يتفق الجميع علي ان المراة العاملة اليوم تتمتع بوضع افضل من اي وقت مضي .ولكن فلنتفق علي انه مازالت هناك نساء في حاجة لبعض المساعدة للارتقاء بهن في مجال العمل .وفي الآونة الاخيرة عقدت عدة مناقشات ساخنة حول الخبرة التي تكتسبها المراة في مجالات العمل . وكذلك الانماط المحفزة لها ؟.. تعرض مجلة الاكونوميست البريطانية لكتابين يعالجان هذه القضية. فمنذ فترة وجيزة نشرت شيريل ساندبرج الرئيس التنفيذي للعمليات في” الفيس بوك ” وثيقة مثيرة للجدل بعنوان ” التهاون ” حول الاسباب التي تحول دون تقلد المراة لبعض المناصب في بعض المؤسسات ! واستخلصت ان جزءا من الخطأ يرجع الي النساء انفسهم حيث ” يتهاون ” في السؤال عن ترقياتهن وعدم المشاركة في الاجتماعات ، كما تتهاون المراة ايضا في الحصول علي مقعد متميز لها اثناء انعقاد الاجتماعات. ولقد نشرت حديثا ثلاثة كتب تتناول مفهوم “التهاون ” ورغم اختلاف وتنوع طرحها لكنها تقدم بعض الآفاق الجديدة المثيرة للاهتمام حول كيفية تعامل النساء في العمل وماهو السبب وراء تراجعهن ؟ التكوين البيولوجي في نقاش احدي ورش العمل اتفق كل من باربارا انيس وجون جراي علي ان هذا الامر قد يحدث ببساطة نتيجة سوء الفهم حيث ” ان الرجال والنساء يسلكون تفكيرا وتفاعلا بصورة مختلفة وفق التركيب البيولوجي.. كما ان لديهم ” نقاطا مبهمة فيما يتعلق بالنوع ” خاصة عندما يتعلق الامر بفهم سلوك زملائهم في العمل. ومؤخرا تعاون كل من بربارا انيس التي تعقد ورش عمل حول النوع الاجتماعي للشركات الكبيرة والحكومات . وجون جراي مؤلف كتاب ” الرجال من المريخ والنساء من الزهرة وهو الكتاب الاكثر مبيعا عام 1992 حول مشاكل العلاقات. تعاونا في انتاج وسيلة لتكون دليلا يسهل علاقات الاتصال في اماكن العمل .ويشير الدليل الي ان المراة تطرح كثيرا من الاسئلة .وتجمع المزيد من آراء الناس .وتسعي للتعاون مع زملاء العمل اكثر من الرجال . ولقد عرض الرجال هذه التفضيلات علي انها نقاط ضعف لدي المراة! الذكاء النوعي والنساء في المقابل لديهن انزعاج من كيفية عقد مقارنات تنافسية مع الرجال ومن كيفية السرعة في الوصول الي استنتاجات من جانب واحد ؟ فاذا اصبح العاملون من الاناث والذكور لديهم “ذكاء نوعي ” اعلي حول كيفية عملهم والسلوكيات المفضلة لمواجهة المواقف الصعبة او العمل تحت ضغط الازمات .فذلك من شانه المساهمة في خلق قوي عاملة اكثر انسجاما . فالنساء اللاتي تم اختيارهن لترك العمل، ضعف معدل الرجال الذين تم اختيارهم لترك العمل في الشركات . كما ان اكثر من نصف النساء اللاتي يفكرن في ترك العمل في شركاتهن . يدعون لرؤسائهن انهن يريدن التوقف عن العمل لاسباب شخصية .ولكن الغالبية يتركن العمل بسبب شعورهن بانهن استبعدن من قبل فريق العمل وكذلك شعورهن بعدم تقدير مساهمتهن . ومع ذلك فان الواقع هو ان المراة احيانا ما تجد صعوبة في التعامل مع النساء الاخريات في العمل ايضا .