سيد عبدالعال: علينا أن نتصدي لمخطط تصفية الثورةوإنهاء حلم التغيير الديمقراطي الزملاء الأعزاء مناضلي حزبنا اليساري حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي أهنئكم ببداية أعمال مؤتمركم العام السابع وإرسل باسمنا جميعا تحية لأرواح أبنائنا أعضاء الحزب من شهداء الثورة وقد جمعهم شرف الشهادة مع غيرهم من خير أبناء وطننا من أجل مجتمع ديمقراطي قائم علي المشاركة والتعددية وتداول السلطة ومرجعية القانون في دولة المؤسسات التي تحترم قيم العقلانية والتنوير وحقوق المواطنة. - التحية لشباب مصر ورجالها ونسائها علي السلوك المدني والسلمي خلال أيام المواجهة الثورية مع سلطة مبارك الاستبدادية وكان ذلك درسا لكل دعاة الاستبداد والقبضة الأمنية ، وهو أيضا درسا سياسيا بليغا قدمه الشعب المصري عندما تجاوز كل المؤسسات السياسية والحزبية باحتضان شبابه الثوار ومساندتهم في مطلبهم المباشر برحيل مبارك وسلطته وإنهاء الهامش الديمقراطي الذي تحكم في وعي وممارسة القوي الديمقراطية ومعظم رموزها ، وقدم بديلا لذلك برنامج ثوري تلخص في الشعار العظيم (عيش. حرية . كرامة إنسانية) وهو البرنامج الذي أصبح في عقل وقلب كل مصري ومصرية وعلي أساسه يحاسب حكامه وقادته السياسيين . إن ثورة الشعب المصري قد نقلت الصراع السياسي من صراع لأجل إصلاحات سياسية جزئية إلي صراع من اجل تغيير ديمقراطي ، يجسده دستور يعبر عن إرادة الشعب الثورية في إقامة دولة المواطنة والعدل والقانون ومن المهم الإعلاء من شأن الطابع السلمي للثورة والحرص علي استمراريته : ذلك الطابع الذي الحق الهزيمة بقوي الثورة المضادة وضاعف من ثقة الشعب بنفسه وقدرته علي التغيير . والدرس الرائع الذي قدمه شباب الثورة تمثل في الإعلان عن انفسهم كأبناء ثورة المعلومات حيث توافرت مساحات شاسعة من الحرية علي شبكات التواصل الاجتماعي .. وتفجر فيهم طاقات الإبداع تحت ضغط التطلع للحرية والعدالة الاجتماعية كقيم إنسانية فأبدعو ثورة لها طابعها المميز بين الثورات علي مدار التاريخ ففعلوا ذلك دون زعيم ملهم أو الاستغراق في حسابات المكسب والخسارة السياسية . - الزملاء الأعزاء لقد رحل الحاكم المستبد وبقي الاستبداد متمثلا في سلطة جديدة تعبر وبوضوح عن الأسس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنظام مبارك الذي خرجت الجماهير لإسقاطه. - زملائي : ننطلق اليوم في نقاش حول مرحلة سياسية جديدة لوطننا نبدأها بسؤالين : ماذا نقصد بمرحلة سياسية جديدة ؟ وجديدة بالنسبة لمن ؟ وهل يتطلب ذلك رؤية سياسية وبرنامجية جديدة ؟ . - إنها مرحلة جديدة من الصراع السياسي ضد الاستبداد الحاكم تواجهه فيها القوي الديمقراطية مخطط تصفية الثورة والثوار وإنهاء حلم التغيير الديمقراطي وتداول السلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية وضد قوي الثورة المضادة المتحكمة في مفاصل الدولة والحكم ، ساندها في ذلك اختلال موازين القوي بينها وبين القوي الديمقراطية والثورية ، والخروج من ذلك علينا التخلص من النظر لموازين القوي بنوع من الاستسلام ومن ثم المشاركة مع قوي الاستبداد في تأكيد شرعية لم يمنحها لهم شعبنا الذي مازال متمسكا بالشرعية الثورية كفعل سياسي لتحويل موازين القوي لصالح قوي الثورة وذلك يتطلب رؤية سياسية جديدة لا تتوقف عند حدود إعلان المطالب وإطلاق الشعارات بل تنطلق نحو المبادرة العملية الميدانية التي تعطي للشعارات قوة الدفع وتحولها لأهداف ملموسة . زميلاتي وزملائي: يجب أن يمثل المؤتمر وقفة مع الذات لإعلان الانتفاضة علي انفسنا … إنها لحظة رائعة ان تتساوي كل العضوية والقيادات في التعبير عن الاراء دون إدعاء من أحد انه يمتلك الصواب الكامل او النهائي او هو وحدة قلبه وعقله علي الحزب وبرنامجه الذي عملنا معا من اجله بوعي دون وصاية من احد ، وان كل نقد يوجه للممارسة الحزبية لا تعني الافراد او حتي الهيئات بالدرجة الاولي .. وعلينا الدخول مباشرة في جوهر ازمتنا الحزبية والتي هي بدورها تعبير عن ازمة المشروع اليساري الذي لم يتبلور كمشروع مجتمعي ذي أبعاد يسارية وإشتراكية يربط بين الفكر والممارسة، ولا يوجد مرجعية لهذا المشروع إلا في المستقبل وليس في الماضي ، ولذا فإن مبادرة تأسيس التحالف الديمقراطي الثوري جوهرها ان نعمل معا من اجل بناء مشروع لليسار ، مفتوحا للحوار الديمقراطي بهدف تطويره ليشكل رؤية يسارية ديمقراطية يحتضنها شعبنا وتفتح الطريق لاوسع تحالف ديمقراطي ضد قوي الاستبداد والظلامية من اجل مصر وطن تعددي ديمقراطي يصون حقوق المواطنة ويحمي وحدة اراضيه زملائي تجتمعون اليوم في مؤتمركم العام السابع وخلف كلا منكم نضالات ملموسة من قياداتكم وابناء شعبكم دون مساومة علي مبادئكم ووحدة حزبكم كنتم المدافعين عن الديمقراطية في مواجهة سلطة استبدادية ، كنتم رمز الحداثة في مواجهة التخلف كنتم رمزا للنزاهة والاستقامة ونكران الذات قادرين علي كسب المعارك بالوسائل السياسية النظيفة بقوة الحجة وصدق الممارسة حافظتم علي ثوابت الوطن وشعبكم وقدمتم من التضحيات الكثير اقلها السجن السياسي في زمن السادات ومبارك ، تصديتم للخصخصة وبيع ممتلكات الشعب المصري ، كنتم في طليعة رافضي المعاهدة المصرية الاسرائيلية وفتحتم مقرات حزبكم لكل القوي الوطنية الرافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني وعلاقة التبعية للاستعمار الامريكي ، احتضنتم كل الحركات الاحتجاجية وكان من بينكم الكثيرون اعضاء بها ومتحدثين بإسمها في محافظاتكم ، دافعتم عن حقوق الفقراء والطبقة العاملة وصغار المزارعين واعتبرتم ان المعاش المبكر موتا مبكرا ، وقدركم في هذه اللحظة التاريخية ان تتقدموا كطرف فاعل في تشكيل المشهد السياسي .. ونمد جماهير وكوادر اليسار بالرؤي والافكار والإجابات عن الاسئلة الصعبة من اجل إنجاز المشروع الديمقراطي التحرري نتقدم نحو ذلك غير معنيين بالحسابات الصغيرة والتخندق القبلي : مشروع ديمقراطي تحرري يكون إنطلاقة واعدة وحقيقية لبناء يسار مصري ونحن المعنيين بهذه المهمة مع حلفائنا اليساريين نحن امام ازمة لليسار والقوي الديمقراطية لا نحتاج كما يعتقد البعض سوي بعض الترميمات .. ونحن نعتبر ان الامر ليس كذلك وانها ازمة غير مسبوقة في تاريخ اليسار لانها تعبر عن فشل المشروع الديمقراطي الحداثي في ان يشق طريقه في الحكم لحظة سقوط سلطة مبارك .. وفشل في القوي الديمقراطية في كشف الطابع الاستبدادي لجماعة الاخوان وحلفائهم إلي حد إعتبارهم قوي الثورة. وأخيرا لا أحب أن اختم كلمتي قبل أن اقر بأن الممارسة التنظيمية داخل حزبنا لم تكن علي ما يرام وهذا يطرح عليكم في أعمال المؤتمر قضية التنظيم الحزبي ليس باعتبارها لوائح وقرارات وهيئات تنظيمية مع اهمية كل ذلك .. بل بإعتبارها في الأساس قضية سياسية وفكرية .. قضية رؤية قبل ان تكون قضية وسائل ، لان الرؤية السليمة والجريئة هي التي تصنع الوسائل وليس العكس.