تشهد الانتخابات البرلمانية للمرة الأولي في تاريخها سباقا محموما بين مرشحي جماعة الإخوان المسلمين ومرشحي التيارات السلفية علي ميراث الحزب الوطني في مجلس الشعب القادم، ورغم اختفاء الرشاوي الانتخابية بشكلها الذي كان معهودا أيام الحزب الوطني، فإنها اتخذت صورا وأشكالا أخري بعضها أكثر خطورة مما كان سائدا في الماضي، مثل تنظيم شوادر لبيع اللحوم والسلع الغذائية واسطوانات البوتاجاز بأسعار تقل عن أسعار جملتها، وتنظيم رحلات حج وعمرة بأسعار مخففة وغيرها من الرشاوي المغلفة بشعارات دينية، ولم تكتف الجماعات الإسلامية بهذا لكنها شرعت في استخدام المساجد وساحات الصلاة والعبادة في الدعاية لمرشحيهم والإساءة للمرشحين الآخرين. لذلك لم يكن غريبا ما حدث في عيد الأضحي من مشاجرات ومشاحنات بين أنصار الإخوان والسلفيين للسيطرة علي ساحات المساجد الرئيسية أثناء خطبة العيد، كما تفرغ خطباء الجمعة في غالبية المساجد لصب اللعنات والشتائم علي أصحاب الاتجاهات السياسية العلمانية واليسارية والليبرالية، كانت أعنف تلك الحملات الحملة التي يتبناها حزب النور السلفي الذي بدأ دعايته الانتخابية في القاهرةوأسيوط والإسكندرية بالهجوم الشرس علي مرشحي التيارات العلمانية والليبرالية ووصفهم بأنهم لا يعرفون الله أو الشرع، واعتبر بعضهم أن برامج التيارات السياسية غير الدينية خالية من ذكر الله - سبحانه وتعالي - ورسوله الكريم، كما حذر أحد مرشحي حزب النور في أسيوط الناخبين من حكم العلمانيين الذي سينتج عنه علي حد قوله في مؤتمر انتخابي انتشار أصنام «بوذا» في الطرقات والشوارع واصفا الليبراليين والعلمانيين بدعاة أبواب جهنم. من جهة أخري رصدت «الأهالي» انتشار مئات الآلاف من اللافتات والملصقات التي تحتوي علي شعارات دينية رغم تحذيرات اللجنة العليا للانتخابات من استخدام الشعارات الدينية وتهديدها للمرشحيين الذين يلجأون لها بالشطب من القوائم الانتخابية من أبرز تلك الشعارات شعار «الإسلام هو الحل» الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين في تحد واضح للجنة الانتخابات، فجميع ملصقات الدكتور أكرم الشاعر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة تحمل شعار «الإسلام هو الحل» في الإسماعيلية، كما أن غالبية دوائر القاهرة وزعت فيها بيانات تحمل نفس الشعار.. في المقابل وضع حزب النور أقوي الأحزاب السلفية الموجودة علي الساحة شعارات مثل «نمارس السياسة ولا نخالف الشرع» و«الشريعة أولا» «نعم لحزب النور.. نعم للشريعة الإسلامية» وغيرها من الشعارات المنتشرة في جميع الدوائر.