احتفل مجلس كنائس مِصر، مساء الثلاثاء الماضي، بالعيد الأول لتأسيسه، وذلك بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ورؤساء ووفود الكنائس المِصرية؛ الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية، والأسقفية. ونقل القمص "بولس حليم"، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القِبطة الأرثوذكسية، إلى كلمة البابا تواضروس الثاني، والتي قال فيها إن "مجلس كنائس مِصر مجلس وطني يحفظ لكل كنيسة وحدتها"، وأضاف "نواجه الآن قضايا مشتركة كبيرة، وهذا المجلس إنما لسلام كنائسنا ومجتمعنا، وهو الذي عندما يقوم بدورٍ فعَّال، فهو يُعطي صورةً جميلة للمجتمع المِصري"، واختتم بقوله "أثق أن الأعوام القادمة ستكون مثمرة، على الكنيسة، ومِصر، وكل إخوتنا في الوطن". وألقي البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك الأقباط كلمته، التي "شكر فيها إتمام فكرة إنشاء مجلس كنائس مِصر"، التي قال إنها "كانت حُلمًا يُراود الجميع، في ظل أصواتٍ كثيرة كانت تُطالب بالوحدة". ثم كلمة كنيسة الروم الأرثوذكس، التي ألقاها نيافة المطران الأنبا نيقولا، مطران طنطا توابعها. بعدها ألقى القِس صفوت البياضي، رئيس الطائفة الإنجيلية كلمة، قال فيها إن "مجلس الكنائس المِصرية كان حُلما لم يتحقق إلا برعاية الكنيسة الأم، برئاسة البابا تواضروس"، ثم ذكر أن "مِصر مرَّت، خلال العام الماضي، بظروفٍ صعبة، كذلك الكنيسة"، وقال "طلبتُنا أن نكون جميعًا متحدين". فيما قال المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية كلمة، قال فيها، "إنه يُقدِّر جدًّا فكرة (الطاولة الخماسية)، التي جلس عليها رؤساء الطوائف، عند اجتماعات تأسيس المجلس"، وقد شكر "قداسة البابا تواضروس على دروه في إنشاء هذا المجلس". يُذكر أن فكرة إنشاء مجلس كنائس مِصر كانت مطروحة قبل رحيل المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، وقد تمَّ تأسيسه في 18 فبراير الماضي، بمشاركة خمس كنائس مصرية، وهي الكنيسة القِبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية، والإنجيلية، والأسقفية، والروم الأرثوذكس، تحت الضغوط التي كان يتعرض إليها المسيحيون من قِبل جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تحكم مِصر آنذاك، وبعد إنشاء المجلس، علَّق الأقباط آمالًا كبيرة عليه في التقارب والوحدة بين الكنائس، ومن أهداف المجلس، التنسيق بين الكنائس في القضايا المشتركة، وتفعيل الحوار الإسلامي المسيحي، وإصدار بيانات ووثائق مشتركة تُعبِّر عن الرأي العام المسيحي، وتدشين أنشطة تدعم الحضور المسيحي في مِصر، وإقامة حوارات لاهوتية بين الكنائس.