصر" "إحنا آسفين يا ست البنات". هذه الصفحات من دون ترتيب أو تنسيق دعت للمسيرات، ومن خلال التواصل تم تحديد الموعد ونقطة الانطلاق من ميدان التحرير. رددت المنتفضات شعارات "ارفعي راسك ارفعي راسك انتي اشرف من اللي داسك " بنات مصر خط احمر" يا عساكر يا اوباش بنت مصر ما تتعراش" و"العار يا مشير العار.. ياللي بتقتل في الثوار" "الشعب اتهان.. الشعب اتذل.. خلتها طين.. خلتها خل". وقدأثار تجاهل التيار الإسلامي لواقعة "فتاة التحرير" التي تم الاعتداء عليها وتعريتها ،علامات استفهام كثيرة بشأن رؤية هذا التيار لقضية المرأة والدفاع عن حقوقها، والتنازلات التي يمكن ان يقدمها مثل هولاء في سبيل الوصول الي السلطة. وفي مغازلة واضحة للمجلس العسكري اكتفي المتحدث باسم الجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد ، باستنكار ما حدث، معتبرا هذا الانتها تصرف فردي من جانب احد المجندين ينبغي ان نطالب بمحاسبة المخطئ فقط لا بهدم المؤسسة العسكرية بأكملها وقال إن الجماعة لا تشارك في مثل هذه المظاهرات" متسائلا: لماذا لم تخرج هذه المسيرات " عندما ينام الشباب والفتيات في خيمة واحدة بميدان؟". اما جماعة الاخوان المسلمين لم تعلن موقفا صريحا من الواقعة لكنها لم تشارك في هذه المسيرات لاعتبارات سياسية خاصة بالجماعة تقوم علي تجنب المواجهة مع العسكر لتفويت ما يعتبرونه الانقلاب علي الاختيارات الديمقراطية . وبرر يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور،عدم مشاركتهم في المظاهرات الرفضة لانتهاك شرف المرأة المصرية بأنهم لم يكونوا علي دراية بخروج هذه المسيرة النسائية من الأساس. اما في ميدان العباسية تجاهل الشيخ، هشام الشيخ خطيب الميدان حاث انتهاك فتاة التحرير وتعريتها قائلا إن الجيش والشرطة ايد واحدة، وطالب من الشعب المصري، بألا ينحرف ويأخذ بالشائعات المغرضة التي تفرق الجيش والشعب، وطالب جموع الحاضرين بأن يكونوا علي قلب رجل واحد والوقوف بجانب الجيش المصري الباسل للحفاظ علي مصر من الفتنة والفوضي، محزرا من الانسياق وراء مثيري الفتن والمحرضين علي تدمير مصر. وعقب انتهاء الخطبة قام المتظاهرون بالهتاف لبقاء المجلس العسكري ورددوا هتافات "الجيش والشعب والشرطة ايد واحدة" "واللي يحب مصر مايخربش مصر"، و"عباسية عباسية يبقي الجيش مع الداخلية" "احنا ضد البلطجية" "يا مشير يا مشير مصر دولة مش تحرير" وفي مشهد رمزي خلال المسرات الحرائر أحاط الرجال المشاركون المسيرة بالحماية والقوة صانعين من انفسهم دروعا بشرية لحماية النساء المشاركات في المظاهرة فيما عبر المشاركون في مليونية "حرائر مصر" الجمعة الماضي من الرجال عن سعادتهم من هذه الانتفاضة الواسعة للنساء في مصر ومشاركتهم لهن في الثورة مؤكدين انهم يمثلون دروع حماية لهن من بطش العسكر.