العالم الرأسمالي.. لم يعد يحتفل.. بنهاية التاريخ القضية الرئيسية: تغيير ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة قالوا إن اليسار سقط من صدمة سقوط جدار برلين، ولم يعد يرغب في الخروج من الحفرة التي وجد نفسه فيها.. كما لو كان يشعر بالراحة في داخلها!! وقالوا إن اليسار يتذرع بانهيار التجربة الاشتراكية لكي يبرر العجز عن الفعل! وقالوا إن اليسار تحول إلي حناجر تصرخ هنا وهناك في زقاق أو شارع أو قاعة، وقد تظهر له لافتة أو يصدر علي لسانه تصريح أو بيان في صحيفة أو مجلة.. ولكن هذا اليسار يظل دائما.. مجرد خبر صغير في صفحة هامشية!ووصلت الحملة إلي حد الزعم بأن اليساريين لا يريدون الخروج من الزاوية التي تطوقهم بحجة أنهم ممنوعون!! غير أن أحداث السنوات الأخيرة برهنت علي أن اليسار قد يتواري أحيانا، ولكنه يعود إلي الظهور في الأوقات والأماكن غير المتوقعة، وأنه خلال أقل من عقد من الزمن، عاد للظهور بقوة عبر انفجارات شعبية في أماكن متعددة من العالم.. وفي وقت كان العالم الرأسمالي يحتفل فيه.. بنهاية التاريخ! فالأزمة تمسك بخناق الرأسمالية العالمية.. بينما يحرز اليسار انتصارات في عدة مواقع. وجاء عقد اللقاء اليساري العربي في بيروت، بدعوة ومبادرة من الحزب الشيوعي اللبناني، بعد تراكم خبرات ثمينة لدي اليسار العربي.. ومعارك بطولية وتضحيات نبيلة علي مدي أكثر من 86 عاما. من هنا، أكد هذا اللقاء اليساري العربي - الذي شارك فيه ممثلو 19 حزبا وتنظيما يساريا عربيا - ضرورة أن تضطلع قوي اليسار بدورها الطليعي في مقاومة المشاريع الإمبريالية - الصهيونية والرجعية العربية الهادفة إلي تصفية قضية فلسطين وفرض الهيمنة الأمريكية علي المنطقة، والساعية إلي إثارة الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية لتفتيت الدول العربية علي كيانات ضعيفة ومتصارعة، كما جري ويجري في العراق والسودان واليمن ولبنان والبحرين والصومال، كما جاء في ورقة العمل المقدمة من الحزب الشيوعي اللبناني. والواضح أن تلك الورقة تلخص الدروس القيمة التي استخلصها هذا الحزب الشيوعي اللبناني من سنوات الصدام مع نظام طائفي في بلاده ومن الواقع العربي الراهن. .. فالقضية المحورية، من وجهة نظر هذا الحزب، هي نضال الشعوب العربية من أجل تغيير ديمقراطي حقيقي يقوم علي أساس العلمانية وما تعنيه من تأكيد حق المواطنة والمساواة بين المواطنين، وضرورة احترام حقوق الإنسان السياسية والاجتماعية، وحق الطبقات الكادحة في تشكيل أحزابها ونقاباتها واتحاداتها للدفاع عن حقوقها ومصالحها الأساسية، وحقها في انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة في مواجهة تكريس سيطرة الأنظمة العربية القائمة. العنوان الرئيسي العنوان الأساسي لبرنامج التغيير المميز لليسار، وفقا لرؤية الأشقاء اللبنانيين هو إقامة حكم وطني ديمقراطي يشكل البديل للأنظمة التابعة.. وبأفق اشتراكي. وفي سبيل إنجاز هذه المهمة، تعمل قوي اليسار العربي علي إعادة تنظيم صفوف الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الشعبية كافة والمثقفين التقدميين للقيام بدورها في عملية التغيير الديمقراطي. حقا.. فإن غياب حركة تحرر موحدة بقيادة القوي والأحزاب اليسارية أدي إلي بروز التيارات الدينية وغير الدينية.. كما أوضح الأصدقاء اللبنانيون. وفي ذلك اللقاء.. ظهر خلاف بين كاتب هذه السطور - ممثل حزب التجمع - وبين النص المقترح لمشروع البيان الختامي، وكانت وجهة نظري أن المشروع - في صياغته - لا يرقي إلي مستوي المهام المطروحة علي اليسار العربي، ورغم أن ممثل حزب التجمع انفرد بهذا الرأي.. إلا أن الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة انحاز إلي موقف ممثل التجمع، وطلب تأجيل إذاعة البيان الختامي لحين إعادة صياغته. شارك في اللقاء اليساري العربي في بيروت الذي عقد بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني كل من «نبيل زكي» الأمين العام المساعد للشئون السياسية ممثلا لحزب التجمع، و«صلاح عدلي» ممثلا للحزب الشيوعي المصري.