فى الوقت الذي انتظرت فيه كل جماهير ومتابعي كرة القدم المصرية الاطاحة بمجلس ادارة اتحاد الكرة المصري برئاسة جمال علام بعد هزيمة منتخب مصر النكراء من المنتخب الغاني فى كوماسي بسداسية مفزعة، إلا أننا وجدناها أكثر قوة بعد هذه المباراة فقد قاموا بتوزيع المناصب الشرفية على كل اعضاء المجلس من أجل مصالحهم الشخصية. وقدم مسئولو الجبلاية الجهاز الفني لمنتخب مصر ككبش فداء من أجل تهدئة الرأي العام والاستمرار على كراسيهم، وبدلا من ان يبحثوا عن الاسباب الحقيقية فى فشل منتخب مصر فى التأهل لمونديال البرازيل من أجل تفادي السقوط فى نفس الخطأ، إلا أنهم ظلوا يبحثون أيضا عن مصالحهم الشخصية حتى فى اختيار الجهاز الفني الجديد الذي سيخلف برادلي فى تدريب المنتخب، فتبنى بعضهم تأييد (شوقي غريب) مرشح هاني ابو ريدة من أجل نيل رضا عضو المكتب التنفيذي بالفيفا والذي يملك اعادة هذا المجلس الى الجبلاية فى حالة اصدار المحكمة قرارا بحله او اصدار وزير الرياضة قرارا بحل المجلس. بينما يؤيد آخرون اختيار حسام البدري الذي يتبنى طاهر ابو زيد تعيينه فى هذا المنصب من أجل نيل رضا ممثل الحكومة وبالتالى تذليل كل العقبات التى تواجه مسيرة الدوري، ورشح أحدهم طارق العشري نظرا للعلاقة الوطيدة التي تربطه به، ورشح آخر حسام حسن لنفس السبب، وكأنها العزبة التى امتلكوها إرثا عن جدودهم. وفى الحقيقة هناك معركة سرية ساخنة تدور بين كل من هاني ابو ريدة وطاهر ابو زيد على تعيين المدرب الجديد للمنتخب حيث يرى كل منهما ان مرشحه الاجدر بشغل هذا المنصب رفيع المستوى، وكلا منهما يمارس ضغوطا شديدة على مجلس الجبلاية وتهديد ووعيد فى حالة عدم اختيار مرشحه. الغريب أن مسئولى الجبلاية صرفوا النظر عن الاستعانة بمدرب عالمي، وأن كل المدربين المرشحين لا يوجد بينهم من يعلم شيئا عن الكرة العالمية وكأننا سنلعب فى دورى ابطال افريقيا متناسين بطولة امم افريقيا 2015 بالمغرب واوليمبياد ريودي جانيرو 2016 وبطولة امم افريقيا 2017 بليبيا وتصفيات كاس العالم 2018 بروسيا، والاغرب ان ضياء السيد الذي يعلم كل كبيرة وصغيرة عن منتخب مصر والذي اوصى برادلى فى تقريره بانه افضل من يخلفه من المدربين المصريين ليس من المدربين المرشحين. عموما مسؤلي الجبلاية لم يضعوا أو يحددوا معايير معينة لاختيار المدير الفني الجديد لتغليب مبدأ الشفافية والمصلحة العامة، بل تعاملوا بمعيار وحيد لإختيار المدير الفني الجديد للمنتخب وهو (تبع مين وهياخد كام).