يتحرك «الاخوان المسلمين» .. في الفترة الاخيرة بشكل لافت للنظر وآخر تحركاتهم دعوتهم للشخصيات العامة والجمعيات السياسية لمؤتمر تشاوري فيما يخص الوضع الراهن والذي ترتب عليه الاتفاق علي تشكيل اربع لجان رئيسية كعناصر ضغط لتحقيق نزاهة وشفافية للانتخابات القادمة، بالاضافة إلي محور آخر في هذه التحركات متمثلا في الدور الذي تلعبه الجماعة في مساندة البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير ومسئوليتها عن جمع المليون توقيع علي المطالب السبعة للاصلاح. هذا السعي وهذه التحركات يراها الكاتب والمؤرخ «صلاح عيسي» أنها واضحة ولها هدف محدد وهو الحصول علي نوع من الاعتراف والاقرار من جميع القوي السياسية بأنها «قوي سياسية مدنية» ويقصد جماعة «الإخوان المسلمين» وهو فعلا ماحدث خلال السنوات الخمس الماضية فقد اعتبرتهم القوي السياسية هكذا فعلا ولكن بعد ظهور بعض الممارسات الفردية من قبل قيادات الجماعة سحبت هذه القوي اعترافاتها فالتجربة كشفت لهم ان جميع تحالفاتهم مع الاخوان والتي سعوا اليها لم تكن للمصلحة المشتركة ولاحتي الحد الادني للاستفادة لكلا الطرفين وانما الاتفاق معهم كان لمجرد السعي لتوظيف جميع القوي بمختلف اتجاهاتها لمصلحة الاخوان فقط وبناء عليه فهم يشاركون في الانشطة بشكل فعال ولكن مجرد مشاركة فردية ورمزية فمثلا موقفهم من حركة كفاية في بدايتها قدموا الاعانات ولكن اين المشاركة المجدية، فلم يشاركوا في وقفاتهم الاحتجاجية مثلا او مظاهراتهم وهو نفس الوضع بالنسبة لموقفهم مع «البرادعي» فالمشاركة رمزية فيما عدا الفترة الاخيرة التي تقربوا منه لاستغلاله كورقة ضغط علي النظام الحاكم فقط، والاخوان لن يلتزموا بأي اتفاق مع أي قوي أو احزاب لانهم يعتبرون انفسهم حزب الله والاحزاب الاخري هي «الشيطان» وكل ما يفعلونه مجرد «مناورات» لابتزاز النظام حتي يتيح لهم فرصة للتواجد. عدم ثقة ولكن الباحث د، عمرو الشوبكي وصف هذه التحركات وعدم قبولها من قبل باقي القوي السياسية في أحد تصريحاته بانها مجرد عدم ثقة بين هذه القوي بعضها البعض بصرف النظر عن انتهازية الاخوان من عدمها وان كان «حسن نافعة» المنسق العام للجمعية الوطنية للتعبير يري ان ما يقال عن هذه الانتهازية يمكن ان يطبق علي جميع القوي السياسية الاخري اما «نبيل زكي» الامين العام المساعد للشئون السياسية بحزب التجمع والمتحدث باسم الحزب فيري ان جماعة الإخوان تتحرك علي أساس ديني وهو امر مرفوض حيث نرفض الخلط بين الدين والسياسة، وموقفنا يرفض ايضا التفرقة التي تقوم علي أساس الدين، فأين مبدأ «المواطنة»؟! ويري أن الاخطر هنا في هذه الايام هو دخول أي جماعة دينية في الانتخابات معناه الغاء تكافؤ الفرض لأن من يتحدث باسم الدين باعتبار انه يمثل الاسلام يعني ان يضع منافسه خارج دائرة الاسلام وهو ما ينفي مبدأ تكافؤ الفرص، وبالتالي يري أن الاحزاب تنافس علي أساس برامج سياسية واقتصادية وثقافية هكذا، وليس تنافسا حول من الاكثر تدينا أو اسلاما. تقسيمات طائفية ويشير «زكي» إلي انه بالقاء النظر حول مايجري في العالم العربي نجد انه اذا كان الفرد حريصاً علي حب بلاده عليه ان يجنبها أي تقسيمات طائفية ومذهبية وبالتالي علينا النظر لتحركات الاخوان في الفترة الاخيرة واتصالاتهم بجميع الاحزاب في محاولة منهم للتستر وراء شرعية هذه الاحزاب السياسية القائمة من اجل الحصول علي مكاسب انتخابية ورغم قرارهم بالمقاطعة فهم يستعدون للانتخابات ويؤكد انه قد حان الوقت لاتخاذ موقف واضح فلدينا ما يجب التمسك به وهو احزاب الائتلاف الديمقراطي الاربعة ليكونوا نقطة البداية لأي تحرك جهودي وتوحيد للقوي السياسية لانتزاع ضمانات النزاهة والشفافية لما هو قادم من انتخابات بالاضافة لضرورة المطالبة بوقف حالة الطواريء اثناء خوض هذه الانتخابات. واجب وطني أما «عصام العريان» عضو مكتب ارشاد الجماعة والمتحدث الرسمي باسمها فيري أن تحركاتها الاخيرة واجب وطني، خاصة في هذه المرحلة التي يتم فيها جمع الجهود الوطنية كافة حول القاسم المشترك في إطار الاستعدادات للشهور الحاسمة في مصر والتي ينتطر الجميع ان تمر البلاد فيها بتحول حقيقي، ولذلك جاءت هذه التحركات لتوسيع دائرة الحوار مع كل القوي السياسية الاخري، ويؤكد «العريان» ان الجماعة ستتابع نتائج عمل اللجان الاربعة التي تم الاتفاق عليها في اللقاء الاخير لهم مع القوي التي شكلت لضمان نزاهة الانتخابات وسوف يتم معرفة هذه النتائج في الافطار الجماعي الذي ستقيمه الجماعة في رمضان وتدعو له كل القوي مرة أخري. ورداً علي رأي «ضياء رشوان» الخبير السياسي والاستراتيجي والذي يري فيه ان الاخوان لديهم قرار استراتيجي بعدم المقاطعة بداية من اتحادات الطلاب وحتي الانتخابات البرلمانية والتهديد بالمقاطعة مجرد ورقة ضغط علي النظام لتقديم ضمانات للشفافية والنزاهة وفتح حوار معهم مثلما حدث في عام 2005، يقول العريان ان قرار الجماعة فعلا من البداية اصله ثابت، وهو المشاركة ولكن الاستثناء هو المقاطعة مثل أي قوي سياسية، وعن اتهام الجماعة بالانتهازية يرفض ويستنكر ذلك مؤكدا ان من يردد ذلك هو من يزعجه التحرك السياسي ليس للاخوان فقط وانما لأي قوي سياسية أخري.