لطيف ناشد بولس أحد الناجين من المذبحة، ومن بين ال21 مصريا الذين عادوا على متن الطائرة التى نقلت الشهداء وشقيق الشهيد إدوار ناشد، روى تفاصيل الحادث ل»الأهالي» كالتالي؛ «كنا نعيش في سكن مساحته 200 متر ومكون من 4 أدوار؛ الدور الأرضي به مكتبة لبيع الأدوات المدرسية، والدور الاول والثاني والثالث يسكن به اكثر من 200 مصري مغترب بينهم 35 مسيحيا قتل منهم السبعة. وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساء الأحد وبعد عودتنا من أماكن العمل، وتناول وجبة العشاء، بعض زملائنا بالسكن كانوا نائمين. بعدها فوجئنا بثلاثة ملثمين مسلحين يستقلون سيارتين ملاكي صعدوا إلى الدور الأول وسألوا «أين النصارى الموجودين بالمبنى؟» «وكان اول من قابلهم شقيقي عنتر ناشد وقاموا الملثمين بالنظر في يديه بحثا عن علامة الصليب فلم يجدوا، وتركوه بعدها». وبعدها اقتحموا غرفتي الشهداء (هاني وطلعت وفوزي) وغرفة (أيوب وسامح ونادهي أدوارد) بالدور الاول واخذوا كل أموالهم، وأخذوهم معهم في السيارتين، وقالوا سوف نعود لأخذ الباقي، ولو كان القتلة معهم سيارات اكثر كنا قد مُتنا جميعاً». استطرد لطفي؛ «قمنا بإجراء اتصالات مع الامن والأهالي هناك بحثاً عن المختطفين، ولم نحصل على رد، خاصة بعد أن تم إغلاق هواتف المختطفين، وعرفنا خبر مقتلهم عن طريق الانترنت». واستطرد؛ «ذهبنا الى مستشفى 1200 في بنغازي وتعرفنا على الجثث السبعة بصعوبة بسبب التشوهات التى جرت لهم بسبب التعذيب البشع الذي تعرضوا له بالأسلحة البيضاء على ايدي الخاطفين الذين قاموا ايضا بتصويرهم وتحميل صورهم على الانترنت وبعدها قاموا زملاء لنا بالاتصال بنا وأبلغونا الخبر، وقامت السلطات الليبية والسفارة المصرية بالتعاون معنا حتى انتهاء كل الاجراءات بالمستشفى وترحيل الجثث بالطائرة الى مصر ودفنهم في سوهاج. من جانبه، قال كريم رزق عبد الله جاد الله، أحد الناجين من المذبحة؛ «أعمل في ليبيا منذ 2005. قبل الواقعة بأسبوعين تقريبا حذرنا بعض الجيران الليبيين بتوخي الحذر، لأن عددا من جماعة انصار الشريعة يترددون على المكان ويسألون عن وجود مسيحيين بالمكان، وكانوا يخبرونهم بعدم وجود مسيحيين بالسكن، وهو ما اكده ايضا صاحب السكن لأنصار الشريعة بأن كل الموجودين بالمكان هم مسلمون فقط. من جانبه قال عنتر شقيق الشهيد إدوار ناشد؛ «أثناء اقتحام الملثمون المسلحين للمبنى، كنت متواجدا بدورة المياه بالدور الثاني، وعند خروجي وجدت امامي الملثمين الذين قاموا بالبحث عن شارة الصليب ولم يجدوها، بعدها سألوني عن المسيحيين بالمكان، فأخبرتهم بأن سكان المبني كلهم مسلمين. ثم تركتهم وذهبت لغرفة إبني جوزيف 17 عاما، وابن شقيقي سمير 17 عاما، وخبأتهم أسفل السرير خوفا على حياتهم. بعد ذلك نزل الملثمون الى الدور الاول وبدأوا في البحث عن المسيحيين، وبدأوا في اختبار المتواجدين للتاكد من انهم مسلمون، وسؤالهم عن عدد الصلوات في اليوم، وعدد الركعات في الصلاة وغيره، إلا أن وصلوا لغرفتي الشهداء السبعة واقتادوهم معهم في السيارتين». وتابع؛ «في البداية اعتقدنا أن الملثمين من رجال الشرطة، لأن في ليبيا لا نعرف رجل الشرطة من الإرهابي، فالجميع يستقل سيارات ملاكي او نقل، ويرتدون ملابس مدنية. وفي ليبيا ايضا أي مصري بشكل عام يقبض عليه يتم احتجازه في سجني (قنفودة او القوارشة) وعندما سألنا عن