المدرعات لم تفرق بين مسلم ومسيحي في دهس المتظاهرين «سلمية سلمية» كانت الهتافات وتحولت الي مذبحة، هكذا بدأ المتظاهرون في الاشتباكات التي نشبت بينهم وبين الجيش والشرطة في يوم الغضب القبطي في رواية مشاهداتهم علي الاحداث رغم اختلاف الروايات حول الأماكن التي بدا فيها استخدام العنف والاطراف التي بادرت بالضرب واطلاق الرصاص اولا فالبعض يقول انها بدات عند خروج المظاهرة من نفق احمد حلمي بعد خروجها من شارع شبرا ثم منطقة القللي بينما اصحاب الرأي الثالث يقولون انها بدات عندما وصلت المظاهرة الي منطقة بولاق ابو العلا حيث تم مهاجمة المتظاهرين من جانب مجموعة من البلطجية واطلاق الرصاص عليهم مما ادي الي الاشتباكات الدامية حيث تذكرك مناظر سيارات الشرطة التي تم تدميرها وحرقها بمشهد جمعة الغضب يوم 28 يناير. التقت جريدة «الاهالي» بعدد من المصابين في مستشفي القبطي بشارع رمسيس صبيحة يوم الاحداث وكانت ابواب المستشفي خالية من وجود اي عناصر او افراد امن حيث سيطر اهالي المصابين والمتوفين علي الابواب وتم منع الزائرين من الدخول الي المستشفي باستثناء المسيحين وكان بعض الشباب يحملون عصيا وهراوات محاولين الاحتكاك باي من المسلمين وعندما نجحنا في التحايل عليهم والدخول الي المستشفي قالوا لنا ان الاعلام لايقول الحقيقة.. استقبل مستشفي القبطي 88 حالة بينهم 17 حالة وفاة والباقي جرحي خرجوا جميعا باستثناء 12 جريحا اثنان منهم حالتهما حرجة اغلب الاصابات جاءت كسرا في الساق نتيجة اصطدام بالمدرعات والباقي طلق ناري في مناطق متفرقة من الجسد. عماد عبد الحليم من منطقة العباسية مصاب برصاصتين واحدة في الفخذ والاخري في البطن كان قد خرج من العناية المركزة قبيل وصولنا الي المستشفي، حيث قال كنت في ميدان التحرير مع مجموعة من الاصدقاء نتناقش في بعض الامور السياسية وسمعت طلقات رصاص من ناحية الاذاعة والتلفزيون فذهبت الي هناك بهدف مساعدة الجرحي والمصابين ونقلهم الي المستشفي واثناء رفعي لاحد المصابين من علي الارض فوجئت برصاصة في الساق ثم فقدت الوعي حتي وجد نفسي في المستشفي. ابانوب رؤوف من منطقة شبرا مصاب بطلق ناري في الساق شارك في المظاهرة التي انطلقت من دوران شبرا روي لنا بداية استخدام العنف مع المتظاهرين قائلا "خرجنا في مسيرة سلمية من الدوران حاملين الصلبان وعندما وصلنا الي منطقة القللي فوجئنا بمجموعة من البلطجية تقوم بقذفنا بالحجارة واطلاق الرصاص علينا لكننا استطعنا الوصول الي ماسبيرو فاصبت هناك برصاصة قي القدم ووقعت علي الارض وشاهد سيارات الشرطة المدرعة وهي تمر من فوق دماغ احد المتظاهرين وجثمان شخص اخر بجواري ومنذ ذلك الوقت ولم تفارق عيني بشاعة هذا المنظر المفزع. ويحكي روماني فرج من شبرا ايضا مصاب برصاصة في الذراع اليسري وكسر في الساق ان استخدام العنف ضدهم بدأ عندما وصلت المسيرة الي نفق احمد حلمي حيث فوجئوا بالحجارة وزجاجات الملوتوف تقذف فوق رؤوسهم مما نتج عنه عدة اصابات تم تحويلها الي مستسشفي شبرا العام حسب روايته لكنهم اصروا علي استكمال المسيرة الي ماسبيرو. ويروي رامي عاطف احد المصابين بكسر في الساق بمستشفي القبطي:ان بلطجية بولاق ابو العلا خرجوا علينا بالاسلحة النارية الخرطوش والمسدسات فاجأونا بوابل من ضرب النار امام التلفزيون ومن اعلي كوبري 6 اكتوبر بينما اخذت المصفحات في مطاردتنا الامر الذي اضطرنا الي الاحتماء منها في مداخل العمارات والمباني المحيطة ثم نعود لحمل الجثث من علي الارض وكاننا في مشاهد من الكر والفر مثل ما يحدث في الاراضي المحتلة بفلسطين . مجدي احمد دهست احد المدرعات رجليه الاثنين وتم وضعهما في الجبس قال ان جنود الجيش كانوا يقومون بحمل بعض الجثث من علي الارض وقذفها في النيل للتخلص منها. اما سامية احمد علي مواطنة بسيطة ربة منزل كانت تضامن مع الاقباط في وقفتهم الاحتجاجية امام مستشفي القبطي قالت: انها عندما رأت اعمال العنف ضد المتظاهرين في التليفزيون قررت الذهاب الي ماسبيرو لمعرفة حقيقة ما يحدث ووقفت علي كوبري 6 اكتوبر لمشاهدة الوضع من اعلي وجدت المصفحات تطارد المتظاهرين حتي كانت تتبعهم وتسير وراءهم فوق الرصيف مما دفع بعض المواطنين الي القاء نفسهم في النيل هربا منها.. ومضيفة ان مجموعات البلطجية التي كانت تقوم بمطاردة المتظاهرين المسيحيين وكلما امسكت بواحد منهم لا يتركوه الا وهو قاطع النفس تماما.. لكن عاشور عطية من محافظةالمنيا لم يستطيع التعرف علي جثة ابن اخيه شنودة نصحي بسبب تشوهها تماما وضياع معالمها ويرقد جثمانه في الثلاجة لذلك لجأ الي الارسال في طلب والدته المريضة للتعرف عليه من خلال اي علامة قد تكون في جسده او ملابسه التي كان يرتديها