ارفع صوتك .. واعدل دماغك ب «شاي التحرير» و «كشري الثورة» ! انظر حولك عند أي تجمع أو مظاهرة أو مليونية في التحرير أو أي مكان آخر .. تجد نفسك محاطاً بالباعة الجائلين.. تجدهم أينما تتواجد المظاهرات حيث مصدر كسبهم الوفير ، ومع بداية ثورة 25 يناير واعتصام المتظاهرين في ميدان التحرير، ما كان امام جموع المعتصمين الا الباعة الجائلين لقضاء حوائجهم وشراء الطعام والشراب بعد اغلاق المحلات والمطاعم خوفا من أعمال البلطجة والسرقات نتيجة الانفلات الامني الذي تعرضت له مصر. وشهدت منطقة وسط البلد خلال الفترة الأخيرة الكثير من الاحتجاجات ، ازدادت فيها عربات الباعة الجائلين بصورة ملحوظة ولافته للانظار، ليتكدس الميدان بالعشرات من بائعي الشاي، والمأكولات ، والمشروبات الغازية، وبائعي الأعلام والملابس، وحمص الشام ، وغزل البنات والمسليات، وكروت الشحن ، بالاضافة الي راسمي الأعلام علي وجوه المتظاهرين. طارق حسن بائع شاي صنعته الثورة ، كان في السابق بلا عمل ، والاعداد الغفيرة من المتظاهرين هي التي جعلته يفكر في بيع الشاي ، ويقول :علي الفور ذهبت وأحضرت "عدة الشاي" وحجزت مكاني في الميدان مع بداية الاعتصام، وكنت أعمل طوال ساعات اليوم ليلا ونهارا، وحققت رغبة المتظاهرين في احتساء كوب من الشاي " يعدل " مزاجهم كما حققت في الايام الاولي الكثير من الارباح ، التي ارتبطت بعد ذلك بأعداد المتظاهرين . ووسط حشود زوار ميدان التحرير ينادي عماد علي " ارسم علم ب جنيه "، ليرسم علم مصر علي وجوه الاطفال وشباب المتظاهرين، ويقول عماد الذي امتهن رسم الاعلام في ايام الماتشات في السابق والمظاهرات حاليا، أنه ينتظر ايام الجمعة والدعوات للمليونيات في الميدان، ويعتبر هذه الايام موسم عمل ، بعد أن كان ينتظر مباريات المنتخب والبطولات لمزاولة مهنته الموسمية. وفي واقعة فريدة من نوعها وعلي غير المتوقع، نجد وسط ميدان التحرير " مسمط " عربة متحركة لبيع "لحمة الرأس" و"المومبار"، تقف علي العربة سيدة لها في المهنة باع طويل ، يظهر في "مسكتها للساطور" وتقطيعها بالسكين، وتعتمد في بيعها علي الباعة الجائلين المتواجدين بكثرة في الميدان، وترفض التحدث الي احد الا زبائنها واصدقائها من البائعين . والان بعد مرور أكثر من مئة يوم علي ثورة 25 يناير، يبحث الباعة الجائلون عن مكان وزمان المظاهرات، ليتواجدوا فيه قبل جموع الجماهير، فإينما وجدت المظاهرات فذاك موطنهم .