«أسن السكينة أسن المخرطة أسن المقص» بهذه الكلمات ينادي عم رمضان علي الخدمة التي يقدمها لزبائنه يبدأ يومه في الساعة السادسة صباحا يحمل فوق ظهره آلته التي تعد رأس ماله يخرج بها من منزله المكون من حجرة متواضعة ملحق بها عفشة مياه يسكنها مع زوجته وأبنائه العشرة في الكيلو اربعة ونص .يسرح بها في الشوارع والأحياء ليجمع رزق يومه يقول عم رمضان تركت بني سويف منذ ثلاثين عاما وجئت للقاهرة للعمل كعامل خرسانة في مهنة المعمار ولكني توقفت منذ عشر سنوات بسبب تقدمي في العمر واخترت أن أحمل حجر سن السكاكين علي ظهري وأمشي به في الشوارع . وعن سر طلاء الحجر الذي يحمله بلون علم مصر ، يحكي عم رمضان أنه بعد ثورة 25 يناير كان سارحاً في الحي الثامن بمدينة نصر واستوقفته مجموعة من الشباب الذين كانوا يقومون بأعمال النظافة والطلاء للأرصفة وعرضوا عليه أن يقوموا بطلاء الحجر له ..فقال لهم إن الحجر قديم ومتهالك ولا يستحق الطلاء وهنا عرضوا عليه ترميمه ودهانه وبالفعل قاموا بشراء لوح خشب جديد أخف في الوزن . ويقول : جلست علي الرصيف أراقب عملهم وكنت فرحان جدا لأن وزن الآلة أصبح أقل بفضل الخشب الجديد وحتي شكلها أصبح جميلاً ويجذب الأطفال للسؤال عن وظيفتها أو عملها ...فكثير من الأطفال لا يعرفون فائدة هذا الحجر وطريقة عمله .. وهكذا لم تترك الثورة شيئاً دون تغيير .. ودائماً سيكون التغيير للأفضل.