إن من يقوم بحرق الوطن، وتدمير منشآته فهو بلا شك عدو خطير له، وينتمي لعصابة إرهابية، لا دين لها ولا ملة. كما كان يفعل التتار عندما يدخلون إلي أي مكان يقضون علي الأخضر واليابس، ويشعلون الحرائق في كل شيء، إنهم بالفعل عصابة إرهابية، هؤلاء الذين يطلق عليهم «الإخوان المسلمون» إما أن تحكم بالقوة أو تحرق مصر، وهم يتعمدون إشعال النيران والتدمير التام للمنشآت الحيوية، واستهداف رجال الجيش والشرطة، هدفهم كسر شوكة الجيش الذي ناصر ثورة 30 يونيو وحقق مطالب الشعب العادلة، وأعاد الروح لثورة 25 يناير، لقد أفلت الزمام من أياديهم بعدما أصبح المخلوع في خبر كان، أعلنوها صراحة «إما أن يعود مرسي أو نحرق مصر، وندمر الحضارة الفاجرة» وهم لا يكتفون بإشعال النيران في المنشآت الحيوية مع الأقسام الشرطية وفي الكنائس والمحال التجارية، ولكن يزرعون الشك في قلوب المواطنين بأن الجيش خائن، وأن ما حدث يوم 30 يونيو ما هو إلا انقلاب علي الشرعية إنها بلا شك فضيحة من فضائح التتار الجدد الإتجار بالدم، وتحطيم الجيش المصري، الذي وقف حائلا دون استحواذهم علي السلطة، وتشويه صورته في عيون المصريين الشرفاء. وعندما لم يتمكنوا من تحقيق أطماعهم، قاموا بإشعال الحرائق في كل مكان بمصر المحروسة، دمروا محكمة «ديروط» بالمنيا بالكامل وهي تضم قضايا المواطنين، وتم إشعال النار في كل خرم إبرة منها، في دواليب القضايا، بل وسرقوا الأختام، حتي ختم أمين عام المحكمة خلعوه من الخشب. كما قاموا بحرق الكنيسة الإنجيلية بملوي بهدف زرع الفتنة الطائفية وإحداث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين، والأبشع من ذلك منعوا عربات المطافئ من الوصول للنيران المشتعلة لمحاولة إخمادها.. كما اعتدوا علي مدرسة الراهبات في بني سويف وتحرشوا بالراهبات، واعتدوا علي العاملين بها، وأشعلوا فيها النيران، وكانوا يصيحون بكلمة «لا إله إلا الله والله أكبر» مع كل جرم ترتكبه أياديهم الآثمة، والله منهم برئ، وقبل أن يغادروا المكان أشعلوا النيران في الدير مع الكنيسة من الداخل ونهبوا كل الممتلكات. هؤلاء الآثمون الذين يقتحمون المنشآت وهم ملثمون ويحملون الأعلام السوداء رمز القاعدة، ويحتفلون بالانتصار وهم يعودون بالغنائم، إنهم عصابة همجية، وحشية، تنشر الفوضي في كل مكان من أرض مصر، بل وكاذبون، عدائهم الشديد للجيش المصري، قتلوا أحد الجنود وهو يؤدي واجبه فوق الدبابة، ثم توجهوا لعائلته في سرادق العزاء وحاولوا يضغطوا علي والدته ويساوموها بالفلوس حتي تعترف بأن الفريق السيسي هو الذي قتل ابنها في المنصورة. إنهم يتسمون بالبشاعة التي يشيب لها الولدان، والدليل ما ارتكبوه من آثام في مذبحة «كرداسة» والتي أثارت فزع كل المواطنين حيث اقتحموا مركز الشرطة بها وقتلوا كل الضباط وأمناء الشرطة، ومن سلم منهم أصيب بإصابات بالغة ولم يتركوه إلا بعد اعتقادهم بأنه مات. ولم يكتفوا بجرائم القتل البشعة بل مثلوا بالجثث وسحلوها، مستخدمين في ارتكاب جرائمهم الوحشية الأسلحة الثقيلة «الآربيجيه» التي كانت تستخدم في الحرب لتدمير الدبابات والأكثر بشاعة، ارتكابهم مجزرة «رفح» التي اغتالوا فيها 24 جندي أمن مركزي وهم عزل ولا ذنب لهم في أي شيء، بل كانوا عائدين لبيوتهم بعد أن انتهت مدة خدمتهم ليمارسوا حياتهم الطبيعية. إن جرائم التتار التي كنا نقرأ عنها، عادت مرة أخري في القرن الواحد والعشرين يرتكبونها ضد إخوانهم الذين يعيشون معهم في وطن واحد، أكلوا من خيراته، وشربوا من ماء نهره، يشعلون النار في كل شيء، في المعدات والمنشآت والجنود الأبطال، حراس الوطن، ثم يتحدثون عن اعتصامات سلمية، ويكتبون شعارات «هذا جزاء الظالمين» وهم السفاحون القتلة، الذين ظلموا أنفسهم وظلموا الأبرياء من ناس هذا الوطن الطيبين والآمنين وهم يوهمون الناس بأنهم يدافعون عن الشرعية، وعن الدين الإسلامي وهم منهم برئ كيف ولم يسلم من اعتداءاتهم الوحشية بيت الله الحرام «مسجد الفتح» مكان العبادة والصلاة، لم يخل من إرهابهم حيث نشروا الفوضي فيه، وخلعوا البلاط والنجف والزجاج وكسروا الأبواب والشبابيك واستخدموها في أعمال العنف وترهيب المواطنين، ثم اعتلي بعضهم من المسلحين مئذنة الجامع، وراحوا يطلقون الرصاص الحي علي رجال الشرطة والجيش والمواطنين وللأسف، كل هذا التدمير والخراب الذي يرتكبونه والغرب يغلق عينيه عن أعمال العنف هذه والتي ترتكبها جماعة التتار الجدد، ويعتبرون ما حدث ما هو إلا خلاف سياسي، ويطالبون بالحوار والصلح.. أي حوار وأي صلح مع قتلة، تلوثت أياديهم بدماء الأبرياء. إنهم جماعات لا دين لها إلا الإرهاب والعنف، وهم لا ينتمون لهذا الوطن ولا يوجد لديهم مشروع «إسلامي» لقد وصلوا إلي نقطة النهاية ولابد أن يكون القانون معهم حاسما حتي يتم تقليصهم، وانسحابهم من الساحة السياسية، بل وتلاشيهم.