دعت جماعتا الأرواب السوداء وفرسان العدالة بنقابة المحامين بالشرقية رؤوس قائمة الكتلة المصرية لمناقشة مستجدات الأحداث ،وما يجري في المشهد السياسي المصري. ضم اللقاء د.نور فرحات الفقيه الدستوري والأستاذ بكلية الحقوق جامعة الزقازيق،وعاطف مغاوري السياسي المخضرم وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع ،وأ.د.سعيد سليمان أستاذ الوراثة بزراعة الزقازيق ومستنبط أرز الجفاف. الشعب مصدر الشرعية بدأ د.نور فرحات كلمته موضحا أنه لم يحضر للحديث عن الانتخابات ،فقد علقت الكتلة دعايتها الانتخابية احتراما لدماء الشهداء ،انما أتي للتحدث مع أبنائه وتلاميذه فيما يجري من أحداثث. فقد ثار المصريون ضد تراكمات 30 عاما من الظلم والاستبداد،والقهر. ثاروا ضد النظام،فسقط رأس النظام لكن الجسد الفاسد بقي حيا ،هذا الجسد المتمثل في المؤسسات الفاسدة التي مازالت تمارس القهر والفساد كل يوم. تحدث د.نور عن دستورية نقل الحكم للمجلس العسكري موضحا أن ذلك تم بالمخالفة لدستور 1971،لكن المحكمة الدستورية العليا قضت بأن ذلك الدستور قد سقط بموجب الثورة ،وأن المجلس العسكري يستمد شرعيته من قبول الشعب له ،أي أن الارادة الشعبية -التي تعد من المبادئ فوق الدستورية-هي التي أعطت الشرعية للمجلس وأكد د.نور انه كان ينبغي تشكيل لجنة -بالتعيين أو الانتخاب-لوضع دستور جديد ، وهو ما طالب به مع زملائه،لكن المجلس العسكري أصر علي تعديل المواد التي حددها الرئيس المخلوع . وتم الاستفتاء علي تلك المواد ،لكن المجلس التف علي الارادة الشعبية أغفل مادة ووضع 54 مادة أخري في اعلان دستوري جديد. بينما كانت النتيجة الطبيعية للاستفتاء أن يعود الجيش الي ثكناته ويقوم رئيس المحكمة الدستورية العليا بدعوة الناخبين لاختيار رئيس الجمهورية. جاء ممثلو الاخوان واقترحوا تشكيل لجنتين:احداهما تضع معايير للدستور ،والأخري تضع معايير اختيار اللجنة الواضعة للدستور.وقامت كل القوي السياسية بوضع مبادئ حاكمة للدستور ، كل علي حدة، تعددت الوثائق ،ثم خرجت وثيقة السلمي التي ضمت أغلب المبادئ الواردة في تلك الوثائق ،مع اضافة مادتين تعطيان وضعا خاصا للقوات المسلحة. تم حذف المادتين ،لكن قوي سياسية معينة رفضت مبدأ الوثيقة . قامت تلك القوي بتظاهرات يوم الجمعة الماضي ،انتهت التظاهرات ،لكن بعض من أهالي الشهداء والثوار رفضوا ترك الميدان واعتصموا فيه ،تحركت الداخلية،وتحرك جهاز الشرطة الذي تربي أفراده علي عقيدة قهر المواطن ،والتعامل معه وفقا لقوانين استثنائية ضرب المعتصمون ،سقط جرحي وشهداء ،وتحولت الأعداد من المئات الي الآلاف ،ثم عشرات الآلاف وكلما زاد القمع زادت الثورة.واختتم د.نور حديثه قائلا: مرة أخري خرج الشباب الي الميادين ليدفع حياته ثمنا لاستعادة ثورته وتطهيرها. وجه الحاضرون أسئلة الي د.