ومع ذلك لا يجد الباحثون تفسيرا دقيقا ومفصلا لحدوث هذا ! الخوف من المغامرة ولا تقتصر المشكلات في الشركات الكبري علي التواصل والمساواة بين الجنسين . ففي ” موجة متصاعدة ” هناك رؤية ابعد لدي سوزان كولمان و اليسيا روب تتناول تجربة المراة في الشركات الكبري . وهي تركز بدلا عما سبق علي النساء من اصحاب المشاريع اللاتي لديهن القدرة علي ان يصبحن قادة في مجالهن ويحصلن علي دخل مرتفع ويستطعن توظيف مزيد من النساء . ففي تحول ايجابي قد انشات النساء المزيد من الشركات في العقد الماضي . ومع ذلك هذه الشركات تميل الي العمل في تقديم الخدمات والصناعات الجزئية .” علي العكس من الصناعات ذات النمو السريع مثل التكنولوجيا ” كما انها تظل اصغر من الشركات التي يديرها الرجال . وفي هذه الجزئية تشير كل من كولمان وروب الي ان هذا التصرف قد يكون متعمدا حيث ترغب المراة في الحفاظ علي اعمالها التجارية في شكل صغير من اجل تحقيق التوازن بين العمل وبين مسئولياتها العائلية. وفي كثير من الاحيان تفتقر المراة الي التمويل الذي يتمتع به رجال الاعمال بسبب امتلاكهن ثروات اقل من الرجال .وبالتالي يطلقن مشاريع براس مال اقل .بالاضافة لعدم رغبتهن في الحصول علي قروض خوفا من الرفض وعدم مقدرتهن علي الوصول لعالم التايكونات ! ففي عام 2000 لم يستطعن الحصول سوي علي 5% فقط من تمويلات استثمارات راس المال .ومن المعروف ان الرجال يهيمنون علي عالم الصناعات الثقيلة.فخلال السنة الاولي لاحد المشروعات المشتركة . استطاع الرجال رفع رءوس اموالهم 27 مرة اكثر من النساء في بدء المشروع ! العوامل المشتركة وعن كيفية تسبب نجاح المتفوقين في التفريق بينهن وبين النساء الاخريات ؟ يقول السون وولف مدير السياسة العامة والادارة في جامعة “كينجز” بلندن في “عامل xx ” ان هناك حوالي 70 مليون من النساء المتعلمات تعليما عاليا ومن اصحاب الدخل المرتفع في جميع انحاء العالم يتسمن بان لديهن قواسم مشتركة مع رجال الاعمال من النخبة اكثر من غيرهن من النساء الاخريات .هؤلاء السيدات من النخبة يملن في كثير من الاحيان اكثر من غيرهن من السيدات الاقل تعليما الي الزواج .فهن يقضين وقتا اكثر في العمل . وبشكل غير متوقع يتقن لقضاء مزيد من الوقت في الامومة . وتقول ساندبرج عن هذه النقطة كلما زادت معايير اتقان المراة لعملها زادت الاعباء الملقاة علي عاتقها في مكان عملها بالاضافة لعبء الامومة الذي يزيد من التحديات التي تواجهها المراة التي سبق ذكرها . ومع ذلك في نهاية المطاف تختلف الكاتبتان وولف وساندبرج علي اذا ما كان نصف الكوب ممتلئا ام فارغا بالنسبة للمراة حيث يدعو كتاب ساندبرج النساء للكفاح من اجل تغيير سلوكهن حتي يتمكن من الارتقاء والتقدم في المستقبل .وتختتم وولف الخبيرة في التحليل الاقتصادي قولها انه نظرا لكم الامور التي تحسنت بالنسبة للمراة في القرن الماضي فمن المدهش قليلا وجود الكثير من نساء النخبة مازلن ينقدن بحماس توجيهات التغير الاجتماعي الذي يهدف الي تحسين الامور لصالح النخب النسائية . ويتفق معظم الناس علي ان هناك حاجة الي مزيد من التغيير في مواقع العمل . فمازال الرجال يشغلون معظم الوظائف العليا ، كما انهم لا يشعرون بالراحة في توجيه النساء الاصغر سنا ، كما انهم يحكمون علي الشباب بشكل مختلف عن النساء الشابات حيث” يحكمون علي الشباب وفق امكاناتهم اما الشبات وفق ما قمن بانتاجه في الماضي.. ومع ذلك بعد عقود من فشل النساء في الحصول علي التمثيل المتساوي في الأجهزة التنفيذية.