أصحاب «الأهداف الخفية» حسنا فعل «بيت العائلة» في اجتماعه أول أمس برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عندما رفض بالإجماع قانون دور العبادة الموحد الذي أحاله.. إليه.. مجلس الوزراء. والسبب أن «بيت العائلة» يري أنه لا توجد مشكلة في بناء المساجد، حيث إن هناك قانون عام 2001 الذي أعدته وزارة الأوقاف لتنظيم بناء المساجد، ولا يبقي سوي إصداره رسميا. أما المشكلة العاجلة والملحة - والمزمنة في نفس الوقت - فهي إصدار قانون مواز لتنظيم بناء وترميم وحماية الكنائس، وأوصي «بيت العائلة» بإعادة فتح الكنائس المغلقة، التي صدرت لها تراخيص، وبفتح الكنائس القائمة التي لم تحصل علي تراخيص، والترخيص لها بعد توفيق أوضاعها. موقف «بيت العائلة» هو الموقف الصحيح الذي يستند إلي رؤية واقعية ويرتقي إلي مستوي المسئولية الوطنية، علي خلاف موقف الحكومة المرتعشة التي تهرب من أداء واجباتها وتتنصل من مسئولياتها. موقف «بيت العائلة» يتفق مع الروح المصرية الأصيلة لشيخ الأزهر الذي يقول مؤكدا: «ما دمنا نعترف بتعدد الأديان.. لابد أن نوفر لمعتنقيها الأماكن التي يؤدون فيها شعائرهم، بشرط أن تخصص الكنائس والمساجد للعبادة، ولا تخدم أي هدف آخر من الأهداف الخفية التي تزعج الناس». الدرس الذي يقدمه الإمام الأكبر لكي يتعلمه المتعصبون وأصحاب «الأهداف الخفية» يتلخص فيما يلي، علي حد تعبيره: «لا يضير المسلمين إطلاقا أن يكون للمسيحيين كنائس يؤدون فيها صلواتهم» فما الذي يزعجنا في هذا؟ إنها رسالة واضحة موجهة إلي المحرضين علي الفتنة وعلي تمزيق الأمة.. ومن شرعوا في استخدام دور العبادة للدعاية الانتخابية. والرسالة الأهم والأخطر يوجهها الإمام الأكبر إلي كل من ارتكبوا جرائم باسم الدين وكل من تاجروا بالدين، وأصدروا فتاوي مزيفة، وحاولوا فرض الوصاية وممارسة الإرهاب تحت عباءة الدين، وهذه الرسالة هي: «إن المسلمين يتحملون المسئولية الأولي في شيوع «الإسلاموفوبيا» - الخوف من الإسلام - في العالم.. بسبب تشدد وتطرف بعضهم».