للموت وجوة كثيرة اقساها هو الموت تحت اقدام الاهمال السائد فى مستشفيات محافظة البحيرة وبين الاهمال القاتل واهدار المال العام الفساد يدفع المواطن ثمنا غاليا لهذا وذاك من حياته المهددة دائما وقد شهدت محافظة البحيرة اهدارا واضحا فى مستشفيات التكامل إذ انشئت فى البحيرة خمسة عشر مستشفى وتم تزويدها بالأجهزة والمعدات، لتقديم الخدمات الطبية.ثم جاء قرار بتحويلها إلى مراكز لصحة الأسرة ومنها مستشفى سيدى غازى بكفر الدوار والتى ضمت كل التخصصات وأحدث الأجهزة الطبية، لتخدم نحو40 قرية يبعد سكانها عن أقرب مستشفى عام بكفر الدوار أكثر من 15 كيلو متراً و تم تحويلها إلى وحدة لصحة الأسرة، واقتصرت خدماتها على تقديم التطعيمات للأطفال. وفى حوش عيسى فقد تم إنشاء المستشفى الجديد على أحدث النظم، ليشمل كل التخصصات الطبية، ووحدات حضانات للأطفال ناقصى النمو وأخرى للغسيل الكلوى، كما تم تزويد بأحدث الأجهزة الطبية. توقف افتتاح المستشفى الذى تكلف نحو 20 مليون جنيه، رغم تسلمه منذ عامين لعدم توفير محول كهربائى، فيما تعرضت أجهزة طبية بالملايين للتلف لعدم البدء فى تشغيلها. يأتى ذلك فى الوقت الذى يحتاج فيه المستشفى القديم الذى يخدم نحو نصف مليون مواطن معظمهم من الفقراء إلى نظرة من المسئولين، فلم تعد تتحمل زيادة أعداد المرضى المترددين عليها من مدينة حوش عيسى، أو عشرات القرى التابعة لها، و أصبح آيلا للسقوط فى أى لحظة فوق رؤوس المرضى، والعاملين فيها. وفى الرحمانية أصبح المستشفى العام حبرا على الورق، فقد اقتصر على الخدمات التى تقدمها العيادات الخارجية، والعمليات الجراحية البسيطة، لافتقارة إلى الأجهزة الطبية الحديثة، خاصة فى أقسام الأشعة التى اكتفت بالأشعة العادية فقط، ليصبح الأهالى فريسة سهلة لأصحاب مراكز الأشعة الخاصة، فيما يقوم المستشفى بتحويل كل الحوادث إلى مستشفى دمنهور الذي يبعد خمسة وعشرين كيلو مترا. وفى أبو المطامير تم إغلاق مستشفى الحميات الذى يخدم آلاف المرضى بدون أسباب وتحويله إلى عدة غرف بالمستشفى العام، الأمر الذى أثر على الرعاية الصحية للمرضى، فتزاحمت بهم الأسرة، وأصبحوا معرضين للإصابة بالأمراض المختلفة. وفى كفر الدوار وعقب ثورة يناير تم افتتاح المستشفى الذى يضم 600 سرير، وعدد من غرف العمليات، والعناية المركزة جزئياً بعد عناء استمر نحو 30 عاما ثم أخذت مؤشرات التراجع تظهر فى الافق بسبب تزايد الصراع بين الأطباء على المناصب القيادية فى المستشفى، فى الوقت الذى تم فيه إهمال المرضى، فضلا عن تعمد العاملين تعطيل أجهزة المناظير، لصالح المستشفيات، والمراكز الطبية الخاصة المجاورة. دمنهور ....وصراع المصالح وفى مستشفى دمنهور التعليمى أكبر مستشفيات المحافظة يبدو الوضع ماساويا رغم الجهد الذى يبذل الا ان الحلول لا ترقى لاحتياجات المواطن وسط تزايد نفوذ رؤساء الاقسام الذين لايشغلهم سوى ان تمتلئ عياداتهم بمرضى بسطاء بحثا عن توصية باحتجازهم بالمستشفى فى الوقت الذى صار فيه ذلك حلم ويصرخ مرضى مستشفى دمنهور من التعطل الدائم لاجهزة الاشعة مما يضطر المريض الى اجراء الاشعة فى مراكز خاصة يمتلكها رئيس قسم الاشعة بالمستشفى مما يثير علامات استفهام حول تعطل الاجهزة من الاساس اضافة الى تضارب واضح بين المصالح. ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فقد تحول قسم الطوارئ والاستقبال الى عذاب يومى لمرضى ومصابى الحوادث فقد اشار " محمد .د " الذى اصيب بنزيف حاد وتوجه الى المستشفى ليبقى ساعتين ينزف فى قسم الاستقبال دون اسعاف او حتى اهتمام من جانب احد لولا تدخل احد كبار الاطباء الذى اوصى تلفونيا بالاهتمام بالحالة.