يعمل المجلس العسكري والحكومة علي تفعل قانون الطوارئ بدعوي القضاء علي تجارة السلاح والمخدرات ومع ذلك في منطقة الطوب الرملي "المسبك الآلي " تجار المخدرات يقفون علي قارعة الطريق مدججين بأسلحة أوتوماتيكية ميري أو بالسيوف في وضح النهار دون خوف حاملين في أيديهم أجولة للفائف البانجو وأكياس بها قطع الحشيش وغيرهما من أنواع المخدرات وبمجرد مرورك بالقرب من أحدهم يبدأ في النداء علي بضاعته "بانجو ، حشيش " وكأنهم ينادون علي قوطة فهذا مايحدث الآن بمدينة نصر في قلب القاهرة وليس بمكان بعيد أو مهجور . تعود ظاهرة انتشار الجرائم والانفلات الأمني في القاهرة عموما ومدينة نصر خاصة منذ سنوات ولكنها تضاعفت عدة مرات في العام الماضي حيث انتشرت السرقة بالأكراه "التثبيت " وخطف شنط السيدات وأكثر بل وصل الأمر إلي اقتحام السيارات وتهديد سائقيها . كما تصف موظفة رفضت ذكر اسمها خوفا من بطش البلطجية وتجار المخدرات الذين يمارسون نشاطهم بمنطقة الطوب الرملي عملية عقد صفقات المخدارات بمقلب مخلفات البناء القريب من مسكنها فتقول تأتي السيارات وتركن بالقرب من هذا المقلب ويبدأون في تقليب النور عددا من المرات فيخرج لهم بعض الأشخاص من المقلب يستمرون في الحديث بضع دقائق ثم يذهب كل منهم في حاله أو يتشاجرون فيما بينهم. ويضيف أحد سكان نفس المنطقة لقد قاموا من قبل بحملة صورها التليفزيون أثناء القبض علي بعض الأفراد من سكان العشش وليس من تجار المخدرات لأن المنطقة "علي مستوي البيئة " بدأت تتحول إلي عشوائية جديدة في طريقها للتضخم والاتساع .فالبداية جاءت عند إقامة مقلب لمخلفات البناء بالمنطقة رغم أن القانون يمنع وجود أي مقالب سواء للقمامة أو للمخلفات علي بعد أقل من 15 كيلو من المساكن أو المباني وهذا المقلب يبعد عن البيوت ثلاثة أمتار . ولقد صدر قرار من محافظ القاهرة بأغلاقه منذ أكثر من سبع سنوات إلا أن هذا القرار لم ينفذ بسبب مافيا النقل ومقاولي " مخلفات البناء " الذين يدفعون للمسئولين مقابل أن يغضوا البصر عن هذه المخالفات حيث إن المكسب يتحقق من قرب المسافة بين وجود المخلفات والمقالب التي تنقل إليها . ولقد تسبب تراكم القمامة إلي انتشار الذباب والناموس والروائح الكريهة الناتجة عن الحرائق التي يشعلها القائمون علي فرز هذه القمامة مما يؤدي إلي إصابة الأطفال بأمراض صدرية وأختناقات نتيجة الأدخنة المنبعثة منها فتوجه السكان أكثر من مرة بإبلاغ وزارة البيئة التي لم تتحرك بدعوي الخوف من زيارة المنطقة في غياب الشرطة ونفس العبارة رددها الحي عندما قاموا بالإبلاغ عن المحلات التي إستولي عليها البلطجية وقاموا بتشغيلها مقاهي شعبية بدون تراخيص ومخالفة للمواصفات مسببة قدرا هائلا من الضوضاء والأزعاج .ويأتي رد الشرطة "خلي الثورة تنفعكم "أو علي أحسن تقدير تطلب معاونة الشرطة العسكرية والشرطة العسكرية تعتذر بانشغالها بتأمين الميادين ! وهكذا دواليك . ويضيف أحد سكان المنطقة عندما قمنا بشراء الشقق من هيئة تعاونيات البناء علمنا وفق الخرائط والرسومات الخاصة بالمشروع أن هذه المساحة "المقلب " مخصصة للمنفعة العامة في صورة حديقة وكان هناك مشروع خاص بتشجيرها وتحويلها لغابة تابعة لوزارة البيئة بتمويل خارجي أوروبي وهذا ما أكده رئيس هيئة التعاونيات ورئيس هيئة تنظيف وتجميل القاهرة ولكن لم ينفذ نتيجة توقف الدعم الوضع حاليا يتشابه مع لبنان وقت الحرب الأهلية من حيث زخات طلقات الرصاص طوال الليل وسارقي الموتوسيكلات والهاربين من السجون الموجودة بالمنطقة ولم يحدث أي تحرك جاد تجاه هذا الوضع فقد قمنا بأخطار القسم ورئاسة مباحث شرق ووزارة الداخلية والمجلس العسكري وحددنا لهم أنواع الأسلحة التي بحوزة المجرمين من بنادق آلي 7.62 الخاصة بالجيش ورشاشات أوزي خاصة بالشرطة .فالغياب الأمني أدي إلي تفاقم الوضع وتعقيده ففيما سبق كانت الجرائم تتم في الخفاء رغم أن الحملات كانت محدودة لكنها كانت تقر هيبة الدولة وسطوتها أما حاليا فيوجد تسيب تام . كما أن هناك مباني تابعة لهيئة تعاونيات البناء لم تستكمل بعد الزلزال . بعدما تصدع بعضها وأصبحت أوكارا يسكنها الخارجون عن القانون وبعض الهاربين من سجون الفيوم وغيرها فيسرقون الكهرباء من أعمدة الإنارة التي لا تضاء ليلا . ليضيئوا بها مستعمراتهم .لذلك يقوم سكان المنطقة بعمل دوريات حراسة خشية من سرقة سياراتهم أومنازلهم مما يعرض حياة سكان المنطقة للخطر حيث وصل الأمر إلي حد أن الحرامي عندما يري أحد السكان يقف في شباك أو بلكونه منزله " يأمره بالدخول حتي لا يتعرض للأذي "تهديد مباشر وصريح ".