نور فرحات ،كان من أهمها:عن وجهة نظره للخروج من الأزمة،فأجاب: أن يمارس المجلس الأعلي سلطاته السياسية بالمشاركة والمشاورة مع الأجهزة المدنية الأخري. وأن يكون الي جوار المجلس كيان يمثل قوي الثورة ،يحدد الأولويات ويشارك في اتخاذ القرار. وأن تكون هناك حكومة مرضي عنها شعبيا،ولم يشارك وزراؤها في سياسات النظام السابق. مارأيكم في التصدي الشرس للمتظاهرين؟ مرفوض مرفوض مرفوض،والذين يديرون مصر الآن تربوا علي يد حبيب العادلي ويمارسون سياساته سواء بأوامره أو بأوامر تلاميذه مارأيك في تقاعس بعض القوي عن الانضمام للثوار؟ أرجو أن يكون السؤال مباشرا وصريحا ،أنت تقصد الاخوان المسلمين ،وهنا لا يمكنني أن أعلق علي موقفهم الا بعد الانتخابات ،ولكن موقفهم يسأل عنه د.بديع ،ود.محمد مرسي. وفي النهاية أكد د.نور تقبله أي فصيل سياسي مهما كانت أوجه الخلاف معه ،لكن ما يرفضه حقا هو الفساد والفاسدين. وأكد ترحيبه باجراء الانتخابات في موعدها بشرط تأمينها وهو أمر صعب التأكد منه الآن. جينات فرعونية وتحدث د.سعيد سليمان ،مؤكدا أن شباب 25 يناير تجلت فيه جينات الفراعنة ،فشعر بالعزة والكرامة وانتفض ضد الظلم. لكنه أوضح أن الثوار أخطأوا بترك الميدان يوم 11 فبراير ،وهم الآن يصححون هذا الخطأ ،فما يحدث الآن هو استكمال لثورة يناير التي لم تتحقق أهدافها بعد. كما قال إن القوات المسلحة جزء من الشعب ،ولا يمكن اعتبار حمايتها للثورة فضلا تمن به عليه. وتحدث د.سعيد عن الفساد السابق الذي أدي الي وأد البحث العلمي ،وذكر تجربته في استنباط أرز يتحمل الجفاف ،ويحتاج الي الري بنصف كمية الماء اللازمة لري الأرز العادي،لكنه حورب ،الا أنه تحدي كل المصاعب وأكمل تجاربه حتي استطاع انتاج سلالة الأرز الجديد "عرابي1"و"عرابي2"التي توفر المياه وتزيد من انتاجية الفدان. الثورة أولا تحدث د.عاطف المغاوري وأوضح أن ما يحدث في مصر الآن هو ماحدث في فرنسا عام 1848،فهناك محاولات من قوي الثورة المضادة لاضعاف الثورة والتفاف عليها ،لكن الشباب الواعي رفض تلك المحاولات ،وخرج مرة أخري الي الميادين مدافعا عن ثورته. وقال ان هذا الالتفاف بدأ ممن ادعي أنهم مفكروها ومفجروها ،رغم أنهم كانوا آخر من التحق بها ،وأول من تخلي عنها،وأولي محاولات اجهاض الثورة كانت بالدعوة الي الاستفتاء علي التعديلات الدستورية،ففكرة الاستفتاء والطريقة التي تم بها أدت الي الفرقة بين رفقاء الميدان . وأكد أن الثورة مبادئ ،والمبادئ تجمع بين الفرقاء،لكن الانتخابات مصالح تفرق بينهم وهو ماكان يجب تفاديه الآن باستكمال تحقيق مطالب الثورة أولا . وأكد أ.عاطف أن الثورة تحتاج الجميع ،التيارات السياسية والتيارات الدعوية ،فالنظام السابق سعي الي تدمير الانسان المصري،وعلينا الآن أن نعيد بناءه ونتيح الفرصة لكل الأفكار والتيارات أن تأخذ دورها ،لكن علينا أن نلتزم بميثاق شرف لا يخون ولا يكفر أحدا. وأكد أ.المغاوري أن الكتلة علقت حملتها الانتخابية احتراما للدماء التي أريقت في الأحداث الأخيرة ،واختتم حديثه قائلا :لا يصح أن نسير علي أجساد الشهداء لنصل الي البرلمان.