“لن نصمت علي استمرار الاستيطان والاستعمار في أرضنا، ولأننا نؤمن بالفعل وبالمقاومة..نؤكد علي أن مخيم باب الشمس ستصمد إلي حين تثبيت حق أصحاب الأرض علي أراضيهم”. هكذا أعلن نشطاء فلسطينيون قرروا التصدي للمحاولات الإسرائيلية لإخلاء المخيم بالقوة وكانت القوات الإسرائيلية قد دخلت إلي المخيم الذي أقيم صباح الجمعة الماضية في موقع مشروع “اي-1″ الاستيطاني والذي يشمل بناء أربعة آلاف وحدة استيطانية بين الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين لقطع الطريق بينهما. واجتاح مئات الأفراد من الشرطة الإسرائيلية الموقع من مختلف الجهات، وأطبقوا علي المتواجدين، واعتقلوهم واحدا تلو الآخر ، ونقل تلفزيون فلسطين علي الهواء مباشرة عملية الاقتحام، حيث ظهر مئات أفراد الشرطة وهم يقتحمون الموقع، ويسحبون شبانا حاولوا افتراش الأرض في الموقع ، ورفض أكثر من 200 فلسطيني محاصرين الانصياع لأمر إسرائيلي بإخلاء المخيم رغم تهديدات بطردهم عنوة بناء علي أمر أصدره بنيامين نتانياهو لقوات الأمن بالطرد الفوري للفلسطينيين الذين تجمعوا بين مستوطنة معاليه ادوميم والقدسالشرقيةالمحتلة. رداً علي العسف الإسرائيلي ، تجمع النشطاء من مناطق مختلفة بالضفة الغربية وبدعوة من الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار ولجان المقاومة الشعبية، علي هذه الأراضي حيث تعيش 15 عائلة بدوية تضم أكثر من 200 فرد منذ أكثر من 80 عاما. وأطلق النشطاء اسم “قرية باب الشمس” علي المخيم الذي بنوا فيه أكثر من 40 خيمة قالوا إنهم سيقيمون فيها لمدة ثلاثة أيام. واستوحي نشطاء المقاومة الشعبية اسم المخيم من رواية “باب الشمس” للكاتب اللبناني إلياس خوري، التي جسدت حكاية النكبة واللجوء الفلسطيني من خلال حياة المقاوم الفلسطيني “يونس” الذي ذهب للمقاومة وترك زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء بقريتها في الجليل شمال فلسطين. وطوال فترة الخمسينيات والستينيات كان يونس يتسلل من لبنان إلي الجليل ليقابل زوجته بمغارة “باب الشمس” ويعود مرة أخري لينضم إلي تنظيم المقاومة في لبنان. وقال النشطاء إن مخيم “باب الشمس هو بابنا إلي الحرية والصمود، وباب الشمس هو بابنا إلي القدس وإلي العودة”. وأشار بيانهم إلي السياسة الإسرائيلية بفرض وقائع علي الأرض عبر العقود الماضية وسط صمت المجتمع الدولي علي انتهاكاتها، وقال “لقد حان الوقت لتتغير قواعد اللعبة، نحن أصحاب هذه الأرض ونحن من سنفرض الواقع علي الأرض”. من جانب آخر ، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع قيام الفلسطينيين بنسخ نمط عمل المستوطنين في إقامة النقاط الاستيطانية غير القانونية لإقامة بلدات وتجمعات سكانية فلسطينية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية وخاصة في المنطقة “إي 1″ . وأشارت “معاريف” إلي أن المخاوف الأساسية في أجهزة الأمن الإسرائيلية، هو أن يقوم الفلسطينيون في المرة القادمة، خلافا للمحاولة الأخيرة في “باب الشمس” باصطحاب ممثلي منظمات أجنبية تبسط وصايتها ودعمها علي هذه المحاولات، مما سيزيد من احتمالات الاحتكاك بين إسرائيل والحكومات الأجنبية.