حفل عشاء أمريكي! بعد تعرض الجانب الفلسطيني لعمليات تهديد وابتزاز غير مسبوقة من قبل الطرف الأمريكي.. وافقت السلطة علي الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ابتداء من الثاني من سبتمبر القادم. وسوف تجري المفاوضات وفقا للصيغة التي أرادها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.. أي «دون شروط مسبقة»، أما بيان اللجنة الرباعية الدولية الذي تذرع به الفلسطينيون للموافقة علي المفاوضات، فهو مجرد تعبير عن «تطلعات» و«نوايا» لدي أعضائها، وبالتالي فلا قيمة له، وخاصة أنه لم يتضمن كلمة واحدة عن وقف الاستيطان أو.. حدود الرابع من يونيو أو القدس. ولم تتطرق وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، في خطاب الدعوة للمفاوضات، إلي بيان اللجنة الرباعية.. الأمر الذي أثار الارتياح الشديد لدي نتنياهو، الذي يعتبر أنه ملزم فقط بالتعامل مع الجانب الأمريكي، وليس مع أي جهة أخري. وحرصا من البيت الأبيض الأمريكي علي إرضاء نتنياهو، فإنه تجاهل كل ما يمت بصلة إلي قرارات الشرعية الدولية أو مبدأ «الأرض مقابل السلام» أو حدود 4 يونيو 1967 أو حتي مجرد ذكر كلمة «إحلال».. وبالتالي يدخل الفلسطينيون في مفاوضات بلا مرجعية علي الإطلاق.. وهذه هي الصيغة التي تناسب نتنياهو تماما، والمعروف أن إسرائيل ترفض أي تدخل في العملية التفاوضية سواء من جانب الأممالمتحدةأو الاتحاد الأوروبي أو اللجنة الرباعية أو الولاياتالمتحدة نفسها. والغريب أن أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين يقول إنه إذا استؤنف الاستيطان، فإن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات، رغم أنه يعلم أن الاستيطان لم يتوقف سواء في القدس أو في الضفة الغربية!. يقول النائب الإسرائيلي حاييم أورون «من حزب ميريتس» إنه بدون تجميد كامل للاستيطان، واستعداد حقيقي للانسحاب إلي الحدود السابقة علي حرب يونيو، والتخلي عن مشروع دولة «ممسوخة» للفلسطينيين.. فستكون المفاوضات مضيعة للوقت. بعد حوالي عشرين سنة من مفاوضات عقيمة.. لم تسفر عن أي نتائج.. يدخل الفلسطينيون المفاوضات مرة أخري بموجب «مذكرة جلب وإحضار» أمريكية بعد أن توقفت تلك المفاوضات عشرين شهرا. وقد تتحقق نبوءة «عزام أحمد» عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.. ويواصل الرئيس الأمريكي أوباما انحيازه لإسرائيل، وعندئذ لن تكون دعوته للتفاوض أكثر من حفل عشاء في البيت الأبيض الأمريكي!!.