تدوال عدد من المواقع الاخبارية، خبر يفيد بأن؛ (احدى الحركات القبطية طالبت وزارة الداخلية وأجهزتها المعنية بالفيوم بالتحرك لإنقاذ رهبان وعمال وزوار دير الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان بالفيوم، من بلطجة العربان بالمنطقة حيث يقومون بقطع الطريق بصفة مستمرة على رواد الدير وسلب كل متعلقاتهم الخاصة بالإضافة لتهديد أرواحهم).. وبسبب أن رهبان الدير لا يملكون اجهزة تليفونات محمولة، وانقطاع شبكة الاتصالات للخطوط الثلاثة تماماً بطريق الريان والدير، فكان لابد من الوقوف على حقيقة الأمر للتأكد من صحة هذه الاخبار من عدمها. وبالرغم من التحذيرات التى تلقيناها والتى اكدت خطورة المغامرة داخل منطقة وادي الريان الواقعة بمركز يوسف الصديق، خاصة وهو الطريق الوحيد المؤدي الى دير «الانبا مكاريوس السكندري» الواقع في طريق وادي الريان بالصحراء الغربيةجنوب غرب الفيوم على بعد حوالي 40 كيلو متراً من مدينة الفيوم و150 كيلومتراً عن القاهرة. من بين التحذيرات؛ أن الطريق بلا إضاءة تماماً، ولا يجب المرور فيه بعد الساعة السادسة مساءً، ومن ثم يستغل ذلك بعض الخارجين عن القانون وينتظرون فريستهم من المسافرين ويقطعون الطريق عليهم ويسلبون ممتلكاتهم من اموال او تليفونات محمولة، بعد ان يستوقفونهم بالأسلحة البيضاء او إطلاق أعيرة نارية لإيقافهم بالقوة. ولأن مسئوليتنا نقل الحقيقة اولاً مهما كلفنا الأمر.. فكان ل»الأهالي» الرحلة في طريق وادي الريان وصولاً للدير، ولمدة 6 ساعات هي مدة رحلتنا من مدينة الفيوم الى الدير، الذي تركناه في الساعة 7.30 مساءً، أي اننا تجاوزنا الوقت الآمن للمرور بطريق الريان مدة ساعة ونصف، ولمدة 4 ساعات انفصلنا فيها عن العالم تماما، حيث لا توجد أي شبكات للتليفونات المحمولة، او اي وسيلة اتصال اخرى. عند مدخل مركز يوسف الصديق، اصطحبنا أحد سكان المركز لتسهيل مهمتنا حالة قيام احد قطاع الطرق بإيقاف السيارة او ارتكاب اعمال سرقة بالقوة، لسهولة التعامل مع هذه الجماعات. وصلنا الى الدير دون سابق إنذار في الخامسة والنصف، وفتح لنا رهبان الدير بوابته الحديدية مٌرحبين، بعد التأكيد من البيانات كاملة ل»محررة الأهالي»، انتظرنا قليلاً في مدخل الدير حتى سمحوا لنا بالدخول ولقاء بعض رهبان الدير، على الرغم من ان الدير لا يستقبل زواراً خلال أيام الصوم التى تسبق الاعياد، وفي نهاية لقائنا برهبان الدير طالبونا بالانتظار حتى صباح اليوم التالي تجنباً لمخاطر الطريق، وكان لنا الحوار التالي معهم: الراهب باخوميوس، بدير الانبا مكاريوس السكندري بوداي الريان، بمحافظة الفيوم، قال؛ «الدير يستقبل زواراً من جميع ارجاء مصر وخارجها. ومنذ احداث ثورة ال25 من يناير، والحالة الامنية في البلاد بشكل عام لم تعد كما كانت في السابق. مضيفاً؛ «في حقيقة الامر، قمنا بسؤال أهالي القرى المجاورة عن الحالة الامنية لديهم، وجدنا انهم أيضا يتعرضون لنفس المشاكل التى يتعرض لها زوار الدير ورهبانه او العاملون به، وبالتالي نحن ندفع ضريبة مثلنا مثل كل المصريين ومؤسسات الدولة خلال هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها الوطن، والقوات الامنية غير مقصرة في ذلك». وعن طبيعة المشاكل التى يعاني منها رهبان الدير او أهالي قرى المركز، قال الراهب باخوميوس؛ «ان هناك بعض المجهولين غير ملثمين يختبئون على الطريق، ويستوقفون السيارات المحملة بزوار الدير او رهبان الدير او اي سيارات مارة بالطريق، ثم يطلبون منهم تسليم اموالهم وهواتفهم المحمولة تحت تهديد الأسلحة البيضاء. وحدث ذلك بالفعل مع بعض الرهبان والزوار، ويحدث ذلك تحديداً في المناطق النائية والرملية المحيطة بالدير والتي تتطلب التهدئة أثناء المرور بها، ومن ثم يقوم البلطجية بوضع الحجارة امام السيارة وإيقافها وإنزال الركاب بالقوة وأخذ متعلقاتهم الشخصية». وتابع؛ «علاقة رهبان الدير بجيرانهم جيدة جيدا، ولا توجد اي خلافات بينهم إطلاقاً. وللأسف نحن لا نعرف من هؤلاء البلطجية، الذين يستهدفون ايضا اهالي القرى المجاورة للدير بالمركز، ويقومون بتهديدهم بالأسلحة البيضاء لإجبارهم على تسليم اموالهم دون اي مواجهة». وحدد الراهب باخوميوس بعض الاماكن التى تقع فيها مثل هذه الحوادث، مثل؛ مناطق (المحمودية والصوامع وجبل المدورة). لافتاً؛ «انه خلال الشهر الماضي، تعرض أحد رهبان الدير (الراهب أمونيوس) لإطلاق أعيرة نارية صوب سيارته كنوع من تهديده لإيقاف السيارة ودفع ما يملكه من اموال. وبالفعل تم إيقاف الراهب أمونيوس ودفع المبلغ الذي كان يحمله وهو 200 جنيه للبلطجية». مشيراً؛ أنه تم تقديم بلاغ إلى الشرطة الفترة الماضية حول تلك الاعتداءات، وقالوا انهم سوف يرسلون قوات أمنية لحراسة الدير، إلا أن رهبان الدير رفضوا، بحسب تصريح الراهب باخوميوس قائلاً «إحنا مش عاوزين حراسة وربنا هو الحارس.. والأمن الان في مصر أصبح مجهداً بسبب جميع الاحداث التى تمر بها البلاد مؤخراً، ولديهم حمل ثقيل، ومن غير المعقول ان يضعوا على كل بيت حارساً لحمايته. وهناك اتصالات بين رئيس الدير أبونا إليشع المقاري ومدير امن الفيوم للاطمئنان على الحالة الأمنية باستمرار». مضيفاً؛ «أن أهالي قرية المحمودية طالبوا الأمن بتوفير قوات أمنية لحماية المنطقة بشكل دائم لضمان عدم التعرض لهم باستمرار من قبل هؤلاء البلطجية». مشيراُ؛ إلي أنه كان قد سبق محاولة لاقتحام الدير بعد احداث 25 يناير، من قبل بعض الخارجين عن القانون من بعض الأعراب واطلقوا النيران صوب الدير والرهبان، وقام الدير بإبلاغ الجهات الامنية، وبعدها قام الرهبان بالتنسيق مع الجهات الأمنية ووزارة البيئة ببناء السور الخارجي للدير لتأمينه من قبل الخارجين، وباعتباره جزءاً يقع في منطقة أثرية». ويرى الراهب باخوميوس، ان الحل في هذه الازمة في يد سلطات الدولة، وحلها ليس امنياً فقط، بقدر ما هو حل اجتماعي واقتصادي وتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب حتى لا يقوموا بمثل هذه الأعمال الإجرامية ومساعدة الاسر الفقيرة، وتطبيق العدالة الاجتماعية لتوفير حياة كريمة لكل المواطنين، حتى نقتلع الازمة من جذورها تماماً.