المختطفين هناك في نفس ليلة اختطافهم لم نجدهم في السجنين المذكورين، وانتظرنا حتى الصباح. حتى جاء احد زملائنا وأخبرنا ان هناك سبعة مصريين تم العثور عليهم مقتولين في جروثة، من هنا بدأنا عملية البحث عن الجثث في مستشفي الجلاء و 1200ووجدنا الشهداء بعضهم معصوب العينين ومربوطة أيديهم من الخلف. وأخبرتنا الشرطة الليبية انهم وجدوا الجثث في منطقة جروثة. وعلمت من أحد الضباط أنهم أثناء نقل الجثث الى المستشفى اطلق عليهم أعيرة نارية من قبل مسلحين. ومنذ اكتشاف الحادث اضطررنا إلى ترك المسكن، خشية عودتهم مرة أخرى للبحث عن آخرين وقتلهم، وظللنا لمدة ثلاثة ايام ننتقل بين الاماكن حتى عدنا الى مصر مع الجثامين». أكل العيش أنور صبحي بباوي، ابن عم الشهيد طلعت صديق بباوي، وخال الشهيد فوزي صديق، بدأ روايته ل»الأهالي» (لو اللي ماتوا كانوا لاقيين لقمة عيش هنا ماكانوش سافروا تاني وهما عارفين ان ممكن يتعذبوا ويموتوا). يحكى أنور بباوي شهادته كالتالي؛ «الشهداء السبعة سافروا على مرحلتين، وبطرق مشروعة كما تثبت الأوراق لدينا وبإقامات محددة، خاصة وعائلتنا معتادة على السفر إلى ليبيا منذ عشرين عاماً، فكيف يخرج علينا المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبدالعاطي، الذي قال؛ «أن هناك معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن الضحايا المصريين السبعة في ليبيا، كانوا يحاولون الهجرة بطريقة غير مشروعة إلى إيطاليا، لكنهم اختلفوا مع المهربين بسبب مسائل مادية».!!! فاذا أراد أحد الشهداء السفر بطرق غير مشروعة كان سيذهب الى دولة اخرى لا الى ليبيا، خاصة ان أعمار الشهداء تتراوح ما بين 15 و 50 عاما. وتابع ابن عم الشهيد؛ «الشهداء السبعة كانوا يعملون في مجال البناء، وفي شهر سبتمبر الماضي تعرض بعضهم لعمليات خطف وتعذيب لمدة خمسة أيام على يد (جماعة أنصار الشريعة) حيث اختطفوهم من أماكن عملهم وأخذوهم ألى أماكن نائية وقاموا بتكتيفهم وطالبوهم بنطق الشهادتين وإشهار إسلامهم وإلا قتلوهم، وهو ما رفضه الشهداء آنذاك، وبعدها قامت السلطات الليبية بالتوسط والضغط على الخاطفين للإفراج عنهم، ووافق الخاطفون بشرط بترحيلهم الى مصر. و أحد الذين تم تعذيبهم هناك أصيب بجلطة يدعى (حلقة أبو العنين) ولا يستطيع حتى الآن توفير مصاريف علاجه. واختتم خال الشهيد؛ «بعد عودة المُرحلين الى مصر سافروا مرة اخرى بعد أن هدأت الأوضاع في ليبيا، وبالفعل سافروا للعمل ثانية إلا أنهم لن يعودوا مرة آخرى». خطف وتعذيب لطفي ناشد، أحد العائدين من ليبيا في نفس الطائرة التى حملت جثامين الشهداء، قال؛ «في فبراير الماضي، خطفوني انا وأربعة ومعنا القمص بولا راعي الكنيسة الارثوذكسية في ليبيا، وذهبوا بنا إلى حي (القوارشة)، وكان الخاطفون يقومون بالاتصال بشقيقي ويهددونه بقتلي قائلين (سوف نقتله تقرباً إلى الله إذا لم ينطق الشهادتين). وقاموا بنزع لحية وشعر أبونا بولا بالقوة، وبعد تدخل السفارة المصرية هناك تم الافراج عن القمص بولا في اليوم التالي من خطفه، ثم أفرجوا عن الباقي بعدها ب48 ساعة». عودة جميع المصريين وناشد أهالي الشهداء رئيس الوزراء بضرورة تسهيل عودة المصريين المسيحيين الموجودين في ليبيا لان هناك تهديدات يومية لهم بالقتل، حيث خصصت جماعة انصار الشريعة مبالغ مادية لمن يقوم بالإرشاد عن مصريين مسيحيين في ليبيا للتخلص منهم.