قبل رحيل مبارك: توقع روبرت فسك تدخل الجيش لفض المظاهرات بالقوة بدأت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية عقد أولي ندواتها في الموسم الثقافي الجديد للتوثيق التاريخي لثورة 25 يناير وذلك نهاية الأسبوع الماضي بالمجلس الأعلي للثقافة تحت عنوان " دور الشباب في الثورة " حيث استمع عدد كبير من أساتذة التاريخ لشهود العيان علي وقائع الأحداث. قال الدكتور يحيي القزاز جامعة حلوان وعضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات أن فشل النظام السابق في السيطرة علي المتظاهرين علي مدار الثلاثة أيام السابقة لجمعة الغضب دفعه إلي قطع خدمة الانترنت والاتصالات عن جميع أقاليم مصر مما ساعد في تحويل الدفة لصالح المحتجين، حيث اضطر المواطن العادي إلي الخروج للشارع لمتابعة ما يجري وساعد ذلك علي التحامهم بالثور خاصة بعد ما شاهدوه من استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين وأثني الدكتور عبادة كحيلة أستاذ التاريخ كلية آداب جامعة القاهرة علي دور حزب التجمع في ثورة 25 يناير حيث إنه كان عبارة عن بيت الثوار يلتقطون فيه أنفاسهم بعد ضربهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع بالإضافة الي غرفة الإسعاف الموجودة بمقر الحزب والتي ساهمت في علاج المئات من المصابين والجرحي الطبقة الوسطة وأكد الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة أن الطبقة الوسطي في مصر كانت صناعة حكومية منذ عهد محمد علي تتبع سلطة الحاكم وتأتمر بأمره وغير قادرة علي قيادة المجتمع الي التغيير لكن ما حدث في 25 يناير قلب جميع الموازين وفاق كل التوقعات فيما يري الدكتور إيمان يحيي أستاذ بكلية الطب جامعة قناة السويس أن الثورة لم تنته بعد فلم يتحقق من أهدافها إلا سقوط النظام فقط، حيث قال له الكاتب الصحفي روبرت فسك أثناء لقائهما معا في ميدان التحرير انه متخوف من إنهاء الاعتصام بالقوة علي يد رجال الجيش لأنهم قاموا باستبدال الدبابات والمدرعات كبيرة الحجم المحيطة بالمتحف المصري بأخري صغيرة أمريكية الصنع لديها القدرة علي الاشتباك الفردي مما أعتبره فسك تمهيدا لإنهاء الاحتجاجات بالقوة وذلك قبل رحيل الرئيس السابق. كلنا خالد سعيد وأشار الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إلي أن صفحة كلنا خالد سعيد علي الفيس بوك كانت صاحبة الدعوة الأولي للاحتجاج يوم 25 يناير الذي يوافق عيد الشرطة ونجح الشباب من مختلف الاتجاهات لا تجمعهم اي روابط فكرية في تنظيم الثورة وقاد المجتمع من خلفه. ودعا نافعة خلال الندوة أساتذة علم التأريخ في مصر إلي الاهتمام بتوثيق العدد الحقيقي لشهداء الثور حتي يتسني للأجيال القادمة قراءة الماضي بناء علي معلومات مؤكدة وموثقة في دقتها. شهود عيان وروي بعض شباب ائتلاف الثورة شهاداتهم علي أحداث الثورة وكان من بين شهود العيان الشاعر عبد الرحمن يوسف الذي قال إن عملية الاشتباك بينهم وبين بلطجية الحزب الوطني يوم معركة الجمل استمرت حتي الصباح حتي تمكنوا من إحكام السيطرة علي مداخل ومخارج ميدان التحرير مما دفع القناصة إلي استخدام الرصاص الحي وإطلاق حوالي 20 رصاصة علينا من فوق الكبري فسقط منا خمسة شهداء في الساعة 3,20 صباحا أسفل تمثال عبد المنعم رياض وذكر احمد دومه عضو ائتلاف شباب الثورة أنهم بدأوا الإعداد ليوم 25 قبله بخمسة عشر يوما وقرروا الاعلان عن أماكن تنطلق منها التظاهرات لكن سيكون الخروج من مناطق أخري كحركة تمويه من أجل إبعاد الأمن وتوجيهه إلي أماكن أخري لكن اكتشفنا بعد ذلك انه يعلم بالأماكن الحقيقية ومعه أسماؤهم وأرقام التليفونات وكانت سيارات الميكروباص في انتظارهم أسفل الكباري والشوارع الجانبية فكلما اقتربت جماعة من المتظاهرين منهم القوا القبض عليهم . وأكد دومه أن استخدام الشرطة للعنف المفرط لحل اعتصام الميدان مساء يوم 25 يناير جعلهم يفكرون في وسائل بديلة لمواجهتهم يوم جمعة الغضب من هذه الوسائل قطع البراميل الصاج الفارغة واستخدامها كدروع ضد الرصاص المطاطي بالاضافة للخل والبصل لحمايتهم من اختناقات الغاز اغتيال شاب وروي احمد دومة واقعة اغتيال شاب علي كبري قصر النيل قائلا: كان كلنا يختبئ خلف شجرة ضخمة قريبة من كردون عساكر الأمن المركزي بداية كبري قصر النيل وخلفهم ثلاثة ضباط يحملون أسلحة نارية، وفجأة خرج الشاب المختبء بجواري وانا خلفه وتملأ وجهه ابتسامة عريضة قائلا للضباط "اذيكم انتو زعلانين ليه انا عايز اوصل للميدان وبس فيها حاجة دي" فكان رد الضباط تصويب السلاح في اتجاه رأسه وأطلق الرصاص عليه فانفجرت رأسه حتي غطي الدم وجهي تماما . فيما ذكرت أسمهان أبو الأسعد عضو لجنة دعم المصابين خلال الندوة أن هناك 10 ألاف من المصابين تم حصرهم من اللجنة حتي الآن و تتراوح أعمارهم بين 20و29 سنة منهم 1000 حالة عاهات مستديمة و180 إصابة في العين وبينهم أيضا أطفال في سن أربع سنوات واقل من ربع هذه الإصابات لم يذهبوا إلي المستشفي تخوفوا من إلقاء القبض عليهم، موضحة انه بالرغم من نفي محافظ بني سويف وجود اي قتلي بالمحافظة إلا أن المدينة شهدت قتل 9 شهداء خلال احداث الثورة.