شيوخ التيار الإسلامي: الخلافة الإسلامية آتية! احتل مرشحو حزب الحرية والعدالة «الإخوان المسلمين» والنور «السلفي» منابر أكبر وأعرق مساجد الإسكندرية لإلقاء خطبة صلاة العيد ونصبت منصات ضخمة للخطابة تعلوها أعلام ولافتات من «البلاستيك» غالي الثمن وأوراق الدعاية الفخمة والزينات وجوائز العيد من خراف وأجهزة كهربائية، ومن مكبرات الصوت من مسجد القائد إبراهيم «رمز الثورة» في المدينة أعلن الشيخ المحلاوي الدماء والأرواح تهون في سبيل دولة الخلافة الإسلامية. وفي نفس التوقيت كان العشرات من أئمة الجماعتين ومرشحيها يكررون نفس المقولة، وأضاف خطيب مسجد ناجي بالدخيلة التي اكتظت بالسلفيين أن دعاة ما يسمي الدولة المدنية هم العلمانيين الذين يريدون نقل الشذوذ والدعارة إلي مصر. فيما أصبح قرار وكيل وزارة الأوقاف بمنع استخدام المساجد والزوايا في الدعاية الانتخابية حبرا علي ورق انتزع أعضاء وشيوخ الجماعتين منابر مئات المساجد الجمعة الماضية في الدعاية في تحد صارخ لقرارات اللجنة العليا للانتخابات أيضا واستمر شعار «الإسلام هو الحل» علي رأس الدعاية. وإمعانا في التحدي قامت الجماعة بتسجيل شريط كاسيت يذاع من مكبرات صوت علي سيارات نصف نقل وفيما يشبه إعلان الحرب وسط طبول صارخة وموسيقي عالية: «إيدكم في إيدينا يا رجالة.. إن الإسلام هو الحل».. حزبنا حرية وعدالة «إن الإسلام هو الحل» وتطوف السيارات خلفها مئات من الرجال والسيدات والأطفال شوارع المدينة تهتف وراء الأغنية بحماس في جولات انتخابية تتوسطها كلمات للمرشحين. ويقول «حامد السيد» صاحب شركة دعاية: إن تكلفة اللافتة «البانر البلاستيكية» التي أنهت أسطورة القماش تتراوح بين 100 - 500 جنيه حسب الحجم والكتابة والصور الشخصية، أما السرادق الانتخابي فتتراوح تكلفته بين 3 و10 آلاف جنيه، وفي حسبة بسيطة لمتوسط تكلفة الدعاية في دائرة واحدة خلال شهر الدعاية تتجاوز بكثير 500 ألف جنيه التي حددتها لجنة الانتخابات. وفي تقديرات إحدي الجمعيات الحقوقية بالإسكندرية فقد رصدت الجمعية تكلفة اللحوم والهدايا المادية والعينية التي وزعت حتي عيد الأضحي في دائرة واحدة هي الدائرة الثانية بحوالي 5 ملايين جنيه، كما رصدت الجمعية في التقرير بيانات ومنشورات انتخابية تحض صراحة علي عدم انتخاب غير الإسلاميين والتصدي لغير مرشحي حزب النور والعدالة والحرية بل ومطاردتهم لأنهم أعداء الإسلام وعملاء لأمريكا والغرب وأنكر مسئولو الحزبين حسب التقرير مسئوليتهما عن هذه البيانات. في المقابل يعاني مرشحو باقي الأحزاب والكتل والتحالفات وشباب الثورة من قلة الإمكانيات والتي باتت واضحة في قلة عدد اللافتات القماش والبوسترات في شوارع المدنية حتي أن الإعلاميين لم يخطروا حتي الآن بموعد ومكان أي مؤتمر انتخابي أو سرادق سوي لحزبي النور والحرية والعدالة، في دوائر شديدة الاتساع تحتاج المرور فيها إلي سيارات عديدة وتحتاج لتغطيتها بالدعاية إلي آلاف اللافتات وعشرات المؤتمرات والمقار الانتخابية حتي أن البعض يقول استبدلنا الحزب الوطني المنحل بحزبي النور والحرية والعدالة.