استقبل د."رفعت السعيد" الخميس الماضي المفكر الاسلامي د."حسن الترابي"الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني ودار النقاش حول مستقبل السودان المرحلة القادمة واهم نقاط الضعف التي مرت علي تاريخ السودان وتطرقوا الي الاسلام السياسي في مصر ومنظور الدولة المدنية ،في اللقاء الذي عقد الخميس الماضي بمقر حزب التجمع في حضور قيادات الحزب "نبيل زكي" و"امينة شفيق" و"محمد فرج" و"سيد ابو زيد"ووفد من السودان يضم د."بشير ادم رحمة "امين العلاقات الخارجية ود."محجوب عبد السلام"الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي و"مهندس تاج الدين" مدير مكتب الامين العام. توقع د."حسن الترابي "وصول السودان لبر الامان عند رحيل الطاغية واعلان حكومة ديمقراطية متوازنة فيدرالية علي ان يحكمها الشعب السوداني ويقوم بتوزيع الثروة توزيعا عادلا وان الامل موجود طالما اتحدت الشعوب قبل القوي السياسية والبداية ستكون باقامة البنية التحتية واعادة واستغلال ثروات السودان ليفتح الباب امام تحسين العلاقات الخارجية للسودان وخاصة علاقتها بمصر. واضاف "الترابي" أن انقسام دارفور أمر وارد في ظل الاختلافات الذي يشهدها المجتمع السوداني القومي وتعدد اتجاهاته، ورحب "الترابي" بقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني "عمر البشير"لارتكابه جرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور فقال ان ما حدث في دارفور يعد فضحية علي السودان بأكمله واشاد بالقانون الدولي الذي لا يفرق او يعترف بحصانة الحكام،مما سيضع محامي الدفاع في مأزق كبير. ووصف "الترابي" وصول الدولة للحكم العسكري بأكبر خطأ في تاريخ السودان لعدم التزام النظام بالحريات أو تطبيق اللامركزية وكذلك اطاح بالدستور وتعامل بصيغة الاوامر، وانتشرت جرائم اختلاسات المال العام واصبح السودان يضم اكبر عدد من المعتقلين، وأوضح ان الحليف السياسي افضل من الحليف العسكري لان السياسي مهما اختلفت معه فهو متفق علي قضية الحريات التي يجب الا تمس والدليل ان المنظور للحريات بين "حزب المؤتمر الشعبي" و"الحزب الشيوعي السوداني" متقارب جدا ولا يوجد خلاف عليه. وينتقد المفكر الاسلامي "الترابي" خلط الدين بالسياسة ورفض ما يطلق عليه دولة دينية او حكم ديني "طائفي" ويقول ان حزبه ذات المرجعية الاسلامية لن ينادي بالخلافة او الامارة فالاسلام لم يورث الحكم لأشخاص ومصطلح الامامة تم تحريفه من الشيعة ففي اللغة العربية الامامة تعني القيادة او الولاية،ويقول ان الشوري هي مبدأ الحكم في الاسلام مستشهدا بما ذكره الدين" يجادلونك في الحق"وتعني ان الجدل والمناقشة والشوري امر لابد منه كما لا يوجد في الدين ما يسمي بالمرشد او الامام. ويقول "الترابي" "انا لا سني ولا شيعي"ولكن استعين بما يناسبني من كل المذاهب وحتي بثقافات المجتمعات الاخري. وعن المرأة في السودان فيقول د."الترابي"ان السودان شهد اكبر حركة اجتماعية لتحرير المرأة واصبح لها الحق في الشهادة بالقضاء والمشاركة في المعارك ولم تقف اعمال المرأة علي شئون المنزل فقط، ولن يتم خلط الامور الدينية بالسياسية فيما يتعلق بالمرأة بدليل احقيتها في دخول البرلمان دون الزامها بالحجاب ، ولكن لا تزال هناك اوجه قصور علي المستوي القانوني فليس للمرأة الي الان الحق في التملك. وأكد "الترابي" ضرورة إطلاق حريات إصدار الصحف وفتح المجال للنقد الحقيقي تمهيدا لبناء دولة اكثر صلابة فالحضارة لن تقوم بدون نقد او حوار او انقسام او تحد موضحا ان الدول النامية تأخرت في تقدمها بسبب سيطرة الاستعمار عليها الأمر الذي ادي الي تشوه الافكار لدي الغالبية بالمجتمع. ومن خلال تأمله للوضع السياسي الذي تمر به مصر وزياراته لاغلب القوي السياسية فانتقد"الترابي" الاسلام السياسي في مصر واوضح عدم وجود اي برامج اصلاحية او اقتصادية او سياسية لدي هذه الجماعات الاسلامية الموجودة في مصر ولا تحتوي برامجهم عما يخص الفنون والمسرح ووجه نصيحته للثورة المصرية بان التقدم لن يأتي الا عن طريق اطلاق الحريات.