احتلت أكوام القمامة جنبات الشوارع الرئيسية بالمناطق الحيوية والسياحية بالإسكندرية كمنطقة محطة الرمل التي تضم الكثير من الفنادق الفخمة، وكذلك المناطق العشوائية التي لم تسلم من أخطار الأمراض والأوبئة المحيطة بالمنازل الفقيرة والأزقة الضيقة بعزِب وقري الإسكندرية وحارات المنشية الصغري والكبري وسط مجمع المحاكم، فضلاً عن الدوائر التي تعتبر من المناطق الآهلة بالسكان كدائرة المنتزة التي تمتلئ بأكوام القمامة. يستمر هذا الوضع بعد ثلاثة أشهر من دعوة حزب الحرية والعدالة – الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- ما يسمي بمشروع “وطن نظيف” والمفترض الإستعانة فيه بمواطني كل محافظة للتعاون من أجل نظافة الشوارع من خلال إطلاق مبادرة لجمع القمامة لمدة ثلاثة أشهر متتالية. وفي غضون ذلك رصدت “الأهالي” ردود أفعال مواطني الإسكندرية بعد إنقضاء المدة حول التفاعل مع تلك المبادرة من عدمه في ظل انتشار القمامة حتي الآن ، فأشارت سميحة عبد التواب – موظفة بمحكمة سراي الحقانية بمنطقة المنشية إلي أن أكوام القمامة لا تزال تحتل أرصفة المحكمة بجميع جوانبها، الأمر الذي سبب معاناة لها ولزملائها تخوفاً من الأمراض، مؤكدة أنه لا جدوي من تلك المبادرة التي لم تتحمل جمع القمامة بمنطقة محورية كميدان التحرير الكائنة به المحكمة. فيما رفض كريم حامد – طالب- فكرة إطلاق مبادرة “وطن نظيف” ، قائلاً “إحنا بندفع رسوم نظافة سبعة جنيهات من غير مُقابل ، دلوقتي كمان مطلوب ندفعهم وإحنا نشيل الزبالة مكانهم” ، معلناً رفضه التام لتلك المبادرة التي وصفها ب “الفاشلة” في ظل تقاعس أصحاب المبادرة أيضاً عن إزالة القمامة من المنطقة التي يقطنوا بها بوسط المدينة. وكان مسئولو المُبادرة قد قسموا المحافظة إلي 18 قطاعاً، تتولي السيارات فيه جمع القمامة من أمام المنازل، الأمر الذي لم يحدث علي أرض الواقع حتي الآن، في ظل احتواء مدينة الإسكندرية علي 14 طن يومياً من القمامة من المفترض رفعها والتخلص منها. وصرح كارم عبد الحميد- القيادي بحزب الحرية والعدالة والنائب السابق بمجلس الشعب- علي أن مشكلة القمامة التي تعاني منها الإسكندرية لن يتم القضاء عليها إلا بتكاتف جميع الإدارات التنفيذية وجمعيات المجتمع المدني ورجال الأعمال إلي جانب شركة النهضة للقمامة – المنوط بها العمل وفق خطة الرئيس- والسير وفق خطة عمل بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية.