النائبة البرلمانية مارجريت عازر عن دائرة شرق القاهرة، وهي ابنة وطنية لمصر، بكالوريوس تجارة وليسانس حقوق، زوجة وام لشاب وشابة يعملان في مجال الهندسة، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، والمدير العام المالي بادارة شمال القاهرة التعليمية، واول إمراة قبطية تدخل البرلمان دون تعيين من رئيس الجمهورية، بدأت مارجريت عازر بممارسة السياسة منذ فترة طويلة من خلال العمل الاجتماعي والعمل بمنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ورعاية حوالي 320 أسرة بشمال القاهرة. ومن هنا بدأ الاحتكاك بالشارع ومتطلبات المواطنين ومن ثم كان لابد من المشاركة الفعلية في العمل السياسي الفعلي حيث شاركت في تأسيس حزب الجبهة الديمقراطي بقيادة د. يحيي الجمل وأسامة الغزالي حرب، وشاركت في كل الانتخابات الحزبية بالجبهة ومن ثم كانت أول امرأة تشغل منصب أمين عام حزب سياسي بالانتخاب به امام محمد انور السادات، وبعد فترة انسحبت من الجبهة وانضمت لحزب الوفد الليبرالي المتفق مع مبادئها . تعتبر مارجريت أول مراقب مصري يشارك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والإتحاد الاوربي الأخيرة، ايضا مؤسسة لشبكة الليبراليين العرب. ومن خلال انتخابات اللجنة العليا تولت مساعد سكرتير عام حزب الوفد.. وفي الحوار التالي تقيم مارجريت عازر التجربة وتكشف عن آرائها في أمور أخري كثيرة وفيما يلي نص الحوار: بداية.. فكرة الترشح البرلمان فردية ام حزبية؟ في الحقيقة الفكرة كانت من الجهتين، حيث وجد الحزب في شخصي قيادة حزبية مثقلة سياسيا وجديرة بالعمل البرلماني ومن ثم دفع بي علي قائمته الحزبية، ولم اجد اي غضاضة في ذلك، بالاضافة للاستفادة من عملي الحقوقي ودارستي لطبيعة الشعب المصري بكل فئاته، واكتسبت دارية كافية بالمواطن المصري ومشاكله بالاضافة لإنتمائي للطبقة المتوسطة اجتماعيا. وما في تقديرك العامل الرئيسي لفوزك في الانتخابات؟ العامل الاول يعود للفريق المنظم للحملة، والذي عمل بجهد عال جدا، وايضا من خلال شعبيتي الجماهيرية التي تعرفني من زمن طويل في العمل السياسي سواء في حزب الجبهة او الوفد. ومن خلال قراءة عيون المواطنين في الشارع استطعت أن توقع النتيجة بالفوز وهذا ماحدث. إذا كنت قد خضت المعركة علي المقعد الفردي، هل كنت تضمنين الفوز؟ في حقيقة الامر، لو كنت ترشحت علي مقعد الفردي بمنطقة شمال، اعتقد انني كنت سأحقق نسبة كبيرة من الاصوات، لكنني لا استطيع ان اجزم اذا كنت سأنجح ام لا. بالاضافة الي ان التجربة التي مررنا بها اثبتت عدم فوز اي إمرأة فردي. بعد صعود التيار الاسلامي وتصريحاته.. لم تفكري في الانسحاب من المعركة البرلمانية؟ لم أخف مطلقاً، فأنا متواجدة دائماً علي طاولة الحوار ومتابعة لجميع حوارتهم من خلال مشاركتي بأمانة الجمعية الوطنية للتغيير. وكان الحوار مابين الاختلاف والاتفاق مثل الحوار مع اي فصيل سياسي. اما من حيث تصريحاتهم التي تحرم الفنون والاثار وما الي ذلك فالشعب المصري قادر علي الحفاظ علي تراثه وعلي تقاليده ومبادئه المصرية الاصيلة، والتدين من طباع المصريين ويرفض من يفرض عليه الدين بنوعه او شكله او الوصاية عليه في طريقة تعايشه. واليوم فاز التيار الاسلامي فغدا يفوز التيار الليبرالي وبعده اليساري وهكذا تتداول السلطة، ومن احسن اداءه سنشجعه اما من يخفق نقستطيع ان نحاسبه لاننا كسرنا حاجز الخوف فمصر آن الاوان لها ان تتدوال السلطة فيها كل التيارات دون تخوف من تيار بعينه، فإرادة المصريين اقوي من اي تيار يريد الاستئثار بالحكم. خطورة متأخرة ما شعورك كأول إمرأة قبطية تدخل البرلمان بالانتخاب وليس بالتعيين؟ علي الرغم من انها المرة الاولي لدخول قبطية البرلمان بالترشيح وليس التعيين، لكنني اري انه وضع طبيعي جدا في مجتمعنا المصري، حتي في ظل صعوبة الفترة التي تمر بها مصر. الا اننا لو نظرنا لها بشكل ابعد وجدنا ان هذه الخطوة تأخرت كثيرا، لاننا نختار الشخص او المرشح الاصلح دون النظر لنوعه او دينه. فمسئولية عضو البرلمان سن القوانين وتنفيذ الحكومة لمهامها ومراقبة الميزانية وهو مسئول أيضا عن مشاكل أهل الدائرة. من المفارقات أن يكون أول برلمان بعد الثورة خاليا من النساء؟ هذا ما احزنني جدا، فتمثيل النساء في البرلمان القادم نسبة ضعيفة جدا، لا تتجاوز "عشر" نساء فقط. الامر الذي يعد أمرا سيئا للغاية، والسبب في ذلك ان قانون مجلس الشعب نص علي وجود إمرأة بقائمة الحزب ولم ينص علي ان تكون في مرحلة متقدمة من القائمة، وكل الاحزاب وضعت المرأة في النصف الاخير من القائمة الامر الذي ادي لتدني دورها لان بطبيعة الحال لم تحصل قائمة الحزب علي اكثر من 50% ومن هنا كان طبيعي جدا عدم فوزهن. وهناك بعض الاحزاب التي وضعتها ك"كمالة عدد"، مثل من وضع بدلا من صورتها وردة! هل المرشحة التي اختارت صورة "الوردة" بدلا من صورتها تصلح نائبة بالبرلمان؟ هذه المرشحة لن تصلح للبرلمان لانها لن تنجح أصلا، وهي تعلم ذلك جيدا، والاحزاب التي رشحتها تعلم تماما انها مجرد كمالة عدد، وغير مؤمنة او مقتنعة بالمرأة او تواجدها في العمل السياسي والحياة العملية اصلا، فمازلوا حتي اليوم ينظرون إلي صوت المرأة باعتباره "عورة" وأن مكانها المنزل فقط. ما هو تصورك للدستور الجديد؟ الدستور هو المهمة الاولي للبرلمان القادم، فهي مهمة ثقيلة جدا والمحاولة بقدر الامكان ان يكون الدستور المصري متوازنا ويدعو لدولة مدنية تضم كل أطياف المجتمع ويحترم المواطنة والقانون وسيادته. وفي حالة وصولنا لهذه المرحلة ستختفي مشاكلنا، وستوضع الضوابط الحاكمة. وارفض كوتة الاقباط حتي لا يشعرون بانهم نسيج مختلف، اما المرأة مع عدم تقبل المجتمع لها في العمل السياسي الا ان وضعها في القائمة يعتبر في حد ذاته كوتة، لكن بشرط ان تكون في الثلث الاول من القائمة وليس الاخير. ما هي رؤيتك للعوامل التي تؤجج الفتنة الطائفية؟ انا اري ان الفتنة الطائفية في مصر "مصطنعة"، فالمواطن المصري في حقيقة الامر ليس لديه تفرقة دينية علي الاطلاق، وانما فكرة دخيلة علينا سواء من النظام السابق او من الخارج، وعلينا الانتباه جيدا حتي لا تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، وانا لا استطيع ان اصف ان التيار الديني المتشدد بانه تيار اسلامي، فالمصريون جميعهم تربوا علي الاسلام الوسطي المعروف بمحبة الاخر وهو ماظهر في احداث كنيسة القديسين بالاسكندرية. ولن يجد التيار المتشدد صداه لدي المصريين المعتدلين لاننا قادرون كمصريين تعايشنا معا منذ الاف السنين من القضاء عليه ولن يخرج تيار يقسم مصر ابدا لاننا سنقف أمام ذلك بالمرصاد. ما هي مواصفات الرئيس القادم كما ترينه؟ لابد ان يكون لديه الخبرة الكافية، سمعته طيبة، لديه قبول عند المصريين. فالجميع يعلم ان الوزارة الحالية هي "وزارة ادارة ازمة" عمرها من اربعة الي ستة اشهر، مجرد وزارة إنقاذ وضع نمر به، ولا أعتقد انها تستطيع حل جميع الازمات التي لحقت بنا في هذه الفترة، وانما المطلوب منها اولا إعادة الامن واذا كانت قادرة علي تلبية بعض المطالب الاخري مثل الحد الادني للاجور ف"كتر خيرها"، ونحن لم نضع فيها امالا اكثر من هذا. فلا حاجة لكل الضجة التي حولها حتي لو هناك قصور، فالمهم عبور تلك المرحلة والخروج من عنق الزجاجة. ويجب علينا التروي ونلتقط انفاسنا ولم الشتات فنحن "مبعثرون"، والاقتصاد بدأ في الانهيار ومن حقنا الهدوء لنفكر جيدا. ما هي الرسالة التي توجهينها لمعتصمي التحرير؟ أرجوكم مصر أغلي مانملك، فدعونا نجنب الخلافات جانبا ونخطط لما تحتاجه مصر اولا من عمل والنظر للامام وكفانا خلافات، فمصر "مريضة" وتحتاج لتطبيبها اكثر من أن نعمل علي زيادة جروحها.