ارحموا أبناءنا من الموت.. المستشفيات ترفض إصدار التقارير بالرغم من معاناة آلاف المصريين من الأمراض المزمنة فإن الحكومة قررت أنها ليست خطيرة لذلك قلصت حزمة الإسراف من العلاج علي نفقة الدولة حيث شمل النظام الجديد خمسة أمراض فقط هي ضغط الدم والسكر والقلب والكبد والكلي. بينما خرجت أمراض الصدر والحساسية والجهاز التنفسي والمخ والأعصاب والأمراض النفسية وأمراض الدم والكسور والعيون والحوادث والفيروسات ليتوفر من فاتورتها 3.1 مليار جنيه هذا العام حسب تصريحات وزير الصحة. كما أعلن رئيس الوزراء أحمد نظيف أن النظام الجديد للعلاج علي نفقة الدولة سيوفر 5.2 مليار جنيه في السنة بما يعادل 50% من الميزانية في الوقت الذي يعلن فيه خبراء الصحة أن منظومة العلاج في مصر تحتاج إلي 10 مليارات جنيه في السنة كحد أدني لتغطية الفئات الأكثر احتياجا في المجتمع الذين لم ترحمهم قرارات الحكومة الغاشمة. نجلاء عزت شابة عمرها 25 عاما من صفط اللبن مصابة بمرض عصبي وتحتاج إلي قرارين علي نفقة الدولة ب 600 جنيه كل 6 أشهر لتكون إنسانة طبيعية يمكن التعامل معها لكن الوزارة رفضت التجديد لها بحجة أن مرضها ليس من ضمن القائمة الجديدة التي يشملها العلاج. تقول سناء: تعاني ابنة اخي من انهيار عصبي شديد جعلها لا تستطيع السيطرة علي نفسها حيث تقوم بتقطيع ملابسها وشعرها وتخرج إلي الشارع مهرولة ويحتك بها الناس ويعاملونها علي أنها مجنونة إذا لم تتناول الأدوية المهدئة. وتواصل سناء حكيها عن ابنة أخيها كنا نحصل علي هذا الدواء كل شهر من مستشفي بولاق الدكرور العام بموجب قرار يجدد كل ستة أشهر من وزارة الصحة لكن فوجئنا اليوم عند تجديده برفض المستشفي التجديد وأرسلتنا إلي المجالس الطبية والتي صرحت لنا أن هذا المرض أصبح خارج النظام الجديد للعلاج علي نفقة الدولة. وتنهي سناء كلامها قائلة «يا بنتي» نعمل إيه هذه بنت شابة والدتها متوفية وتعيش مع والدها وهو مسن يتقاضي 215 جنيها في الشهر ولا يقوي علي تكاليف علاجها. 5 أيام بينما همسة محمد صالح طفلة عمرها 10 سنوات من محافظة المنوفية لها قصة مختلفة فتقول والدتها: ابنتي تعاني من نقص في هرمون معين في الغدد الصماء لذا فهي لا تنمو بشكل طبيعي يواكب سنها وتحتاج كل (5 أيام) لحقنة ب 100 جنيه وزوجي أرزقي باليومية لا نستطيع تحمل تكلفة هذا العلاج حيث كنا نحصل علي قرار بقيمة 3000 جنيه في السنة ورفضت الوزارة تجديده لنا. الحساسية الصدرية أضعفت عضلة قلبها حيث تروي إحسان محمد أحمد من امبابة أحتاج لعملية «قسطرة» في القلب ب 400 جنيه فقط ورفض المستشفي إجراءها لي وحولني إلي المجالس الطبية وعندما تقدمت بأوراقي أخبروني بأني لابد من عرضي علي لجنة ثلاثية أولا رغم تشخيص حالتي من المستشفي وتحتاج هذه الإجراءات لعدة شهور لانتهائها. عالم كفرة سيدة ريفية بسيطة لفت انتباهي إليها صراخها واستنجادها بالله «يا عالم يا كفرة ابني بيموت من ثلاثة شهور مفيش رحمة في قلوبكم» قالت ل «الأهالي» ابني أحمد عفيفي عمره 26 سنة مصاب بسيولة في الدم «هيمفويليا» أثرت علي قدمه وصار عاجزا عن الحركة والآن عنده امتحان في الجامعة لم يحضره بسبب حالته الحرجة. تحكي قصة عذابها مع المجالس قائلة : كان بيخلصلنا القرار عضو مجلس شعب عن دائرتنا وأوقفوه بسبب أزمة قرارات للنواب الأمر الذي ترتب عليه حيرتي بين سكني في بنها ووزارة الصحة لمدة 3 شهور كاملة لم يحصل ابني فيها علي الدم اللازم له مما تسبب في تدهور حالته الصحية في النهاية يريدونني إحضاره إلي القاهرة لعرضه علي اللجنة وهو غير قادر علي الحركة علشان يجددوله «ابني بيموت أمام عيني ده كفر اللي بيحصلنا يا بنتي». في انتظار الوزير عاطف محمد مواطن بسيط حاله يظهر علي مظهره حيث يرتدي ثيابا مقطعة ومتسخة كل مطالبه من وزارة الصحة حسب تعبيره بخاخة تنفس ب 600 جنيه لأنه يعاني من حساسية في الصدر تؤدي لأزمة قلبية وصعوبة في التنفس والوزارة رفضت منحه القرار بثمنها الزهيد. لكن حنان سيد إبراهيم من محافظة أسوان كانت أكثر حظا من أقرانها المرضي حيث نجحت في الحصول علي قرار بالعلاج علي نفقة الدولة للغسيل الكلوي لكنها تحتاج لعملية تسليك شريان في يدها اليمني ب 7 آلاف جنيه رفضت المجالس الموافقة عليه. لذا تقول حنان أنا لما عرفت إن وزير الصحة سوف يقوم بافتتاح المقر الجديد للمجالس غدا أنتظره منذ يومين علي الرصيف لعرض حالتي عليه يمكن يرأف بها. «المانجيوفا» مرض عبارة عن أوعية دموية تحت الجلد يصيب أميرة هاني ياسين ذات الثماني سنوات من البدرشين وتحتاج لعملية جراحية تبلغ قيمتها 20 ألف جنيه حتي تتم ازالة التشوهات الموجودة بجسمها واستكمال العلاج حيث رفضت مستشفي عين شمس التخصصي قبل العملية باسبوع اجراء العملية من دون خطاب جديد من المجالس الطبية مبررين ذلك بقيام الوزارة بإلغاء القرارات القديمة. ورفض معظم المرضي النظام الجديد لاستخراج قرارات العلاج علي نفقة الدولة وضرورة استخراج المريض القرار بنفسه أو بواسطة أحد أقاربه من الدرجة الأولي مؤكدين أن فكرة اللجنة الثلاثية فكرة عقيمة تودي بحياة المرضي نظرا لطول فترة بحث قرارات العلاج.