البلطجة ليست فقط اسلوبا لإيذاء الآخرين، ولكنها أيضا منهج لفرض الحماية - بالقوة- عليهم رغم رفضهم لها ولهم. والإدارات الأمريكية- مهما تغيرت وجوهها- مصرة علي ممارسة هذا المنهج تجاه المسيحيين المصريين علي الرغم من ادراكها- أو تغابيها- لرفضهم بل مقاومتهم ذلك التطفل العدواني عليهم وعلي وطنهم، فهي- وبعد أن اسقط الشعب المصري نظام الحكم التابع لهم والمنفذ لمخططاتهم علي مر عقود طويلة وثقيلة - تتجاسر وتصدر قانونا حظي بالأغلبية الساحقة من مجلس النواب الأمريكي (402 مقابل 20) يقضي «بتعيين» مبعوث لمتابعة شئون «الأقليات» والعمل علي حمايتهم في بعض الدول العربية والآسيوية وفي القلب منهم أقباط مصر، متغابين ومتجاهلين ما أكده التاريخ من كون المصريين سبيكة ذهبية واحدة ضد كل قوي الاحتلال والعدوان. فعلي الرغم من رفع الغزوة الاستعمارية الأوروبية - منذ أكثر من ثمانمائة عام- لشعار الصليب وهو برئ من عدوانهم - وقف الأقباط المصريون ضمن باقي الشعب المصري في مواجهة هذه الغزوة مما دفع هؤلاء المستعمرين إلي عقابهم بشكل خاص بعزل مطران دمياط واسقف رشيد والقيام بحملة تأديبية خاصة بالأقباط شملت القتل والنفي والاضطهاد. وتوالي هذا الموقف - الطبيعي- علي مدي التاريخ المصري وفي مواجهة كل صورالعدوان والاستعمار، ومن خلال كل المعارك الوطنية التي خاضها شعبنا من أجل التحرر والاستقلال.والشعب المصري يسأل الإدارة الأمريكية وكونجرسها.. منذ متي كنتم حريصين علي حقوق الشعوب؟ بدءا من قيام الدولة الأمريكية علي انقاض ابادة الشعب الأمريكي الأصلي، حتي المجازر التي ارتويتم بدمائها في العراق، مرورا بمخططات ومؤامرات جهاز مخابراتكم من أجل تثبيت أعتي الديكتاتوريين العملاء لكم في كل أنحاء العالم ودعم الصهاينة العنصريين في جرائمهم ضد الشعب العربي؟ وإذا كانت مقولة البابا شنودة بأن «مصر ليست وطنا نسكن فيه بل وجدان أصيل يسكن فينا» تعبر بايجاز مبدع عن واقع مسيحيي مصر، فإن السيد المسيح قد خاطب مثل هؤلاء بقوله - في متي 12:34- «يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار».