الأنبا تيؤدسيوس: أتمني عودة الأمان سريعًا وأتخوف من تفجير الأزمة بعد وفاة الحالة الثالثة من عائلة الفتاة قام عدد من أهالي قرية «صول» مركز أطفيح بمحافظة حلوان مساء الجمعة الماضية باقتحام كنيسة مارمينا بالقرية وهدمها تماما بعد سرقة محتوياتها واستمر الهدم حتي ظهر السبت، وتعود الأسباب إلي - علي لسان شهود عيان - اكتشاف الأهالي وجود علاقة بين شاب مسيحي يدعي أشرف لبيب وفتاة مسلمة وذلك بعد مشاهدتهما في إحدي المناطق المهجورة بالقرية «منطقة الوحدة المجمعة» ليلة 24 فبراير الماضي، ولم تشهد الأمور أي تطورات حتي الثلاثاء الماضي حيث تجمع عدد كبير من عائلة الفتاة المسلمة متوجهين إلي منزل الشاب المسيحي الذي فر هاربا خارج القرية فأشعلوا النار في سيارته الخاصة وقاموا بالاعتداء بالضرب المبرح علي شقيقيه لولا تدخل بعض الجيران لإنقاذهما، وبعد ذلك توجهوا نفس الأفراد لمنزل الشاب المسيحي أيضا «مجدي عزيز» كان قد أقام علاقة أيضا مع فتاة مسلمة - من نفس عائلة الفتاة الأولي - العام الماضي إلا أنه فر هاربا أيضا، فقاموا بحرق محل هواتف واكسسوارات خاص بشقيقه، وخرج بعض المستغلين للموقف في الشوارع لإرهاب المسيحيين بالمنطقة وتهديدهم بحرق منازلهم ومحلاتهم بعد تقسيم أنفسهم إلي مجموعات.. ومن هنا قام العمدة بالقرية وبعض أفراد كبار العائلات هناك بعقد «صلح» بين الطرفين انتهي بضرورة خروج عائلتي الشابين المسيحيين من القرية وهو ما وافق عليه الطرفان لعودة الأمور لطبيعتها. انفجار الأزمة في اليوم التالي ذهب أحد أقارب الفتاة لوالدها وطلبوا منه الثأر لشرفه وقتل ابنته إلا أنه رفض فقاموا بقتله الأمر الذي دفع ابن القتيل للثأر لأبيه فقام بقتل وإصابة اثنين ممن تسببوا في مقتل والده.. ومن هنا تفجرت الأمور وفور عودة الأهالي مساء الجمعة من المقابر بعد دفن الجثتين تجمعوا بأعداد كبيرة متوجهين إلي الكنيسة - مارمينا - واستغل البعض الموقف ورددوا الشعارات التي تحرض علي هدم الكنائس وطرد المسيحيين من القرية والانتقام منهم، وبدأوا في سرقة الأثاثات من الكنيسة وتكسير الأيقونات والأجهزة الكهربائية بها.. واستمر هدم مبني الكنيسة حتي اليوم التالي - السبت - دون وصول أي قوات من الجيش أو الشرطة بالمنطقة بعد الاستغاثات المتكررة من المسيحيين لحمايتهم من بطش المخربين حتي وصلت بعض سيارات الجيش مساء الجمعة فقام العمدة بتضليلهم - علي حد قول شهود عيان - مبينا لهم أن الأمر انتهي تماما مما جعل الأهالي - المسيحيين - في حالة ذعر خاصة بعد انتشار بعض الأقاويل من قبل محرضين بهدم كل الكنائس بالمناطق المحيطة.. وقال شاهد عيان إن ترك «صول» هربا وخوفا علي أسرته بعد أن ظل المسيحيون في منازلهم بعد إغلاق محلاتهم وتوقفهم عن العمل خوفا من البطش بهم. وقد وجه الأنبا ثيؤدسيوس أسقف عام الجيزة استغاثة نداء للقوات المسلحة للتحرك وحماية الكنيسة والمسيحيين الموجودين بالقرية وعودة السيطرة الأمنية للمواطنين، وحول تداول بعض وسائل الإعلام بعقد صلح بين الطرفين الأحد الماضي قال الأنبا ثيؤدسيوس إنه لم يحدث صلح بين الطرفين لأن الصلح تم بالفعل مسبقا وأن ما حدث مجرد زيارة من محافظ حلوان وبعض القيادات الأمنية والأهالي هناك لتهدئة الأحوال، مضيفا أن المسيحيين يطالبون بالحقوق والتعويضات عن التلفيات التي تعرضت لها أملاكهم وإعادة بناء الكنيسة التي تهدمت.. وطالب ثيؤدسيوس بضرورة إنهاء الأزمة سريعا خاصة أن الحالة الثالثة من عائلة الفتاة توفيت صباح الأحد الماضي بمستشفي قصر العيني الأمر الذي يدعو للتخوف وتطور الأمور بصورة أسوأ. الأهالي يرفضون قرار البناء وبعد قرار القوات المسلحة بإعادة بناء الكنيسة مرة أخري وسرعة الانتهاء من أعمال البناء خلال شهرين، إلا أن بعض الأهالي المسلمين بالقرية رفضوا القرار وقاموا بقطع الطريق الرئيسي المؤدي للقرية، وقال شاهد عيان إن هناك أربع سيارات أمن مركزي علي بعد 2 كيلو متر من الكنيسة وسيارة شرطة عسكرية، وقد قام بعض المستغلين للموقف بإشعال النار في إطارات السيارات داخل المبني بعد هدمه، مع انتشار النداءات بعدم السماح بإعادة بناء الكنيسة.