واصل عمال شركة الوطنية للزيوت النباتية اعتصامهم بمقر الشركة ببرج العرب، للشهر الثاني على التوالي، معلنين عدم فض اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم التي يأتي على رأسها عودة العمال المفصولين إلى العمل، ووضع لائحة داخلية تنظم الترقي والمسميات الوظيفية، والتأكيد على الاستقرار الوظيفي للعاملين. من جانبه قال رجب الدسوقي، القيادي العمالي ونائب رئيس المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، إن وفداً من المجلس القومي لحقوق الإنسان حاول منذ أيام زيارة العمال المعتصمين إلا أن إدارة الشركة منعتهم من الدخول لمقابلة العمال، مشيراً إلى أن الوفد حرر مذكرة بالواقعة وحمل وزارة الداخلية مسئولية حماية العاملين. قال «الدسوقي» إن الشركة تم انشاؤها بواسطة رجل الأعمال ضياء القباني إلا أنه لقى حتفه في حادث انفجار طائرة وتوقف العمل بالشركة منذ عام 99 وحتى عام 2004، لافتاً إلى أن شركة كارجل الأمريكية تولت إدارة الشركة، حيث يبلغ نصيبها 51 % المائة وقامت بتسديد حق البنوك والورثة وأصبحت تملك 98%.. وأضاف «الدسوقي» أن العمال اعتصموا في عام 2009؛ بسبب عدم حصولهم على الأرباح، وفي بداية شهر أبريل عام 2013 تم ابرام اتفاقية بين اللجنة النقابية وإدارة الشركة حصل بموجبها العاملون على 50 % من المطالب وتجاهلت الشركة باقي المطالب. وأكد «الدسوقي» أنه في شهر أكتوبر عام 2013 تولى طارق شعلان إدارة الشركة خلفاً للسيد خالد بدراوي، مشيراً إلى أن أعضاء النقابة المستقلة طالبوا شعلان بتنفيذ مطالب العمال إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل بل ازداد الأمر سوءًا بقيامه بمنح العاملين مزيداً من الجزاءات، بالإضافة إلى فصل بعضهم بهدف إضعاف الروح المعنوية لديهم، حسب قوله. وتابع «الدسوقي» :»في 14/12/ 2013 قام العاملون باعتصام سلمي للمطالبة بتنفيذ الإدارة لباقي المطالب طبقاً للاتفاقية المبرمة وفي 23/12/2013 قامت إدارة الشركة باحضار نحو 300 رجل أمن مدعمين بالكلاب البوليسية، وفي الواحدة صباحاً من 2/2/2014 فوجىء المعتصمون بمحاولة تلك القوات المدعمة بالكلاب البوليسية فض الاعتصام إلا أنها باءت بالفشل، وفي 3/2/2014 قامت الإدارة بفصل التيار الكهربائي وقطع المياه، ومنع الدخول والخروج من الاعتصام ،ومنع دخول الأطعمة والأدوية، وتم تهريب أطعمة وأدوية للمعتصمين والتي شارفت على الانتهاء حالياً، وفي 4/2/2014 تم تقديم شكوى للنائب العام «. وأكد «الدسوقي» أن :» الأمر ازداد سوءاً أيضاً بعد حدوث نزيف من الأنف لأحد المعتصمين ويدعى علاء عبد المنعم بسبب إصابته بارتفاع في ضغط الدم واتصل المعتصمون بالإسعاف ولكنها لم تتمكن من دخول الشركة لمنعها من قبل الإدارة فقام الزملاء بحمله إلى سيارة الاسعاف خارج مقر الشركة»، لافتاً إلى أن رئيس مجلس الإدارة قام بفصل 50 عاملاً منذ توليه المسئولية. وشدد «الدسوقي» على أن العمال يطالبون بعودتهم إلى العمل مع وضع اللوائح التي تحفظ حقوق العمال طرف جهة الإدارة وعدم تعرضهم للفصل مرة أخرى، بالإضافة إلى تفعيل قانون العمل على العاملين لضمان حقوقهم وعدم تعرضهم للجزاءات التعسفية. وفي السياق قال السيد صقر، أحد العمال المعتصمين، إنه منذ يوم الأثنين قبل الماضي قامت إدارة الشركة بقطع المياه والكهرباء عن العمال المعتصمين وعددهم 75 عاملا، لافتاً إلى أنهم محاصرون من قبل شركة أمن؛ بسبب تخوف إدارة الشركة من أي أعمال قد يقومون بها». وأكد «صقر» أن العمال طالبوا بتنفيذ لائحة الجزاءات القانونية، فضلاً عن تنفيذ الاتفاقية التي تم ابرامها تحت إشراف القوى العاملة، بالإضافة إلى السماح للعاملين بالدخول إلى مقر العمل لقيامهم بأداء عملهم، وإلقاء قرارات منع الأجر وصرف مستحقات العاملين، ورفع الجزاءات التي تم توقيعها على العاملين في الفترة السابقة، والتي تمت دون الالتزام بالقانون وبصورة تعسفية، على حد قوله. و تابع «صقر» : «بالإضافة إلى استكمال باقي بنود الاتفاقية وتنفيذ التزاماتها المالية تجاه العاملين، ورفع التقييم الخاص بصرف حافز الأداء لعدم قانونيته وسوء استخدامه من قبل الإدارة مع العاملين، وابرام اتفاقية عمل جماعي بين الشركة والعاملين ممثلين في لجنتهم النقابية تضم كل ما تم الاتفاق عليه مسبقاً وتوثيقها بالجهات الرسمية، فضلاً عن تنفيذ القانون فيما يخص مفهوم الأجر الاجمالي الشامل الذي يتم على أساسه صرف أرباح العاملين، وذلك طبقاً لما ورد في الإفادة من مديرية القوى العاملة بالإسكندرية، وأحقية العاملين في صرف بدل المخاطر الذي جاء مستحدثاً في قانون العمل 12/2003»، وذلك طبقاً للبنود التسعة التي نصت عليها الاتفاقية. وأشار «صقر» إلى أن القوى العاملة نظمت مفاوضة بين إدارة الشركة واللجنة النقابية في 5/2/2013 ، وأن الشركة لم تذهب للمفاوضة، فقام وزير القوى العاملة بتحديد جلسة إجبارية للشركة الخميس الماضي ولم تذهب الإدارة أيضاً، مؤكداً استمرار العمال في الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم. وفي سياق متصل التقى اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، بعدد من مسئولي الشركة الوطنية للزيوت النباتية بمدينة برج العرب بالإسكندرية، وعدد من مسئولى القوى العاملة؛ لبحث المشكلة. وأكد مسئولو الشركة مدى اهتمام الشركة بالعمال، موضحين المزايا التي تتمتع بها العمالة لديهم من تقديم مرتبات مجزية، وتقديم وجبة غداء يومية، وتوفير تأمين صحي للعاملين وأسرهم، وتوفير وسائل نقل للعمال، وتوفير زى رسمي للعمل بمعدلات الأمان العالمية، وتشغيل ذوى الإعاقات. وتحدث مسئولو الشركة عن الأضرار الواقعة علي الشركة من اضرابات العمال، مشيرين إلى أنها تؤدى إلى تعطيل سير حركة الإنتاج، موضحين أن الشركة تستثمر 90 مليون دولار في مصر، ولها دور فى إنتاج إحدي السلع الاستراتيجية وهي استخلاص الزيوت ومد السلع التموينية بوزارة التموين ب758 الف طن من زيت الطعام.