حماس ليست الشعب الفلسطينى ونستنكر تدخلها فى الشأن المصرىهو أحد أعمدة الأدب الفلسطينى، يؤمن بأهمية الإبداع ودورة في النهضة الثقافية والحضارية، له قيمته الفكرية والأدبية ليس في فلسطين وحسب بل في الوطن العربي كله. تميزت أفكاره بالخصوبة والحيوية، وأسلوبه الساحر والمشوق في الكتابة، فقد اكتسبت القضية الفلسطينية من خلال إبداعاته أبعادا أكثر إنسانية ورحابة وجمالا، أنه القاص والروائى الكبير يحيى يخلف، من أبرز مؤلفاته: "تفاح المجانين"، و"نشيد الحياة"، و"بحيرة وراء الريح"، و"تلك المرأة الوردة"، و"جنة ونار"، وغيرها شغل منصب وزير الثقافة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وترأس دائرة الإعلام والثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، عمل أمينا عاما لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعضو جمعية القصة والرواية، وله رؤيته الفلسفية الثاقبة في الحياة والثقافة والأدب. ** فى البداية سألناه على الحياة القاسية التى عاشها كلاجئ فلسطينى؟ - قال الأديب يحيى يخلف لقد عشت طفولتي كما عاش مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة، وعشت مرحلة الكبوة في طفولتي، ومرحلة النهوض في شبابي عندما انطلقت الثورة الفلسطينية، وترعرعت وتفتح وعيي الثقافي والسياسي تحت شمس الثورة، اذ التحقت بقواعد الفدائيين مقاتلا، وعندما اصبح هناك مؤسسات تحتاج لمثقفين تحولت للعمل في الإعلام والتوجيه السياسي واتحاد الكتاب ودائرة الثقافة. ** ما هى المراحل التى مررت بها وأحدثت نقلة فى مؤلفاتك الإبداعية؟ - كنت امارس الكتابة وانا فى مرحلة تعليمي الجامعي، وانشر إنتاجي الأدبي في مجلة (الأفق الجديد) المقدسية، ثم في مجلة الآداب البيروتية التي لعبت دورا كبيرا في حياة الأدب العربي المعاصر، وخرج منها كبار الأدباء العرب، وساهمت في نشر وتعميم المعرفة والحداثة ومختلف التيارات الفكرية، وكان لها الفضل في تقديمي الى صدارة المشهد الأدبي، خصوصا عندما نشرت روايتي الأولى "نجران تحت الصفر" التي وجدت قبولا واهتماما من قبل القراء والنقاد بل والقوى والأحزاب التقدمية، اذ قررها الحزب الإشتراكي في جنوب اليمن انذاك عام 1977على طلبة الثانوية العامة، وترجمت الى عدة لغات، وكانت اول رواية تدخل على لون جديد من الأدب العربي، وهو ما عرف فيما بعد بأدب الصحراء، والذي كتب فيه فيما بعد العديد من كبار الأدباء وأبرزهم عبد الرحمن منيف. لقد قدمتنى رواية "نجران تحت الصفر" للمشهد الثقافي العربي، وانتشرت وكانت موضع حفاوة الأدباء العرب بمن فيهم ادباء مصرعندما كنت التقي بهم في مقهى ريش واماكن اخرى أمثال: نجيب محفوظ، امل دنقل، بهاء طاهر، ابراهيم عبد المجيد، جمال الغيطاني،نعمان عاشور، فتحية العسال، رجاء النقاش، فريدة وامينة النقاش، محمود امين العالم، يوسف القعيد، د.علي الراعي وعشرات غيرهم. لقد كانت القاهرة ومازالت الحاضرة الأولى للثقافة العربية وللكتاب العربي، وكانت المرحلة الناصرية من تاريخها مرحلة نهوض للآداب والفنون، وكان ادباؤها الكبار اساتذة جيلنا، ومنهم نهلنا وتحت ظلالهم تفيأنا، وقد تعززت مسيرتي الأدبية اثناء اقامتي في بيروت، وترافق نتاجي الأدبي مع تجربتي في الزمن الذهبي للكفاح الفلسطيني المسلح، ومن مواقعي التقدمى كتبت العديد من الروايات التي غمست في كتابتها قلمي بمداد تجربة شعبي وحكايا وهموم شعبي الفلسطينى. ** فى تقديرك ما الدور الذى لعبته حركة حماس للقضية الفلسطينية؟ حماس جزء من حركة الإخوان المسلمين الدولية، وحماس قامت بانقلاب على السلطة الفلسطينية وسيطرت على قطاع غزة عن طريق القوة العسكرية عام 2007، ومازالت تعطل المصالحة والوحدة الوطنية والجغرافية للأراضي الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك فان حماس فصيل ساهم في النضال الوطني قبل ان يدخل في اللعبة الإقليمية ولعبة المحاور وما زالت القيادة الفلسطينية تسعى لإعادة حماس الى الشرعية الفلسطينية، لكننا في الوقت نفسه نستنكر تدخل حماس في الشأن المصري، وفي التحالف مع الإخوان ، وفيما يقال عن مشاركتها في الأعمال الإرهابية، ولكن حماس ليست الشعب الفلسطيني كله ، فالشعب الفلسطيني بأسره يساند الثورة المصرية، ويحترم الجيش المصري الذي قدم آلاف الشهداء دفاعا عن تراب فلسطين، وفلسطين هي العمق للأمن المصري، لذلك فان الشعب الفلسطيني في اماكن تواجده كافة يعتبر مصر السند الأساسى للقضية الفلسطينية، وكل من يمس الأمن المصري هو خارج عن اخلاقيات الشعب الفلسطيني.