أكبادنا المهرية «كان زي الجمل لا يكل ولا يتعب، كانت خبطة كفه علي باب الدار ترن لسابع دار، وأقول له ياخويا بشويش هتخلع الباب، كانت دبة قدمه في الشارع وفي البيت هي الونس وسندة الضهر لي وللعيال. وكانت الأرض تلين وتتفتح تحت ضربة فاسه، ويزغرد نوار الزرعة في ضي الشمس وكل ما عينه تقع علي زرعته، وفجأة وقع الجمل وبرك في الأرض، حتي النفس ماكانش بيقدر ياخده، وفي المستشفي الأميري قالوا لنا ده كبده اتهري خلاص الحكاية أيام، بعد ما بطنه انتفخت واتملت ميه وبقت زي الطبلة المشدودة، والدم حتت كان بيستفرغه من جوفه، حاكم الكبد لما بيتهري ويكل الجسم كله يبقي زي الخرقه الدايبة. «كبده اتهري» جملة قصيرة كم مرة سمعناها، وكم مرة اصابتنا بالعجز لأننا لا نملك ما نفعله لملايين المكبودين والمصدورين والعاطلين والجائعين؟ فنحن نعيش في بلد وتحت حكم نظام «هري» كبد البلد وناسه ومزق بأنياب سياساته قلبه وشرايينه وأوردته، ومكن رجاله من دمه ليمصوه. ومن لا ينهري كبده وهو يقرأ أو يسمع أن محكمة استئناف جنيف بسويسرا رفضت طلب رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي بالتحفظ علي أرصدة المطربة المغمورة المتهم بالتحريض علي قتلها «هشام» سوزان تميم، والرصيد المطلوب التحفظ عليه والذي منحه هشام لمحبوبته الراحلة هو 40 مليون جنيه مصري وطلب استردادها لأنها كانت هدية خطبة ثم فسخها. وقالت المحكمة «أن القانون السويسري ينص علي أحقية الخاطب في استرداد الهدايا والاموال التي دفعها لخطيبته في حالة فسخ الخطبة، إلا أن هشام لن يستفيد من هذا القانون لأنه متزوج وكان مقدما علي الجمع بين زوجتين ويعد ذلك شروعا في عمل محظور ومعاقب عليه» وبذلك ليس من حقه استرداد الأربعين مليون جنيه. التقطوا الانفاس يا مكبودين ويا مصدورين ويا جوعي هذا البلد فهذه الأربعون مليون جنيه مجرد رقم واحد من ملايين الارقام التي انفقها هشام من دمائنا ولحمنا الحي هو وغيره من رجال اعمال النظام والحزب الحاكم ولجنة سياساته؟! ما رأيكم فكروا قليلا قبل أن تخططوا لمظاهرات جديدة أمام المساجد والكنائس وفكروا لماذا يحمي الأمن مظاراتكم يا مساكين وجوعي هذا البلد، ببساطة حتي لا تتحول طاقة الغضب وهرية الاكباد لقنبلة تنفجر في وجه من سرقوكم وجوعوكم وشردوكم ولا تنسوا أن الملايين التي أهدرها رجال أعمال لجنة السياسات ووزراء النظام الحاكم والنظام نفسه هي اموالكم، ولا تنسوا يا متظاهري الكنائس والمساجد أن الفساد يفتت اكبادكم معا دون تفرقة.