جرس المدرسة وحرس الجامعة السحابة السوداء التي تزور بلادنا هي سحابة الشعوذة التي تتجمع فيها البخور والجاوي وعين العفريت.. في بلادنا البخور أكثر من دخان المصانع والبحث الجنائي أهم من البحث العلمي وميزانية فرح بنت رجل أعمال ضعف ميزانية البحث العلمي والفيزياء والكيمياء والرياضيات هم الباب الملكي للعبور الي المستقبل لذلك تعجبت هذا الأسبوع من بكاء طلبة الثانوية العامة وهم في التاسعة عشرة من أعمارهم من مادة "التفاضل والتكامل" التي اخترعها "اسحاق نيوتن" وهو في الثامنة عشرة من عمره.. وفي الأسبوع الماضي شعرت ببعض الأستقرار عندما زرت مريضاً في المستشفي فوجدت أنهم نقلوه الي السجن لأستكمال علاجه لتوفر الأجهزة هناك وهو ما حدث في نفس الوقت للجامعة التي أنتقلت من بيت الشعر الي بيت الطاعة.. فبعد النقابات أصبحت الجامعة بحكم محكمة تحت الحراسة ويتولي الضباط شئون الطلبة ليتفرغ الأساتذة للبحث الجنائي مثلما كان يفعل العقيد "نيوتن" الذي اكتشف قانون "الجاذبية الأرضية" تحت سرير أحد المجرمين عندما تنكر في زي اعرابي وأتفق مع المجرم علي شراء "الجاذبية" ولحظة التسليم انقض عليه الكمين فحاول المجرم التخلص من "الجاذبية" ليطير لكن "نيوتن" منعه من ابتلاعها.. ومن يومها أصبح "نيوتن" يعين أوائل الكلية كمخبرين وغير اسم قسم "الفيزياء" الي قسم "الأزبكية" ومنح "عميد" الكلية رتبة "اللواء".. ومصر دولة زراعية زرعت التيار الديني داخل الجامعة ثم زرعت الحرس الجامعي ليراقبه علي طريقة الشيء لزوم الشيخ والأمن فضلوه عن العلم.. وأنا شخصياً لا أتخيل المدرسة بدون جرس ولا الجامعة بدون حرس ففي تجارب الكيمياء مثلاً نحتاج الي عامل مساعد ولا يوجد مساعد الا في الشرطة وأتذكر وأنا طالب في الجامعة كان لي قريب في الحرس الجامعي وكنت أجد صعوبة في التعرف علي ملح "كلوريد الصوديوم" بين سبعة أنواع من الأملاح أو ابتلاعه فكنت أتجه الي قريبي فيجبرهم تحت التعذيب علي الأعتراف أنهم جميعاً "كلوريد صوديوم" ويرشدون عن أماكن المسروقات.. نزلنا من قطار العلم لنركب عربة الترحيلات.