خالد شعبان: تعلمت منه الدفاع عن المظلومين والثبات علي المبدأ الآلاف خرجوا - وهم في ذهول- يودعون ابنهم البار ونائبهم محمد عبد العزيز شعبان.. طوفان من البشر يزيد علي عشرة آلاف ساروا في وداع الفقيد والدموع تكاد تنزف من عيونهم، بينما النساء تبكي علي رحيل الأخ والابن والسند. قصة حب يزيد عمرها علي 20 عاما بين أهالي حدائق القبة والوايلي الكبير وشعبان.. ترجمت في جنازة مهيبة.. وفي المساء تدفق الآلاف علي السرادق المقام يعزون بعضهم بعضاً. علي مدي عشرين عاما لم يتكسب من وراء مقعده ومضي يسعي لتطوير الخدمات في الدائرة وله تاريخ مشرف في خدمة فقراء وعمال مصر، وحب المواطنين له وهذه الثقة والحب لم يأتيا من فراغ ولكن من عمل وجهد لتحقيق كل ما هو لصالح العمال والفقراء والكادحين، فالعلاقة بينه وبين الناس علاقة أشبه بالأسرية فلم يشعر الأهالي بأنه نائب عنهم بل أخ لهم وأب يحبهم من قلبه ويقابل هذا الحب ثقة واحتراماً وحباً غزيراً من أهالي الدائرة له، كان دائما مصدر قوة وأمان لهم وظهر يستندون إليه في الأزمات وحتي في الأفراح، ويطلق عليه أهالي الدائرة عدة ألقاب منها «نائب الشعب»، «نائب الفقراء والكادحين»، وغيرها فكلها دلائل علي مدي الحب الذي يتمتع به «شعبان» وسط أهالي دائرته. ويقول «محمد حافظ» أحد أهالي الدائرة أن «شعبان» كان بنفسه يخدم أهالي الدائرة وكان يقوم بأدوار المحليات في تقديم الخدمات في المنطقة من «إنارة وصرف صحي وخدمات» كما ساهم في عملية تطوير سوق الوايلي وبذل مجهودا كبيرا لشراء المطحن للمحافظة لتطوير السوق وعدم خصخصته وجعله منفعة عامة لأهالي الدائرة، وظل كما هو فلم يتغير بعد دخوله المجلس فتواجده بيننا وتواضعه وحبه لنا كما هو بل زاد كما أنه مازال يعيش في منزله المكون من غرفتين وصالة. كان دائما موجودا وسط الناس علي مدار اليوم وفي جميع مناسباتهم سواء أفراحاً أو أحزاناً، كما كان يشارك في حل الخلافات العائلية وثقة العائلات في رأيه وتحكيمه من خلال طريق جلسات الصلح، ولم يقصر أبدا في تقديم أي خدمة للدائرة، ولو وصل الأمر إلي صحبة المواطن والذهاب معه للجهة المقصودة لقضاء خدمته فيها بالإضافة إلي أن «شعبان» قدم اقتراحات تشريعية تحت القبة تصب في مصالح العمال والفقراء وكان يقول لنا إنه عضو مجلس شعب عن مصر كلها ويقدم الخدمة سواء لأبناء الدائرة أو لخارجها، وكان «لشعبان» طلبات من عدة محافظات منها أسيوط والدقهلية والمنيا لانتشار سمعته الطيبة وسيرته المشرفة وعدم تأخره في تقديم أي خدمة لأي شخص يحتاج له تاركين نوابهم ويأتون إليه. ويذكر «فرج سيد» المحامي برنامج «شعبان» علي مدار اليوم فيقول « كان ينزل الساعة 7 مساء لمكتبه بمقر الحزب للساعة 10 مساء وبعد ذلك يتجه للمقهي ليجلس وسط أهله وأبنائه من الدائرة للساعة 12 أو الواحدة صباحا فهو لم يبخل بوقته علينا، ويقول محروس الوسيمي: لن ننساه أبداً فهو نموذج لن يتكرر عاش من أجل البسطاء وظل بينهم دائما ولم يخذلهم أبدا، بالفعل أسطورة محمد شعبان لن تتكرر مرة أخري ولم يفتخر «شعبان» بإنجازاته أو بتقديم خدماته وينظر لها علي أنها خدمات من صميم عمله وواجبه تجاه شعبه وبلده بصفة عامة. أما نجله خالد شعبان فيقول: افخر بأنني ابن عبد العزيز شعبان فقد تربينا علي الحق والصدق والدفاع عن المظلومين والأخذ بيد الضعيف والثبات علي المبدأ ووجه التحية لجماهير الدائرة التي التفت حوله طوال الأعوام السابقة وكانت في وداعه في مظاهرة حب لا مثيل لها.