هي دويبة صغيرة علي هيئة السمكة، اذا رأت الانسان انتفشت وكبرت ،ولها اربعة ارجل وظهرت كهيئة الجمل، ولها اسماء كثيرة منها "ام قرةّ" ويقال لها جمل اليهود، وهي لا تحب الشمس فمن اجل ذلك يقال انها مجوسية وتستقبلها بوجهها وتدور معها كيفما دارت فإذا غابت الشمس اخذت في معاشها، ولسانها طويل ومطوي في حلقها ولذلك تخطف به ما بعد عنها من الذباب وتبتلعه، والانثي من هذه النوع تسمي "ام حبين" . وهي تسكن كل الأشياء وتتجانس معها و تنصهر في ذات الأشياء حتي لا يكاد حاد النظر أن يفرق بينها وبين من أصبحت علي لونه ... إنها الحرباء. و حينما يأخذ الإنسان خصائص الحرباء يصير هناك تفاعل من نوع أخر ويصبح الإنسان أكثر إتقانا للتلون من الحرباء نفسها ..!،هذا بسبب مزايا العقل والإدراك لديه . فالحرباء وأن كانت تتخذ ذات اللون للمكونات الأخري لكنها تملك شكل وهيئة مختلفة وليس لديها عقل لتمكر ،بل فطرتها هي من تقودها وتتحكم بخصائصها ..! بينما الإنسان قضي علي هذا الفرق الواضح وأصبح أدق وأجود من الحرباء بالتلون . ولعلي اعجز وبشكل كامل عن تحليل هؤلاء البشر خاصة السياسيين الذين إنتصروا علي الحرباء في التلون والكذب ، واتذكر هنا مقولة الكاتب الكبير الراحل انيس منصور :"انت سياسي ولا تكذب فإبحث لك عن مهنة أخري"،فمهارة هؤلاء فاقت كل الحدود فهم يكذبون ويصدقون انفسهم ،ولقد اصابتني الدهشة حينما رأيت امين الحزب الوطني "المنحل" في مدينة قطور بمحافظة الغربية يرشح نفسه لعضوية مجلس الشعب المصري ولكن علي رأس قائمة حزب جديد من الاحزاب التي يقول اصحابها إنهم ابطال ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. والنماذج كثيرة تؤكد ما اقوله فعلي سبيل المثال فقد جاء لنا حزب مصر التنمية ورئيسته يمن الحماقي و هي عضو مجلس شوري سابقاً و عضو الأمانة العامة بالحزب الوطني المنحل وعضو لجنة السياسات، وحزب مصر النهضة ومؤسسه هو حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني سابقاً ، وحزب مصر القومي ومؤسسه هو طلعت السادات رئيس الحزب الوطني الجديد قبل أن يتم حل الحزب نهائياً، ويعاونه توفيق عكاشه رئيس قناه الفراعين الفضائية ،وحزب مصر الحديثة ومؤسسه نبيل دعبس صاحب جامعة مصر الحديثة ووالد وليد دعبس رئيس قنوات مودرن والذي تم طرده من ميدان التحرير بعد تأييده للرئيس المخلوع ، و كان داعم لجريدة الوطني اليوم التابعة للحزب الوطني المنحل ، وحزب المواطن المصري ومن أعضاءه : صلاح حسب الله احد كوادر الحزب الوطني بالقليوبية ، ومحمد رجب الأمين العام السابق للحزب الوطني، ومحمد محمود عبدالرحمن، أمين الحزب الوطني بالدقهلية ، وحمدي السيد نقيب الأطباء ، واللواء حازم حمادي بسوهاج، وأحمد مهني أحد قيادات الحزب الوطني بالإسكندرية وحزب الحرية ومن مؤسسيه معتز محمد محمود أمين عام الحزب الوطني بقنا. يطلق البعض علي هؤلاء وغيرهم وصف "فلول الحزب الوطني"، ولكن هناك من هم أخطر من الفلول وهم المتلونون حتي من قوي المعارضة وأتذكر هنا تصريحات مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين وقوله: "نؤيد ترشيح الرئيس مبارك واتمني الجلوس معه"، وأتذكر أيضا معظم رؤساء أحزاب المعارضة الذين كانوا ضيوفا أعزاء علي موائد قيادات الحزب الوطني المنحل ، وأتذكر عددا كبيرا من كبار الصحفيين والمذيعيين ومقدمي البرامج الذين فضحتهم الصور والتسجيلات الصوتية حول علاقتهم المباشرة بالنظام السابق وأجهزته الامنية ، وفجأة تلونوا كالحرباء، وإدعوا انهم ابطال الثورة ومفجري غضبة الشعب المصري ، إن هؤلاء اخطر من فلول الحزب المنحل،فلديهم فنون في الكذب والتضليل والقدرة علي المراوغة.