احتفالا بمرور 140 عاما علي إنشاء دار الكتب المصرية «الكتبخانة» افتتح الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الاحتفالية الدولية مساء السبت 26 نوفمبر والتي نظمتها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في المسرح الصغير في دار الأوبرا.. كما تضمنت الاحتفالية مؤتمرا دوليا بعنوان «دار الكتب المصرية 140 عاما من التنوير» وذلك في الفترة من 27 حتي 30 نوفمبر حيث شارك فيه نخبة من علماء مصر والدول العربية والأجنبية. ومن الجدير بالذكر أن علي مبارك أسس دار الكتب المصرية طبقا للأمر الصادر من الخديو إسماعيل بتاريخ 20 من ذي الحجة لسنة 1286ه (23 مارس - .187) وجمع منها الإنتاج المشتت في المساجد والمدارس ودور الكتب القديمة واستقرت في قصر الأمير مصطفي فاضل باشا شقيق الخديو إسماعيل في شارع الصليبية في السيدة زينب.. وافتتحت رسميا للجمهور للقراءة والاطلاع والنسخ والاستعارة في الرابع والعشرين من ديسمبر من السنة نفسها 1870. وقد تحدث د. فوزية صادق أستاذ الجغرافيا عن تاريخ الخرائط حيث إن الخريطة تعد وسيلة عالمية للتعبير والاتصال حيث تتحدي الحواجز اللغوية وهي قديمة قدم التاريخ نفسه ومن ثم لا يمكن تأكيد تاريخ محدد يمكن اعتباره نقطة البداية لهذا الفن الذي نشأ وتطور من أصول غامضة.. حيث يشكل الأرشيف الكارتوجرافي المودع بدار الكتب والوثائق القومية جزءا من التراث الوثائقي المصري حيث يحتوي الجزء الأول من هذا الأرشيف علي مجموعة من الخرائط تصل إلي نحو خمسة عشر ألف خريطة ومائة أطلس رسمت بمقاييس رسم مختلفة وترجع إلي فترات تاريخية متباينة تغطي مختلف فروع العلم والمعرفة.. تلك المجموعة مرقمنة ومفهرسة.. كما يحتوي الجزء الثاني من هذا الأرشيف علي مجموعتين من الخرائط الأثرية والتاريخية النادرة. وأشارت إلي دور دار الكتب والوثائق القومية في إنشاء وتطوير مركز لترجمة وصيانة الخرائط والوثائق النادرة طبقا لأحدث النظم العلمية المستخدمة في ترجمة الخرائط بالعالم، وذلك تمشيا مع دورها الرائد كهيئة داعمة للبحث العلمي في مصر والوطن العربي وتحقيقا لأهدافها في أن تكون نافذة مصر علي العالم ونافذة العالم علي مصر. وأشار د. مصطفي لبيب عبدالغني أستاذ الفلسفة إلي أهمية دار الكتب المصرية حيث تعد من أهم المراكز العلمية العالمية تأثيرا في توجيه جهود المستشرقين حيث مثلت ذخيرتها من المخطوطات العربية والفارسية والتركية فضلا عن أوائل المطبوعات معينا لا ينضب ينهل منه المستشرقون سواء بالاطلاع المباشر أثناء إقامتهم بالقاهرة إقامة تطول أو تقصر أو أثناء زيارتهم السريعة أو بتصوير بعض مقتنيات الدار بمعونة أحد الأصدقاء. ووافقه الرأي د. محمد فتحي عبدالهادي أستاذ المكتبات والمعلومات، وأضاف أن دار الكتب المصرية تعد من أبرز المكتبات التي تهتم بإنجاز الأنشطة البيليوجرافية بحكم أنها المكتبة الوطنية بمصر،بحكم ريادتها فضلا عن توافر عدد كبير بها من الاختصاصين المؤهلين والمدربين والقادرين علي إنجاز هذه الأنشطة وغيرها بكفاءة، وقد تنوعت الأنشطة البيليوجرافية التي تؤديها دار الكتب تنوعا كبيرا، ويأتي علي رأسها نشرة الإيداع التي تسجل وتصف الإنتاج الفكري المصري الذي تقتنيه الدار بحكم قانون الإيداع، وهناك أيضا الإصدارات البيليوجرافية المتعددة والتي تصدر عن مركز الخدمات البيليوجرافية.